شبكة قدس الإخبارية

قادة الفصائل يتحدثون.. هل تشكل القيادة الموحدة انطلاقة جادة للمقاومة؟

صورة تعبيرية

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: قال قادة في الفصائل الفلسطينية، إن قرار إنشاء "القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية"، هو خطوة في طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإطلاق العمل المقاوم ضد الاحتلال.

وأشار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب في لقاء مع تلفزيون فلسطين إلى أن "تشكيل القيادة الموحدة هو قرار متفق عليه بين الفصائل، وكان هناك حوارات إلى أن جاء الاتفاق التطبيعي بين البحرين ودولة الاحتلال الإسرائيلي، الذي أصبح ضاغطاً علينا من أجل إنجاز خطوة عملية".

وأضاف: "حركة فتح قدمت مسودة بيان للقيادة الموحدة من أجل الاتفاق عليه، لكن في الطريق تم تسريب البيان، والفكرة ما تزال في إطار التداول والاتفاق عليها، ومهمة هذه القيادة تنظيم الفعل الكفاحي، ويجب أن تكون متواجدة في الضفة وغزة والشتات، وأن يكون الفعل الشعبي تحت علم فلسطين، ولن تقول القيادة لشعبنا ماذا يفعل، فالميدان مفتوح وبإمكان الجميع أن يبدع".

من جانبه أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صالح العاروري أن "هذه المرحلة هي الأخطر التي تمر على الشعب الفلسطيني، حيث انكشف ظهر القضية من عمقها العربي، لكن نحن مؤمنين أن الشعوب العربية والإسلامية، لا توافق على التطبيع أو التخلي عن شعبنا ومقدساتنا، وأن من يذهب إلى التطبيع مع العدو يتصرف بشكل منفرد، ونحن واجبنا أن نكون رياديين ونخط طريق المقاومة أمام شعوبنا".

وأضاف: "المقاومة الشعبية ليست جديدة علينا، فالانتفاضة الأولى كانت شعبية، والعدو بإجرامه فرض علينا السير في سياقات أخرى للرد عليه، وحينها كنا كلنا نسير في نفس الاتجاه ولكن في أكثر من جبهة، الآن نريد أن نسير في نفس الاتجاه لكن في جبهة نضالية واحدة، كي نتعلم من دروس الماضي، ونأمل أن تكون خطوة تشكيل القيادة الموحدة لها أثر كبير في توحيد شعبنا وإغلاق الطريق على المتآمرين". 

وقال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي إن "اجتماع الأمناء العامين وما صدر عنه من مظلة سياسية للنضال الفلسطيني، وضع إنهاء الاحتلال كقضية مركزية أمام أنفسنا والمجتمع الدولي، الذي كان يتعامل مع الواقع كعملية سياسية قد تستمر لسنوات دون أن تحقق أي إنجاز".

وتابع: "قضية الضم تفضيل، الموضوع الأساسي هو كيف إنهاء الاحتلال، والالية الأنجع هي المقاومة الشعبية واستلهام التجارب العظيمة لكفاح شعبنا، وفلسفة الانتفاضة الأولى وسر نجاحها أن كل فلسطيني كان هو أب هذه الانتفاضة، ولا يمكن لهذا الجيل أن يسمح بتصفية قضيته".

وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي أن "صدور البيان الأول عن القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية، هو خطوة لترجمة ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الأمناء العامين، الذي عكس رغبة في الخروج من التدافع الداخلي إلى مواجهة الاحتلال، وهو طريق طويل يحتاج إلى المثابرة والعزيمة لاستشعار المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية".

وأضاف: "الأهم هو رسم استراتيجية وطنية بعيداً عن ردات الفعل، وهو أمر بحاجة لمراجعة صادقة لكل سياقات الماضي، وفهم الوضع الإقليمي وعلاقات عدونا معه".

وقال الرجوب إن "المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع العاروري، قبل أسابيع، كان انطلاقة جدية لتأسيس علاقة جديدة في العمل الوطني الفلسطيني، والخطوة الثانية كانت اجتماع الأمناء العامين، والثالثة الفكر المنفتح على الوحدة الوطنية، لأن الثبات على الموقف والصمود هو الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات"، كما قال.

وتابع: "نتمنى على أمتنا العربية أن تقف وتنحاز لفلسطين، بخلق عناصر ضاغطة على هذه الأنظمة المنهارة والمستسلمة، ويوم الثلاثاء يجب أن يكون يوم غضب وفعل، ودون أن يشعر الاحتلال أن وجوده له ثمن اقتصادي وسياسي فلن يتخلى عن عدوانه".

من جانبه أكد القائد في الجبهة الديمقراطية، قيس عبد الكريم أن "القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية يحب أن تحدد قواعد عملها، من أجل فهم الشراكة السياسية، وتشكيل جبهة موحدة مع القوى العربية من أجل إسناد القضية الفلسطينية، ومواجهة التطبيع المخزي الذي أقدمت عليه أنظمة عربية".

وأشار بسام الصالحي إلى أن "التمادي القائم من الحركة الصهيونية، يفرض خطراً وجودياً على الشعب الفلسطيني، من خلال تبديد المنجزات التي تحققت خلال سنوات النضال الفلسطيني، والإحساس بالخطر هو المعيار الرئيسي في عملنا".

