شبكة قدس الإخبارية

صباحات القرى ..

FB_IMG_1593237709514

سأخبركِ أمرًا:
أنا اليوم في القرية.
وفي القرية لا نفطر "كرواسون".
هل تصدقينني إذا قلت إنني تأكدتُ من كتابة "كرواسون" من غوغل؟ ولا أجرؤ على النطق باسمه، سيبدو فظًّا.
ما علينا.
في القرية، لا نفطر داخل البيت. إننا نفطر في الخارج، تحت الزيتونة، حقيقة لا مجازًا.
مفهوم البيت في القرى حقيقي أكثر منه في المدن.
ما هو البيت إن لم تكن قادرًا على فتح بابه على الشمس والهواء والمطر والندى؟
الشرفة في "بيت" المدينة احتيال على الذات. إنهم يبنون الشرفات ليقنعوك أنك لا تعيش في السجن.
وهذا حيلة مكشوفة.
المهم،
في القرية أيضًا، لا نشرب "لاتيه". إنه ليس في "منيو" البيوت.
في القرية، للشاي طعم مختلف، فحوض النعنع قريب، وطعمه أخاذ. والشاي في القرية "نفل". لا نعرف هنا الشاي المعبأ بأكياس بشعة، والمعيار "كمشة" لا تخطئ.
صباح القرية يليق بالشعراء الحقيقيين.
إنهم في القرية يعرفون الحرية المطلقة، ويتخلصون من الوزن والقافية والصور المكرورة.
في المدينة، تخرج القصائد مضغوطة معبأة بعوادم السيارات وأصوات الباعة القساة.
في القرية، القصائد متحررة من القيود. إنها تتبع عينيكِ دون أن تخشى الاصطدام بسيارة البلدية أو شرطة المرور.
قبل قليل، كتبتُ شيئًا شتمت فيه الحكومة، ونسيت أن أشتم رأس المال. لكنني نادم.
الحكومة لا تسمعنا. ورأس المال يوغل في دمنا. ولا يسمعنا أيضًا.
ولعلكِ أيضًا لا تسمعين. لكنني لا أيأس.
سأخبرك أمرًا:
أتعرفين لم تحدثتُ عن "الكرواسون"؟
إنه هشّ، يا صديقتي، كقلوب القرويين الطيبين، الذين تضحك عليهم الحكومة ورأس المال، وتغرز الحسان الشوكة في قلوبهم.
صباح الخير أيها العالم الأزرق.

خالد سليم