شبكة قدس الإخبارية

في مواجهة مخطط الضم.. كيف للفلسطيني أن يستعيد قوته؟

صورة تعبيرية
أحمد العاروري

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: يعيد مخطط ضم الضفة الذي أعلنت حكومة الاحتلال، نيتها تنفيذه خلال المرحلة القادمة، طرح أسئلة عن الظروف التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى هذه الحال، وكيف يمكن للفلسطيني أن ينهض من جديد ويقاوم الاحتلال.

"قُدس الإخبارية" حاورت أستاذ العلوم السياسية أيمن يوسف حول عدة قضايا تتعلق بالواقع الفلسطيني والمستقبل:

بدايةً، ما الذي أوصل الواقع الفلسطيني إلى هذه المرحلة التي يعلن فيها الاحتلال عن نيته ضم الضفة؟

هناك جملة من العوامل السياسية والميدانية التي أوصلتنا إلى هذا الواقع الصعب، أولها الظروف التي نتجت عن توقيع اتفاقية "أوسلو"، والمفاوضات غير المتوازنة التي خاضتها القيادة الفلسطينية مع دولة الاحتلال، وعدم اكتشاف الفلسطينيين منذ وقت مبكر أن الولايات المتحدة الأمريكية جزء من الصراع ضدهم، بالإضافة للتناقضات السياسية والاجتماعية التي يعيشها المجتمع الفلسطيني، والخلاف بين حماس وفتح وغيرها.

بشكل عام هناك حديث فلسطيني دائم أن توقف الانتفاضة الثانية أعاد تنشيط الاستيطان، ما رأيك بهذا الطرح؟

برأيي أن فكرة الانتفاضات التي خاضها الفلسطينيون منذ العام 1936، لم يتم دراستها وأخذ العبر الكافية منها، كما أن الانتفاضة الثانية لم نشهد تزامناً بين العمل العسكري الميداني والحراك السياسي الذي يخلق استفادة من التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني على صعيد الشهداء والأسرى.

كما أن الانتفاضة شهدت أحياناً تنافراً بين الفصائل الفلسطينية، ولم يكن هناك تنسيق قوي بين السياسي والعسكري.

هل يمكن الافتراض أنه لو استثمرت القيادة الفلسطينية نتائج الانتفاضة الثانية كان يمكن أن تحقق إنجازات كبيرة للقضية الفلسطينية؟

نعم، لم يحصل استثمار سياسي لنتائج الانتفاضة ولم يكن هناك تناغم بين الفعل العسكري الفلسطيني والآخر السياسي.

هل كان لإخراج فلسطيني الداخل المحتل عام 48 من المعادلة السياسية الفلسطينية وحصار قطاع غزة واستبعاد اللاجئين مساهمة في تحقيق هدف الاحتلال الاستفراد بكل جهة لوحدها؟

بالتأكيد فما حصل في النهاية، هو أنه أصبح الحديث عن الشعب الفلسطيني وكأنه حصراً في الضفة الغربية، ونحن 14 مليون فلسطيني في الوطن والشتات يجب استنهاض طاقاتهم في المعركة مع الاحتلال، كما تفعل "إسرائيل" باستثمار كل يهودي في العالم بمشروعها. 

هل أنت مع الدعوات لإعادة إحياء منظمة التحرير على أسس جديدة؟ أم أن الظروف الحالية بحاجة لجسم سياسي جديد جامع لكل الفلسطينيين؟

لا يوجد مشكلة في إحياء منظمة التحرير ولكن بنفس جديد، على قاعدة المصالحة الوطنية ليس بين فتح وحماس فقط، لكن مع كل القوى الجديدة التي دخلت إلى المعادلة، والمنظمة تبقى هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، مع الحاجة لإصلاحها، والحديث عن كيان جديد وبديل في هذه المرحلة ضار.

برأيك أين أخفق الفلسطينيون في التعامل مع المناطق المهددة بشكل أكبر بالضم مثل الأغوار وغيرها؟

التواجد الفلسطيني في هذه المناطق ضعيف، فمنطقة مثل الأغوار التي تشكل ثلث مساحة الضفة لا يوجد فيها سوى 50 ألف فلسطيني، مقابل 50 مستعمرة زراعية إسرائيلية، ونتيجة الإهمال الفلسطيني اضطرت نسبة كبيرة من أهالي الأغوار للعمل في المزارع الاسرائيلية.

لا يوجد خطة عمل متكاملة فلسطينية لتنمية هذه المناطق، والتنمية ليست فقط ببناء مدرسة أو مستوصف، بل بخلق فرص حياة للفلسطينيين، وزيادة وجودهم من خلال مشاريع الزراعة والمياه وغيرها.

هل نحن بحاجة لمبادرات من الجامعات ومؤسسات المجتمع للاستثمار في هذه المناطق وتنميتها؟

صحيح فجزء من المسؤولية الاجتماعية للجامعات هي تنمية المناطق المهددة من الاحتلال، ودعم صمود الفلسطينيين فيها، وممكن لكل جامعة أن تبني مشاريع لها في الأغوار ومناطق "C" وغيرها، ونحن نتحدث عن أعداد كبيرة من الشباب والطلاب تتواجد في الجامعات، يمكن من خلال مشاريع بالشراكة مع وزارة التربية، ربطهم بهذه المناطق من أجل تعريفهم عليها ومواجهة مخططات الاحتلال.

هناك رأي يقول القيادة الفلسطينية تحجم عن اتخاذ خطوات نضالية قوية وتراهن على تدخل المجتمع الدولي فقط، ما رأيك؟

الاستراتيجية السياسية الفلسطينية الحالية تقوم على الدبلوماسية الهجومية مع حراكات ميدانية وتواجد في المناطق المهددة بالضم ولكننا لن نشهد تحركاً ميدانياً عسكرياً لأن الظروف لا تسمح بذلك.