وأضاف: "فلسطين لها حلفاء هائلين في العالم، كل محتج على ظلم في العالم يجد نفسه نصيراً لفلسطين، ونحن التقينا آلاف المرات بأوساط متناقضة في بلدانها، لكن كانت تقول الذي يجمعنا هو الموقف من فلسطين، ونستطيع استنهاض هذه القوى".

وأكد محمد الهندي أن "وضع الشعب الفلسطيني في سياق المقاومة والتحدي، هو ما سيعطي الروح لأصدقاء القضية من أجل العمل، لكن سياق المفاوضات والتطبيع هو ما أعطى المبررات لكل من يريد التخلي عن فلسطين".

وأضاف: "نحن في الجهاد سنعمل على إنجاح هذه الفعاليات، في كل مكان، ونريد أن نفتح صفحة جديدة، ونبحث عن القواسم المشتركة لأن العدو الصهيوني لم يترك مجالا لأحد، هو لا يريد شريكاً في المفاوضات، بل أي سلطة تعمل على رعاية شؤون السكان وليس لها مضمون سياسي، المراهنة على الشرعية الدولية خاطئ، لأنها قائمة على منطق القوة وتتحكم بها الولايات المتحدة الأمريكية، كما هو الرهان على فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية، الرهان يجب أن يكون على وحدة شعبنا ومقاومته".

وفي سياق متصل، قال الرجوب إن "الموقف بكافة أشكالها هي حق مكتسب للشعب الفلسطيني، ولكن الشعبية هي الأنسب في هذه المرحلة، ونريد أن لا يكون للانهيار العربي ارتدادات علينا".

وأضاف: "الشراكة يجب أن تأتي من خلال عملية ديمقراطية فيها انتخابات بالتمثيل النسبي، وخلال الأسابيع القادمة نأمل أن يكون هناك اتفاق على مواعيد لانتخابات برلمانية ورئاسية".

من جانبه أشار العاروري إلى أن "الانتخابات يجب أن لا يكون الهدف منها التنافس بين الفصائل على تشكيل الحكومة، بل أحد الأدوات في مواجهة الاحتلال، من خلال إيصال رسالة أن الشعب الفلسطيني له ممثلين انتخبوا بشكل شفاف ونزيه".

وأشار بسام الصالحي إلى أن "تسريب البيان الأول للقيادة الموحدة للمقاومة الشعبية، خسرنا الموقف الذي كنا نريده وهو أن تقرأه فتاة صغيرة، دلالة على انخراط الجيل الجديد في النضال، لكن هذه تحصل، وعلينا أن نرى كل الحراكات الشعبية واللجان المنخرطة في الميدان ضمن العمل القادم، وهذه القيادة ليست بديلاً عن أحد، بل هي من ستطور الفعل الشعبي".

وأكد محمد الهندي أن "موقف حركة الجهاد الإسلامي، هو أننا في مرحلة تحرر وطني، وليس بناء الدولة أو المؤسسات، والانتخابات أدخلتنا في دوامة مختلفة، رغم تحفظنا على البيان الختامي لاجتماع الأمناء العامين في بندين، لكننا نبحث عن قواسم مشتركة نسير فيها مع الفصائل، والمطلوب اليوم من وجهة نظرنا هو خارطة طريق لاستعادة الوحدة، وثقة الشارع الفلسطيني".

وقال الرجوب: "نتمنى من كل قياداتنا أن تدرك معنى استعادة ثقة شعبنا، وأقول لهم قدموا نموذجاً لهذا الشعب وأن يعطوه الأمل".

من جانبه أكد صالح العاروري أن "كل المحاولات السابقة من الاحتلال، لطمس والقضاء على كفاح شعبنا العنيد، في الوصول إلى حقوقه باءت بالفشل ،وتسببت للاحتلال بانكسارات ولشعبنا بانتصارات".

وتابع: "في عام 1982 اجتاح جيش العدو لبنان وارتكب جرائم، لكن بعد 5 سنوات انتفض شعبنا في انتفاضة جبارة، وفي الانتفاضة الثانية كسر الاحتلال وأخرج من جزء من الأرض الفلسطينية، في الانتفاضة الأولى كان الجيل يقاتل في الأزقة وكل الأماكن وسجل انتصاراً لشعبنا، وفي الانتفاضة الثانية شاهدنا جيلاً جديداً يخوض معركة هائلة كسرت الاحتلال، وأقول للعدو إن شعبنا جهز لك جيلاً جديداً، إن كنت تظن أنك ببعض المتخاذلين تستطيع أن تقفز عن حقوقنا فأنت مخطئ، فقبل العام 2000 كان قطار التطبيع قد تقدم أكثر مما هو عليه الان، لكن انتفاضة شعبنا أغلقت هذا المسار حينها".

وقال الهندي: "حتى نرى المشهد من كل جوانبه، فإن إسرائيل التي كانت توقع هزيمة ساحقة في المواجهات مع الأنظمة العربية

أصبحت اليوم في تراجع، صحيح هناك تطبيع لكن الشعب الفلسطيني في وضع جيد، في الانتفاضة الأولى كنا نواجه بالحجارة، اليوم لدينا قاعدة نضالية في غزة نصنع صواريخنا بأيدينا، وسياق أوسلو أوصلنا لنهايات مأساوية لذلك يجب علينا استخلاص العبر من هذه المسيرة".