شبكة قدس الإخبارية

هيثم جابر.. شق عتمة السجون برواياته

أحمد العاروري

سلفيت - خاص قُدس الإخبارية: يطوي هيثم جابر 26 عاماً كاملة، في سجون الاحتلال، 19 سنة منها بشكل متواصل، سنوات هي عمر من الأمل، والألم، والتعذيب، والحرمان من الأهل، وأمنيات لا تنقطع، بعالم جديد، لا سجون فيه.

منذ تفتح وعيه الوطني، زج الاحتلال بهثيم أسيراً في سجونه، وفي العام 1991 كان اعتقاله الأول، لمدة عامين ونصف، قبل أن يفرج عنه، لستة شهور فقط.

يقول شقيقه علي جابر "لقُدس الإخبارية": اعتقل هيثم للمرة الأولى، وهو طفل لم يبلغ من العمر (16 عاماً)، بتهمة إلقاء زجاجات حارقة على أهداف للاحتلال.

كانت المسافة الفاصلة، بين الإفراج عن هيثم من اعتقاله الأول، وعودته إلى السجن، لمدة 4 سنوات ونصف، هي 6 شهور فقط.

يروي شقيقه أن محكمة الاحتلال العسكرية، حكمت على هيثم في حينها، بالسجن لمدة 10 سنوات، 5 ونصف منها "مع وقف التنفيذ".

لكن هذه الاعتقالات التي استنزفت طفولته وأخذت الجميل من أيام شبابه، كما يقول شقيقه، لم تقتل فيه "حُب التعلم"، فحصل على شهادة الثانوية العامة، وسجل بعد تحرره من سجون الاحتلال، في تخصص الصحافة والإعلام بجامعة النجاح.

يقضي الأسير هيثم جابر، من بلدة حارس قضاء سلفيت، حكماً بالسجن لمدة 28 عاماً، لدوره في عدة عمليات للمقاومة، خلال الانتفاضة الثانية.

"تحرر هيثم من اعتقاله الثاني  قبل شهور فقط، من انتفاضة الأقصى، وانخرط فيها مقاوماً بعد اندلاعها ليصبح مطارداً لقوات الاحتلال"، يقول شقيقه.

ويعود بذاكرته إلى اليوم الذي اعتقل فيه هيثم: "اعتقلت قوات الاحتلال شقيقي، في صيف 2002، قرب منطقة الباذان قضاء نابلس، في كمين نصب له مع مجموعته، خلال توجههم لتنفيذ عملية فدائية".

ويضيف: بعد اعتقاله حرمنا لأكثر من 5 سنوات، من زيارته، وانقطعت أخباره عنَا بشكل شبه تام، سوى من زيارات الصليب الأحمر، والدقائق القليلة التي يسمح فيها لشخص واحد من العائلة برؤيته في المحكمة.

أصدر هيثم من داخل السجون، عدة مؤلفات بينها: رواية الأسير 1578، والشهيدة، ومجموعة قصص "العرس الأبيض"، ودواين شعر.

"دائماً ما كان هيثم مصدر فخر لنا، منذ طفولته، وعلى لسان والدي ووالدتي، ترد سيرته مصحوبةً بالرضا والدعاء، فقد رفع رأسنا في كل مجال يدخله، سواء بالنضال، أو التعليم، أو الكتابة"، يقول شقيقه علي.

يصف علي الأعياد التي مرت على العائلة في ظل اعتقال هيثم بأنها "كانت أشبه ببيت عزاء"، حيث الفرحة المفقودة، ولا شيء يسكن المنزل سوى الدعوات بأن يتحرر من السجون.

أمنية وحيدة لعائلة الأسير هيثم جابر، هي أن "يتحرر في صفقة قريبة، تعيده لها، كي تعوضه عن هذه السنوات المتواصلة من القهر والظلم".