شبكة قدس الإخبارية

التصعيد في غزة.. هل تسير المقاومة نحو الحرب أم تنتزع مطالبها؟

159776072919621
محمد سنونو

غزة – خاص قدس الإخبارية: ما يزال المشهد الميداني في قطاع غزة متوتراً لليوم العاشر على التوالي في ظل استمرار حالة التصعيد المتبادل عبر إطلاق البالونات الحارقة والمفخخة تجاه مستوطنات غلاف غزة وقصف الاحتلال وعدوانه على غزة عبر إجراءاته وخنقه لها.

ويتزامن هذا التدهور الحاصل مع حراك يقوده وفد المخابرات المصرية الذي وصل غزة، أمس الإثنين، ومن المتوقع أن يعود إليها بعد أن حمل مطالب الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس التي تقود هذه الاجتماعات.

وذكرت مصادر مقربة من الحوارات لـ "شبكة قدس" أنه من المبكر الحديث عن فشل الجهود في ظل مماطلة الاحتلال ورفع الفصائل في غزة سقف مطالبها من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض عليها للعام الرابع عشر على التوالي.

وأضافت هذه المصادر أن الوفد سيعود إلى غزة خلال الساعات القادمة حاملاً معه إجابات على المطالب التي نقلها، على أن تنظر المقاومة وحركة حماس في طبيعة الرد، مؤكدة على أن الوسائل الشعبية لن تتوقف حتى يلتزم الاحتلال بتنفيذ ما تعهد به في ملف التفاهمات.

ورفضت قيادات بارزة في حركة حماس التعليق على اللقاءات التي جرت بين وفدها ووفد المخابرات المصرية، في الوقت الذي أصدرت فيه الحركة، اليوم الثلاثاء، بياناً قالت فيه إنها ستعمل على كسر الحصار وإنهائه بكل السبل والأدوات.

واتفق محللان في أحاديث منفصلة مع "شبكة قدس" على أن مهمة الوفد المصري هذه المرة تبدو صعبة ومختلفة عن كل المرات السابقة نظراً لارتفاع سقف المطالب في غزة وحالة الرغبة في إنهاء المعاناة التي يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني.

أسباب الزيارة

وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف لـ "شبكة قدس" إن الوفد المصري جاء لغزة بطلب من الاحتلال الإسرائيلي وليس حركة حماس أو المقاومة الفلسطينية أملاً في إنهاء التصعيد القائم حالياً غير أن المشهد هذه المرة مختلف تمامًا.

وأضاف الصواف: "الوفد المصري وصل على أمل الضغط على الفصائل وحركة حماس لإنهاء إطلاق البالونات المفخخة تجاه مستوطنات غلاف غزة غير أنه غادر غزة غاضباً بعد حجم المطالب المرتفع مقارنة بالمرات السابقة".

واستبعد الكاتب والمحلل السياسي الصواف أن تنجح مهمة الوفد المصري في تحقيق اختراق حقيقي يلزم من خلاله الاحتلال في الالتزام بتنفيذ التفاهمات، مستكملاً: "المعطيات تدلل أن المشهد قد يتطور لتصعيد غير محمود العواقب".

واستطرد قائلاً: "حماس ومعها الفصائل باتت معنية بإنهاء الحصار وكسره بأي وسيلة كانت في حين يواصل الاحتلال المماطلة ويرفض الالتزام بما تم التوافق عليه سابقا".

جهود متواصلة

أما الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، فقال هو الآخر إنه من المبكر الحديث عن فشل الجهود المصرية خصوصاً وأن الوفد سيعود للقطاع حاملاً معه الرد الإسرائيلي على المطالب التي قام بنقلها من حركة حماس.

وأضاف الغريب لـ "شبكة قدس": "المقاومة وحماس تريد بشكلٍ واضح إلزام الاحتلال بالمرحلة الكبرى من التفاهمات المتمثلة في تنفيذ المشاريع وزيادة تصاريح العمال إلى 100 ألف وغيرها من التسهيلات وعدم الاكتفاء بالمنحة القطرية فقط".

وتابع قائلاً: "من الصعب لنتنياهو أن يوافق على مطالب المقاومة لأنها ستعمل على انهيار الائتلاف الحكومي به بشكل كامل وفرص المناورة أمامه هذه المرة تبدو قليلة وصعبة أمام تصميم المقاومة وسقفها المرتفع عن المرات السابق".

وشدد الكاتب والمحلل الغريب على أن الجهود ستتواصل وستأخذ بعض الوقت في ظل استمرار التصعيد الميداني وعدم توقفها كما كان يحدث في السابق، مستكملاً: "حماس والمقاومة معنية بتحقيق وتنفيذ هذه المطالب التي لم ينفذ الاحتلال منها منذ فبراير الماضي".

وأشار إلى أن طبيعة الرد الإسرائيلي الذي سيحمله الوفد المصري الذي سيعود خلال الساعات المقبلة لغزة سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة، مؤكداً في ذات الوقت على أن المقاومة غير معنية بجر المنطقة لحرب واسعة النطاق.