شبكة قدس الإخبارية

انفجار بيروت.. عدد الضحايا مرشح للارتفاع وتوقيفات طالت مدير المرفأ ومديري الجمارك

20200808012736

بيروت- قُدس الإخبارية: أعلن مستشار وزير الصحة اللبناني، رضا الموسوي، الجمعة، أن حصيلة قتلى انفجار مرفأ بيروت مرشحة للارتفاع، بسبب وجود 120 إصابة "حرجة"، وعدد من المفقودين يتم البحث عنهم.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن الموسوي، القول إن "عدد وفيات انفجار بيروت بلغ 154، فيما وصلت حصيلة الجرحى إلى 6 آلاف".

وأضاف: "هذه الحصيلة مرشحة للزيادة لوجود 120 حالة حرجة بين الجرحى وعدد من المفقودين ما زال يجري البحث عنهم".

توقيف مدير مرفأ بيروت ومديري الجمارك السابق والحالي

في السياق، أوقف القضاء اللبناني، الجمعة، مدير مرفأ بيروت، والمديرين العامين للجمارك، الحالي والسابق، على خلفية قضية الانفجار الضخم للمرفأ، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.

وأوضحت وكالة الأنباء اللبنانية، أنه جرى "توقيف المدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي، ومدير مرفأ بيروت حسن قريطم، على ذمة التحقيق، بناء على إشارة القضاء المختص، في ملف انفجار مرفأ بيروت".

وأضافت الوكالة: "بعد تحقيق دام أكثر من 5 ساعات، أعطى المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري، الإشارة بتوقيف المدير العام للجمارك (الحالي) بدري ضاهر، وإبقائه رهن التحقيق".

وبهذا يرتفع عدد الموقوفين، على ذمة التحقيقات في قضية انفجار مرفأ بيروت، إلى 19 مسؤولا وموظفا، إذ أعلن القضاء العسكري، الخميس، توقيف 16 موظفا في المرفأ.

الأمم المتحدة تدعو إلى تحقيق مستقل

بدورها، دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة، إلى فتح تحقيق مستقل في انفجار مرفأ بيروت، مشددة على "ضرورة الاستجابة لدعوات الضحايا للمسائلة".

جاء ذلك على في تصريحات للمتحدث باسم المفوضية، روبرت كولفيل، نقلتها "أسوشيتد برس".

وشدد كولفيل على ضرورة قيام المجتمع الدولي بـ"زيادة" مساعدته لبنان من خلال الاستجابة السريعة والمشاركة المستمرة.

وأوضح أن لبنان يواجه "مأساة ثلاثية" متمثلة بأزمة اقتصادية اجتماعية وكورونا وانفجار نترات الأمونيوم.

كما دعا كولفيل، إلى احترام الفقراء والفئات الأكثر ضعفا أثناء إعادة بناء بيروت ولبنان، وحث القادة اللبنانيين على "التغلب على الجمود السياسي ومعالجة مظالم السكان"، في إشارة إلى احتجاجات الشعبية التي اندلعت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وزارة الطاقة تنفي وجود هيدروجين مخزن في محطةِ توليد

وفي سياق ذي صلة، نفت وزارة الطاقة والمياه في لبنان، الجمعة، وجود غاز الهيدروجين في محطة قديمة لتوليد الكهرباء شمالي العاصمة بيروت.

وقالت الوزارة، في بيان، "الحديث عن وجود كميات كبيرة من مادة الهيدروجين في معمل الكهرباء القديم في الذوق، وخزانات الفيول الموجودة حوله، يمكن أن تتسبب بانفجار أكبر من الذي حصل في (مرفأ) بيروت غير صحيحة"، وفق "الأناضول".

وأكدت الوزارة أن مؤسسة كهرباء لبنان "أولت موضوع السلامة العامة في معاملها الاهتمام الأقصى، وخاصة في منطقة الذوق القريبة من المناطق السكنية".

ولفتت إلى أن مؤسسة كهرباء لبنان قامت مؤخرا باستبدال نظام الهيدروجين الذي كان مستعملا منذ عام 1983، والذي كان يحتاج إلى خزانات احتياط، بنظام حديث يراعي معايير السلامة المعتمدة في الدول المتقدمة.

