شبكة قدس الإخبارية

26 سنة سجن.. عائلة الأسير عبد الناصر عيسى: مقهورون ولكن لدينا أمل

أحمد العاروري

نابلس - خاص قُدس الإخبارية: ما عاد "أغسطس" كغيره من شهور السنة، تمضي فيه الأيام، على عائلة الأسير عبد الناصر عيسى، بل تحول لذاكرة مستمرة، من الألم والشوق والحرمان.

يدخل عبد الناصر عيسى، اليوم، عامه 26 على التوالي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لينضم لقائمة من الأسرى الفلسطينيين الذين قضوا أكثر من 25 عاماً في الاعتقال.

في عام 1988 تعرض عبد الناصر، للاعتقال للمرة الأولى، بعد مشاركته في فعاليات الانتفاضة الأولى التي شكلت ثورة شعبية، ضد قوات الاحتلال، تقول شقيقته "لقُدس الإخبارية"، وعقب اعتقاله حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة عامين ونصف، وهدم الاحتلال منزل عائلته.

لم تكن هذه بداية عبد الناصر في خط المقاومة والنضال، خلال طفولته تعرض والده للاعتقال من قبل جيش الاحتلال، لسنوات، وأصدرت سلطات الاحتلال، أمراً بهدم منزل العائلة، لكنها جمدته لاحقاً، لأن العائلة كانت تسكن في منزل للإيجار، لذلك أجبرتهم على إغلاقه وتوجهت العائلة للسكن، في مخيم بلاطة بمدينة نابلس، كما تروي شقيقة عبد الناصر.

قبل سنوات من اعتقاله، تعرض عبد الناصر لإصابة برصاصة من جنود الاحتلال، خلال مشاركته في مسيرة غضباً لشهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، في لبنان.

في أغسطس 1995، اعتقلت قوات الاحتلال عبد الناصر عيسى، تقول شقيقته، وكان هذا الاعتقال فاتحة لرحلة من العذاب والعزل والمؤبدات.

تعرض عبد الناصر لتعذيب قاسٍ، من قبل ضباط مخابرات الاحتلال، الذين حاولوا الحصول منه على معلومة حول عملية كان أحد الاستشهاديين في طريقه لتنفيذها، لكن عبد الناصر صمد تحت الضرب والهز العنيف، حتى تأكد من أن العملية تم تنفيذها، ثم اعترف باسمه، حيث كان خلال اعتقاله يحمل هوية مزورة.

تقول شقيقته: إدارة سجون الاحتلال فرضت عقوبات كثيرة، على عبد الناصر، منذ اعتقاله، فقد تعرض للعزل لسنوات في الزنازين الانفرادية، إحداها بعد هروب عدد من الأسرى عقب حفرهم نفقاً في سجن عسقلان، قبل أن يكشفهم الاحتلال ويعزلهم في الزنازين.

حكم الاحتلال على عبد الناصر بالسجن المؤبد عدة مرات، ورغم قساوة ظروف الاعتقال، تمكن من تحقيق إنجازات علمية وأكاديمية مختلفة.

تشير شقيقته إلى أنه حصل على شهادات "بكالوريوس" و"ماجستير" في العلوم السياسية والدراسات الإسرائيلية، من عدة جامعات، كما أنه أصدر عدة مقالات وأبحاث.

وتصف عبد الناصر بأنه "شغوف" و"طموح"، لا يترك فرصة للتعليم إلا ويستغلها، ولا يكتفي بالتعلم الذاتي، بل يسعى لتعليم الأسرى وتقديم المعرفة التي يملكها لهم.

وحول معاناة العائلة المستمرة طوال هذه السنوات، تقول: كل أملنا أن يتحرر عبد الناصر، من السجون قريباً، "باختصار بكفي"، وشعبنا ومؤسساته الرسمية والمقاومة، لن يعدموا الوسيلة لتحرير الأسرى، وإنهاء المعاناة التي نعيشها.