شبكة قدس الإخبارية

أشرف هلسة .. عن الشهيد الهادئ الذي ثار من أجل وطنه

15977441580051
فاطمة محمد أبو سبيتان

القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: ودّعها وخرج صباحًا لعمله كالمعتاد، وإذ بها تسمع في وكالات الأنباء والصفحات الإخبارية مساءً، أن شهيدًا ارتقى عند أبواب المسجد الأقصى، اتصالات تهافتت على العائلة “هل هو أشرف؟”، لكنّ الصور لم تكن واضحة، وأشرف لم يعد للبيت، فهل يكون هو؟.

أشرف ذاك الشاب الهادئ الذي يحترمه الجميع من أبناء السواحرة الشرقية الواقعة شرقي القدس المحتلة، بلدته ومسقط رأسه، خرج صباح الثلاثاء في الـ17 من شهر آب الجاري، متوجّهًا لعمله في القدس المحتلة، لكنه لم يعد إلى منزله حيث يعيش مع والدته وإخوته.

توفي والده قبل أكثر من عشر سنوات، ومنذ ذلك الوقت وهو الذي يُعيل عائلته المكونة من والدته وأخ وشقيقتين، فهو الابن البكر، بحسب ما أفاد به أحد أقربائه لـ”قدس الإخبارية”، وأضاف أنه عمل في عدة قطاعات، ومؤخرًا بات عاملًا يُحاول كسب قوت يومه، أحيانًا يجد عملًا في ورشة بناء أو عند أحد المقاولين وأحيانًا لا. 

وأضاف لـ”قدس” أن العائلة سمعت الخبر كغيرها من الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد أن انتشرت صور الشهيد عن قُرب، بدأت الاتصالات تصل العائلة، الواحد تلو الآخر، “هل هذا أشرف؟”، “هل هو ابنكم”. والدته لم تستوعب ما حدث، لكنها قالت إن أشرف لم يعد إلى المنزل، وبعد اتصالات مع عدد من الأقرباء، وباستدعائها من قبل أحد ضباط مخابرات الاحتلال عند منتصف الليل، تبيّن بأن نجلها البكر “أشرف” هو شهيد “باب حطة”.

وأشار إلى أن الاستجواب من قبل محققي الاحتلال كان حول أشرف وطبيعة عمله وبمن التقى يوم استشهاده، حيث تم إخلاء سبيل والدته وشقيقه، في حين تم تمديد توقيف ابن شقيقه وهو رامي هلسة (في العشرينيات من العمر) بسبب قضائه الساعات الأخيرة مع الشهيد أشرف.  

الشاب أشرف هلسة (30 عامًا) نفّذ أمس عملية طعن قرب “باب حطة” أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، أسفرت عن إصابة جندي إسرائيلي في الجزء العلوي من جسده، وحالته وُصفت بالمتوسطة، في حين استُشهد أشرف برصاص الاحتلال بعد إصابته بشكل مُباشر في القلب ومنع الطواقم الطبية من الوصول إليه وإسعافه.

وعلى إثر ذلك، تم إغلاق جميع أبواب المسجد الأقصى بشكل جزئي، حتى تم إخلاء الجندي المُصاب، وجثمان هلسة الذي تم التنكيل به، وكُبّلت يديه رغم أنه استُشهد في المكان.