وأكدت أن النظام المستخدم "يستطيع تزويد المعامل بحاجتها اليومية من الهيدروجين دون الحاجة إلى تخزين هذا الغاز، ويلغي أية خطورة متعلقة به".

وكان النائب في البرلمان شامل روكز، عضو تكتل "لبنان القوي" سابقا، وصهر رئيس الجمهورية، ميشال عون، صرح في حوار إذاعي أن "كميات كبيرة من مادة الهيدروجين، موجودة في معمل الكهرباء القديم في الذوق".

وأشار إلى أن "خزانات الفيول موجودة حوله ويمكن أن تتسبب بانفجار أكبر من الذي حصل في بيروت".

الإنتربول يعتزم إرسال فريق إلى لبنان

من جانبه، قرر "الإنتربول" الدولي، إرسال فريق من الاستجابة السريعة إلى بيروت، للمساعدة في العثور على مفقودين جراء الانفجار الذي وقع في مرفأ العاصمة اللبنانية وخلف عشرات القتلى وآلاف الجرحى وتدمير مساحة كبيرة من المدينة.

وقال الإنتربول في بيان في موقعه، الجمعة، إنه بناءً على طلب السلطات اللبنانية، "نرسل فريقا إلى بيروت بعد أيام من الانفجار، حيث لا يزال الكثير من الأشخاص في عداد المفقودين".

ومن المنتظر أن يقدم الفريق الدولي، الذي يضم خبراء في تحديد هوية ضحايا الكوارث، المساعدة في الموقع.

وقال الأمين العام للإنتربول يورغن شتوك، وفق البيان: "لقد ترك الانفجار المأساوي المدينة والبلد بالفعل وعائلات لا حصر لها تترنح".

وأضاف: "يمكن لخبرة الإنتربول في تقديم هذا النوع من المساعدة أن تساعد السلطات الوطنية بشكل كبير، وسنواصل تقديم أي مساعدة يحتاجها لبنان ويطلبها".

زيارة مرتقبة لرئيس المجلس الأوروبي

يزور رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل العاصمة اللبنانية بيروت، لعقد محادثات مع المسؤولين السياسيين بالبلاد خلال اليومين المقبلين.

ومن المقرر أن يجري ميشيل، الذي يترأس قمم زعماء الاتحاد الأوروبي الـ27، محادثات مع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء حسان دياب ورئيس البرلمان نبيه بري، السبت، وفقا لوكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.

كما سيشارك ميشيل إلى جانب مفوض إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي في مؤتمر للجهات المانحة تنظمه فرنسا، لتوفير مساعدات إنسانية عاجلة لسكان المدينة.

وفي السياق ذاته، أفادت بروكسل بأن الاجتماع الافتراضي للمؤتمر سيعقد الأحد المقبل، فيما لم تؤكد فرنسا موعده بعد.

بدوره، قال المتحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، الجمعة، إن قادة أوروبا يؤكدون على الحاجة إلى التغيير في لبنان، الذي اهتز بالفعل بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة وجائحة كورونا قبل حادثة الانفجار.

وأضاف أن المأساة "هي دعوة لليقظة أيضا للسياسيين اللبنانيين لبدء جهود لتوحيد أنفسهم والشروع في جهود إصلاحية جادة للغاية".

وتابع بأنه "من الواضح جدا للشعب اللبناني وكذلك للشركاء اللبنانيين بالخارج أن لبنان بحاجة إلى إصلاحات جذرية"

والخميس، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، أن الاتحاد الأوروبي سيقدم 33 مليون يورو إلى لبنان لتلبية احتياجاته الضرورية.

والثلاثاء، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء وقوع انفجار ضخم في مرفأ بيروت، أفادت تقديرات أولية بأن سببه هو انفجار مستودع كان يحوي "مواد شديدة التفجير".

وخلف الانفجار 154 قتيلا وأكثر من 5 آلاف جريح، ومئات المفقودين والمشردين، إضافة إلى خسائر مادية باهظة قدرت بين 10 الى 15 مليار دولار، بحسب تصريحات رسمية.

ويزيد انفجار بيروت من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.