شبكة قدس الإخبارية

الأسير عجولي .. فرحة استمرّت عامين ونصف وسُرقت بلمْح البصر

file_2020-07-04_135737

طولكرم المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: حضر ولادة إحدى بناته، ولم يحضر ميلاد الثانية، كما شهِد على حفل زفاف إحداهما ولم يحضر حفل الأخرى.. تلك هي حياة الأسير ما بين السجن والحريّة.

لم تهنأ “أم صهيب” وابنتاها أماني ودعاء بوجود سند البيت ونوره، فالاحتلال كان يغتال فرحتهنّ طيلة الوقت بأسر الشيخ الأسير مجدي عطيه عجولي (61 عامًا)، من الاعتقال الأول الذي كان في السادس عشر من شهر تشرين أول/ أكتوبر عام 1989 واستمرّ لنحو 22 عامًا، حتى إعادة اعتقاله مجدّدًا عام 2014 ضمن حملة شنّتها سلطات الاحتلال بحق محرّري صفقة وفاء الأحرار “شاليط” ليقضي 6 سنوات أخرى ويُعاد له حكمه السابق بالمؤبد مدى الحياة.

تقول “أم صهيب” في حديثها لـ”قدس الإخبارية” إنها أنجبت من “أبي صهيب” شابّتان؛ أماني (32 عاماً) التي كان عمرها حينما اعتُقل والدها نحو عام و8 شهور، ودعاء (29 عامًا) كنت حاملًا بها.

وتُضيف كانت الحياة صعبة في غياب “أبي صهيب”، السند والعون ورفيق الطريق الصعب والأيام الجميلة. حضر ميلاد ابنته أماني، لكنه لم يحضر زفافها، ولم يحضر ميلاد دعاء، بل حضر زفافها، هي لحظات تمنّت “أم صهيب” لو أنه شهِد عليها وفرِح بها لكن الاحتلال كان العدوّ الذي يتربّص بكل لحظة جميلة.

فبعد أن أُفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار قضى الأسير عجولي عامين وثمانية شهور فقط في بيته وبين زوجته وابنتيه، فكانت أشبه بالحلم، ولحظات يصعب على اللسان وصفها كما قالت “أم صهيب” لـ”قدس”.

وتؤكد أن فرحته بالحرية كانت مُضاعفة بوجود الأحفاد، فقد كانوا ثلاثة (هم من التقى بهم بعد الإفراج عنه)، واليوم أصبحوا سبعة، حيث كانوا يلتفّون حوله، ويقضون معظم الوقت في بيت جدّهم، يداعبونه ويلعبون معه، أحدهم يُمسك بيده، والأخرى على كتفه لا تُريد أن تنزل أبدًا، يعوّضونه عن الحرمان الذي عاشه، فالسجن حرمه من اللعب مع صغيرتيه أماني ودعاء. 

تستذكر “أم صهيب” أجمل ذكرياتها مع زوجها الأسير أحد عمداء الأسرى الفلسطينيين، وكيف كان يُحب أن تطبخ له “المقلوبة”، وكيف يُحب أن يلتقط كل ما يخرج من زرع يؤكل من الأرض.

وتقول: “هو من يمدّني بالقوّة والعزيمة، صوته يُعطيني أملًَا بغدٍ أجمل، بحرية قد تكون قريبة، وبعودة محفوفة بالفرح، لا حزن بعدها أبدًا”.

الأسير عجولي يعاني من بعض الأوجاع في معدته، رغم أن الفحوصات التي أجراها في السجن كانت مُطمئنة، لكنه يحاول تخفيف آلامه من خلال بعض المسكنات.

“أبو صهيب” تنقّل ما بين سجنيْ “ريمون” و”نفحة”، وهو محتجز حاليًا في الأخير، قضى قضى من حكمه 28 عامًا بعدما اتهمته محكمة الاحتلال بالانتماء لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وحاليًا هو يقضي السنة الـ29، بمعنى أن نصف عمره قضاه في السجون لا بين أحضان العائلة ودفئها.

أول أمس، اقتحمت عناصر من جيش الاحتلال منزل الأسير عجولي، في قرية قفين شمال طولكرم، وحطّمت محتوياته بحجة التفتيش، كما صادرت تسجيلات لكاميرات المراقبة من المنطقة، ولك تُعرف أسباب ذلك بحسب العائلة.

وتُبين “أم صهيب” أن غياب الزوج والأب صعب جدًا، لكن الأمل الذي يعيش بداخل الأسير يبثّ التفاؤل في قلوب من حوله، ويُبقي الأهل والأحباب على أمل بالحريّة القريبة التي ستفاجئ الجميع. وتقول: “كما فاجأنا الله بيوم الإفراج عنه في الصفقة، سنتفاجأ بفرحة الحرية من جديد قريبًا بإذن الله”.