شبكة قدس الإخبارية

رسائل تضامنية مع الأسير كمال أبو وعر ومطالبات بالإفراج عنه

109020644_591709434817118_5188522166166341195_n

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: وجه الأسرى في سجون الاحتلال اليوم الثلاثاء رسالة خاصة عن الأسير كمال أبو وعر الذي يواجه السّجان والسرطان وفيروس "كورونا"، حيث كانت بعنوان “أنقذوا حياة الأسير كمال أبو وعر”.

وجاء في الرسالة: “في القرن الواحد والعشرين، في عالم الديمقراطية وحقوق الإنسان... يموت الأسير كمال أبو وعر، بصمت رهيب وبطء شديد، بعيداً عن أعين الكاميرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث لا أحد يسمع شهقة الموت، أو حشرجة الصوت وضيق الأنفاس، إذن كما في كل مرة، ستمر الجريمة دون عقاب، وكأن شيئاً لم يكن..!“.

وأضافوا “أبو وعر الأسير الإنسان، ليس مجرد رقم يحسبه الجلاد، ها هو بأنفاسه الأخيرة يقرع جدران الضمير العالمي، يصارع الموت وحيداً، جسده محاصر بخلايا السرطان القاتلة، مثلما يفتك به فيروس كورونا أيضاً، ... يتألم... يصرخ عالياً لا تتركوني وحيداً في زنازين الموت والرطوبة، فلا يسمع للأسف، سوى صدى الوجع والألم، يحتضر، دون أن يحظى بأبسط الحقوق، أقلها الحق في العلاج المناسب، وحيداً يصارع المستحيل وهو أسير، فهو الشاهد وهو الشهيد على جريمة الاحتلال الإسرائيلي، مثلما هو كذلك أيضاً، على فظاعة الثمن الذي يدفعه الأسرى، جرّاء الإهمال الطبي المتعمد”.

وقالوا: “الأسير كمال أبو وعر، الآن يرقد مقيداً على فراش المرض، يتلوّى ألماً بين الحياة والموت، وهو إلى الأخير أقرب، مقيداً بحقد السّجان وأغلاله، مع أنه مصاب بمرض السرطان وبفيروس كورونا في آن معاً، يتألم بشدة، نعم.. لكنه يستصرخ العالم الحر، فما زال يراهن على قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، ويبحث عن ضمير الإنسانية الحي، في التطور القيمي والحضاري والإنساني لكل شعوب الأرض، ينادي أحرار العالم متسائلاً، أما آن الأوان، لتحريري من قيودي الخمسة دفعة واحدة قبل فوات الأوان؛ قيد الاعتقال المتواصل منذ 18 عاماً في سجون الاحتلال، قيد الإصابة بمرض السرطان منذ بضعة أعوام في زنازين الموت، قيد الإصابة بفيروس "كورونا" منذ بضعة أيام على أيدي السجان، قيد جسدي النحيل جرّاء المرض الفتاك، ومناعتي الأضعف جراء جرع الكيماوي المتتالية، وقيد خوفي المتزايد حد اليقين، من التحاقي القريب بثمانية أسرى، استشهدوا منذ العام المنصرم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، جراء الإهمال الطبي المتعمد”. 

ووجهوا نداءهم إلى أحرار العالم، قائلين: “لا تتركوا الأسير أبو وعر وحيداً مع قيوده الخمسة، لأن في استمرارها موته المحقق... إذن أليس من العار أن يصمت العالم، على جريمة قتل متعمد في وضح النهار؟! لنتحرك معاً، كي نضغط على حكومة الاحتلال، من أجل إنقاذ حياته، فالعالم الحر اليوم أمام امتحان حقيقي، إما أن ينتصر لقيمة وحقوق الإنسان الأصيلة، وإما أن يترك الأسير أبو وعر، فريسة للمرض والإهمال والنسيان”.

وختم الأسرى بالقول: “أبو وعر يناديكم، يراهن على قيمكم، يستصرخ إنسانيتكم.. فهل من مجيب؟!”.

 أمّا عن الحركة الأسيرة في سجن النقب قالت في رسالة لها، إنه في ظل استمرار انتشار وباء كورونا وتفشيه بشكلٍ سريع، ما زال الأسرى في دائرة الخطر والاستهداف، وتجلّى ذلك عبر التقصير المتعمّد من قبل إدارة مصلحة السجون، وهو ما حصل اليوم في سجن النقب وتحديدًا قسم 23 بعد أن تم نقل أحد الرفاق إلى عزل ريمون لإجراء فحص الكورونا له بعد الاشتباه في إصابته، والتي لم تؤكّد حتى اللحظة.

وأوضحوا أنهم “بانتظار النتيجة ببالغ القلق على أسرانا وأسيراتنا ونخص منهم المرضى وكبار السن والأطفال، وكان قد تم اليوم حجر الرفيق المناضل بعد مخالطته قبل عدة أيام أحد الأطباء الذين كشفوا عليه وتبين بعد ذلك أنه مصاب بفيروس كورونا في إحدى مشافي الاحتلال”.

ودعت الحركة الأسيرة في سجن النقب وسائل الإعلام إلى توخي الدقة والحذر في نقل الأخبار المتعلقة بالأسرى وتحديدًا في هذا الظرف الحساس، حفاظًا على مشاعر ذويهم.

ودعت كذلك المستوى الرسمي والشعبي وكافة الفصائل الوطنية والإسلامية والمؤسسات المختصة إلى تضافر الجهد ومتابعة ما يجري في السجون من إهمالٍ متعمّد وخطرٍ حقيقي يهدد حياة الأسرى وتحديدًا المرضى منهم.

ودعت لتكثيف الضغط للعمل على إطلاق سراح الأسير البطل كمال أبو وعر الذي يواجه الموت وحيدًا، وكافة الأسرى المرضى، ونحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة، كما نحمل ذات المسؤولية لكل مُقصّر بحقنا وحق أسرانا المرضى الذين عشقوا فلسطين قولًا وفعلًا وأفنوا أعمارهم وأرواحهم فداءً لترابها الطاهر.

وكانت مؤسسات الأسرى قد أكدت في الـ12 من الشهر الجاري  إصابة الأسير المريض بالسرطان كمال أبو وعر (46 عامًا) من بلدة قباطية في جنين، بفيروس كوفيد 19 (كورونا).