القدس المحتلة - قدس الإخبارية: استطاع عدد من الفلسطينيين التصدّي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في يوم عرفة، الذين أدوا طقوسهم وصلواتهم داخله وحول أبوابه احتفالًا بذكرى ما يطلقون عليه “خراب الهيكل”.

وعلت أصوات الفلسطينيين ممن استطاعوا دخول المسجد الأقصى بالتكبيرات في باحاته وعند مصلّى “باب الرحمة” الذي شهد محيطه وبالقرب منه صلوات تلمودية للمقتحمين وانتهاكات لحرمة المسجد، ورفع علم الاحتلال قبالة قبة الصخرة المشرّفة.

أما من أبعدتهم شرطة الاحتلال بقرارات سابقة عن المسجد الأقصى لعدة شهور، فقد رابطوا عند بوّاباته، متصدّين للمقتحمين الذي كانوا يُنهون جولتهم داخل المسجد ويخرجون من “باب السلسلة” حيث الرقص والعربدة والصلوات بحماية الاحتلال.

وفي الوقت الذي رفع فيه الحاخام المتطرف يهودا غليك صوته في وجه المرابطين وقال إن الأقصى لهم، علت أصوات المُبعدين بالتكبيرات في “باب السلسلة” وقالوا إن المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم، وسط مناوشات وتوتّر بين مجموعة من الفلسطينيين والمستوطنين في المكان.

وأفادت مراسلة “قدس الإخبارية” بأن شرطة الاحتلال فتحت “باب المغاربة” عند الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم وأغلقته عند العاشرة، بعد اقتحام 920 مستوطنًا لباحاته، من بينهم 50 طالبًا يهوديًا، و20 من الصحفيين اليهود ممن وثّقوا الاقتحامات.

وأضافت نقلًا عن شهود عيان، أن المستوطنين المُقتحمين شرعوا بأداء صلواتهم في المنطقة الشرقية، وانبطحوا أرضًا (من طقوسهم) بشكل جماعي وعلني وتحت حماية عناصر الاحتلال.

وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال نشرت عناصرها وقواتها الخاصة بشكل مكثّف داخل وخارج المسجد الأقصى لتأمين الاقتحامات التي دعت إليها جماعات “الهيكل” المزعوم في ذكرى “خراب الهيكل”.

واعتدت شرطة الاحتلال على مجموعة من الشبان المتواجدين في المسجد الأقصى، واعتقلت خمسة منهم واقتادتهم لأحد مراكزها في البلدة القديمة، عُرف منهم الشاب مجد كبها، وحارس المسجد الأقصى مهند الأنصاري الذي تم الإفراج عنه بشروط.

وحاولت شرطة الاحتلال إبعاد المصلين المرابطين في محيط باب الرحمة من التواجد في المكان ليتسنّى للمستوطنين الصلاة دون أي صد، ليقابلوا ذلك بالتكبيرات.

وكان خطيب المسجد الأقصى ورئىس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري قد دعا إلى صد اقتحامات المستوطنين عبر التواجد في المسجد وشد الرحال إليه من كل البلاد، وأداء العبادات في يوم عرفة والإفطار في باحاته، بالتزامن مع تلك الدعوات الاستيطانية.

ومساء أمس، اندلعت مواجهات بين عناصر من شرطة الاحتلال والشبان الفلسطينيين في عدّة مناطق حول البلدة القديمة في القدس بسبب صلوات المستوطنين حول أبواب المسجد الأقصى وعند بوابات البلدة القديمة، بشكل علني واستفزازي.

واعتدت قوات الاحتلال على الشبان بالضرب، واعتقلت الشابين محمد زغير ومحمد مراد نجيب من منطقة باب الأسباط.