شبكة قدس الإخبارية

أم وجدّة .. إيمان الأعور تواجه الزنازين والتحقيقات رغم المرض

a5n6hnkpw03z

القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: “سهرنا حتى ساعات الفجر الأولى، كنا نتبادل أطراف الحديث، وإذ بقوّات كبيرة تقتحم المنزل، برفقة الكلاب البوليسية، ما هي إلّا ساعات حتى أصبحت إيمان في قبضة الاحتلال”.. هذا ما حدث ليلة اعتقال إيمان الأعور (43 عامًا) وهي والدة الأسير محمد وزوجة الأسير عبد المنعم.

فجر الـ17 من شهر حزيران/ يونيو الجاري اقتحمت عناصر من مخابرات وشرطة الاحتلال مدججين بأسلحتهم وبرفقة كلابهم البوليسية حي الأعور في عين اللوزة ببلدة سلوان في القدس، لتعتقل إيمان الأعور ونجلها جبريل.

تقول شقيقة المعتقلة، خلود الأعور “أم صهيب” لـ”قدس الإخبارية”: “إنها سهرت في بيت شقيقتها حتى ساعات الفجر الأولى، حيث كانت تحضّر نفسها لزيارة نجلها في سجن “النقب”، وفجأة اقتحم العشرات من عناصر الاحتلال المنزل، وسألوا عن جبريل، فقيّدوه وصادروا هويته، واحتجزوا جميع من تواجد في المنزل في غرفة برفقة جنديين (إيمان كانت بينهم) ثم فتّشوا ودمّروا المنزل وعاثوا فيه خرابًا”.

بعد نحو ساعة، طلبوا إيمان، واستمرّ احتجاز البقية في الغرفة، وآخر صوتٍ سمعوه منها كان حينما نادت على ابنتها الصغرى “هداية”، التي لم تستطع أن تردّ على والدتها لأن الجندي منعها، واستمرّ احتجاز البقية لساعة أخرى حتى تم إخراج إيمان من المنزل وإخلاؤه من القوات.

مخابرات الاحتلال استدعت إيمان للتحقيق مرّات عديدة، ويعتبر هذا الاعتقال الثاني لها، لكنه كان مفاجأة حزينة جدًا لأبنائها وذويها خاصة أنها تعاني أمراضَا مُزمنة وبحاجة لمتابعة طبية دورية.

تقول شقيقتها “أم صهيب”: “كان من المفترض أن تُجرى لإيمان عملية جراحية هذا الأسبوع، لكن محكمة الاحتلال مدّدت اعتقالها ضمن ملف سري حتى الأحد القادم، ولم نرها، ولم تحضر للمحكمة، بحجة أنها جلسة سريّة”.

المعتقلة إيمان الأعور أم لستة أبناء، وجدّة لسبعة، بغيابها تركت وجعًا كبيرًا خاصة لأبنائها غير المتزوجين ممن يعيشون معها في المنزل ذاته، لكنه وجع مُضاعف كون الأب أيضًا معتقل، وكذلك ابنهم الأسير محمد المحكوم بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف على خلفية إلقاء زجاجات حارقة. 

الأسيرة الأعور محتجزة في زنازين “الشاباك” في مركز “المسكوبية”، وعائلتها تُناشد الجهات المعنية بحقوق الأسرى بالتدخل للإفراج عنها بسبب حالتها الصحية التي ستتضاعف نتيجة التحقيق معها واحتجازها في ظروف لا نعرف طبيعتها.

يذكر أن الاحتلال يحتجز في سجونه أربعين أسيرة فلسطينية من بينهنّ الأعور، وذلك في ظروف احتجاز واعتقال صعبة، بحسب شهادات الأسيرات للمحامين وذويهنّ.