شبكة قدس الإخبارية

إيمان وعبد المنعم .. الزوجان اللذان غابا في العيد

file_2020-07-30_143945
فاطمة محمد أبو سبيتان

القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: في الليلة التي تم اعتقالها عقب تدمير المنزل وتفتيشه، كان آخر ما قالته “هداية”، كانت تُنادي عليها وتُريد منها أمرًا، لكنّ جنود الاحتلال زجّوها في دوريّتهم دون أن يأبهوا بما تُريده من ابنتها “هداية”.

بكت حينما كانت تحدّثنا عن والدتها المعتقلة في سجن “الدامون”، ووالدها الذي سبقها إلى سجن “مجدو”، وشقيقها المحكوم بالسجن الفعلي في سجن “النقب”، هذا العيد كان صعبًا على العائلة وعلى هداية التي كانت تُشارك والدتها الأسيرة إيمان الأعور طقوس العيد.

بداية الاعتقال

اعتُقلت إيمان الأعور (43 عاماً) فجر الـ17 من شهر حزيران/ يونيو الماضي بعدما اقتحمت عناصر من مخابرات وشرطة الاحتلال مدججين بأسلحتهم وبرفقة كلابهم البوليسية حي الأعور في عين اللوزة ببلدة سلوان في القدس برفقة نجلها الذي أفرج عنه لاحقًا، واعتقل الاحتلال زوجها عبد المنعم الأعور (50 عاماً) أيضًا في 30 أيار/ مايو الماضي، وتم تقديم لائحة اتهام ضدّهما، وهما والدا الأسير محمد الأعور.

الزوجان تعرّضا لتحقيقات قاسية على يد مخابرات الاحتلال في مركز “المسكوبية” غرب القدس، قبل نقلهما لسجون الاحتلال “الدامون” و”مجدو”.

الأسيرة إيمان مريضة وبحاجة لمتابعة طبية حثيثة، وكان من المفترض أن تُجرى لها عملية جراحية خلال الأسبوع الأول لاعتقالها، لكن محكمة الاحتلال استمرت في تمديد اعتقالها ضمن ملف سري.

للأعور ستة أبناء، وسبعة أحفاد، بغيابهما تركا وجعًا كبيرًا خاصة لابنيهما غير المتزوجين الذين يعيشان معهما في المنزل هداية (21 عامًا) وجبريل (19 عامًا) .

زيارة الأب لأول مرة في السجن

تقول هداية لـ”قدس الإخبارية”: “لم أشعر بوقت الزيارة، 45 دقيقة لكنها مضت كأنها ثوان قليلة، كان جُلّ اهتمامه والدتي والاطمئنان عليها وعلى أحوالها، وكنت أطمئنه رغم أننا لا نعلم عنها أي شيء بسبب مكوثها طيلة الفترة الماضية في الزنازين والتحقيق لمدة شهر”.

وتُضيف: “أثّر خبر اعتقال والدتي عليه بشكل كبير، يُريد أن يسمع أخبارها خلال الزيارة، خاصة أن وضعها الصحي غير مستقرّ”. 

طقوس العيد الغائبة

“الأيام التي تسبق العيد، كنا نخرج معاً، نحضّر كلّ شيء، وليلة العيد نذهب للقدس ونشاهد الأجواء الجميلة في المدينة، نصلّي في الأقصى، نسهر طيلة الليل ولا ننام، نحضّر طاولة العيد من حلويات وسكاكر وقهوة، ونستقبل الأهل والعائلة، لكن في هذا العيد غابت أمي وكذلك أبي”، تقول هداية لـ"قدس".

تفتقد الابنة والدتها في كلّ تفاصيل يومها، من الاستيقاظ صباحًا وتناول مشروبهما المفضّل، لا تخرج من المنزل إلّا بعدما تأخذ رضاها وتقبّلها، وفي ساعات المساء تجلسان على شرفة المنزل وتسهران معاً، وحتى في أوقات الملل كانتا تخرجان معًا وتمشيان في شوارع المدينة.

كتبت هداية على صفحتها على فيسبوك: “العيد في فلسطين ليس اجتماع العائلة على مائدة واحدة، حال غريب عجيب، تعجز الكلمات عن وصفه شعرًا كان أم نثرًا، الأم في الوسط، الأب في الشمال، الأخ في الجنوب، هذه ليست حدود مائدة العيد إنما حدود أهل فرّقهم العيد وجمعهم قيد الحديد”.

وأضافت: “لا أملك إلا قلبًا محبًا مخلصًا أرسله على بساط الشوق إلى سجن مجدو لينهل من رجولة أبي، مارّاً على سجن الدامون ليروي ظمئي لحنان أمي، ليحلّق في صحراء النقب ليتعلم الشجاعة والصبر من أخي”.