شبكة قدس الإخبارية

في القدس.. أطفال يحلمون بمنزل يؤويهم واحتلال يقتُل أحلامهم

ktfs3kqykrrz

القدس المحتلة - قدس الإخبارية: كانوا يعيشون في منزل مساحته نحو 60 مترًا فقط، وكانوا يحلمون ببيت أكبر، بمساحة تجعلهم يلعبون بحريّة، بغرفة نوم لهم وحدهم دون أن يُجبروا بسبب الظروف على النوم في الصالة الخارجية.

محمد الرجبي تمنى كغيره من أبناء القدس إسعاد أطفاله ببيت يؤويهم، فبدأ في بنائه بشكل سريع في شهر آذار/ مارس الماضي، وسكن فيه مع زوجته وأطفاله الأربعة في نيسان/ أبريل.

يقول إبراهيم الرجبي، شقيق محمد لـ”قدس الإخبارية”: “لم يهنأوا به، فخلال عملية بناء المنزل جاء أخي إخطار بلدية الاحتلال الأول، وما إن استقر فيه مع أبنائه وزوجته حتى وصله أمر الهدم الإداري”.

ويُضيف أن الرجبي حاول من خلال محاكم الاحتلال تجميد أمر الهدم، لكن المحكمة رفضت مرارًا جميع ما تم تقديمه من حلول عبر المحامي، حتى وصل الأمر في عدم إعطائهم مهلة مدّتها شهر كي يتدبّر أمره. 

في نهاية المطاف، أصدرت محكمة الاحتلال قرارها بهدم منزل محمد الرجبي في حي البستان ببلدة سلوان بالقدس، وإعطائه مهلة للإخلاء حتى الـ15 من شهر حزيران/ يونيو الجاري (يوم أمس).

المحامي أبلغ العائلة بأن عملية هدم المنزل ستتم يوم غد الأربعاء، حاولت العائلة إخراج ما استطاعت من أثاث المنزل الجديد، وألعاب الأطفال وأسرّتهم التي لطالما حلموا بها لكنّ الاحتلال نغّص عليهم فرحتهم.

يبين الرجبي أن أبناء شقيقه (أكبرهم 8 سنوات وأصغرهم عدة شهور) بكوا كثيرًا حينما علموا بأنهم سيرحلون عن المنزل الجديد وسيعيشون جميعهم في غرفةٍ صغيرة ببيت جدّهم.

كلّف بناء وتجهيز منزل محمد الرجبي بمساحة 130 مترًا مربّعًا مئات آلاف الشواقل بحسب شقيقه، ولم يستطع أن يهدم المنزل بنفسه رغم تكاليف بلدية الاحتلال الباهظة التي ستفرضها عليه في حال نفّذت آلياتها عملية الهدم، وقال: “ما راح أهدم بإيدي ويضل بذاكرة أطفالي إني أنا هدمت البيت”.

حي البستان هو أحد الأحياء الفلسطينية المهدّدة منشآته بالهدم الكامل بأمر من سلطات الاحتلال بهدف إقامة حدائق توراتية ومشاريع استيطانية تخدم المستوطنين في بلدة سلوان. 

يسكن الحي أكثر من 1500 فلسطيني، وأقدم منزل فيه أُقيم منذ عام 1860 وهناك منازل بُنيت ما قبل عام 1948، بحسب المختص بشؤون القدس فخري أبو دياب. 

بلدية الاحتلال تستهدف آلاف العائلات الفلسطينية في جميع القرى والبلدات في مدينة القدس المحتلة، وتسعى إلى تشريد أفرادها من خلال تسليمهم أوامر هدم بحجة البناء بدون تراخيص، مع العلم بأن أهل المدينة يحاولون قدر المستطاع الحصول على الرخصة لكن البلدية لا تسمح بذلك خاصة في المناطق القريبة من مركز المدينة.