شبكة قدس الإخبارية

تسعون عامًا على إعدام جمجوم والزير وحجازي

شهداء البراق
خالد جمعة

معظمنا يعرف القصيدة الشهيرة التي تغنى بها الفلسطينيون على مدى عقود طويلة، ومطلعها: من سجن عكا طلعت جنازة...، لشاعرها نوح إبراهيم، وهي واحدة من عشرات القصائد والمرثيات التي كتبت بعد إعدام المناضلين الثلاثة محمد جمجوم، وعطا الزير، وفؤاد حجازي، على يد المستعمر البريطاني عام 1930، بعد أحداث ثورة البراق التي اشتعلت في فلسطين عام 1929، فمن هم هؤلاء الأبطال الثلاثة؟

قبل أن نتعرف عليهم واحدا واحدا، علينا أن نمر على ثورة البراق التي كانت السبب الأساس في اعتقالهم والحكم عليهم بالإعدام، و"ثورة البراق" اسم أطلقه الفلسطينيون على اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة القدس في 9 أغسطس 1929، أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، ويعتبر المسلمون حائط البراق وقفا إسلاميا وهم يحتفظون بصكوك بهذا المعنى تخولهم حق إدارة المكان، ويسميه اليهود "حائط المبكى"، ويعتبرونه أهم مصلى لهم في العالم، وسمح لهم فترة الحكم العثماني بإقامة طقوسهم قبالة الحائط، وجرى اتفاق غير مكتوب بين إدارة الوقف واليهود على أن لا يقيم اليهود أي بناء بالقرب من الحائط أو يضعوا أي شيء في باحته، الأمر الذي استمر عدة سنوات.

بعد إعلان الانتداب البريطاني على فلسطين تزايد عدد سكان القدس اليهود، خصوصا إثر فتح أبواب منطقة الانتداب أمام المهاجرين اليهود، وبطلب من الوقف الإسلامي، حظرت الإدارة البريطانية على المسؤولين اليهود وضع مقاعد في باحة البراق لأن ذلك يغير الوضع القائم ويعتبره المسلمون تجاوزاً على حقوقهم، كما أنها أمرت الشرطة في أيلول  1928 برفع الستار الذي وضعه اليهود في عشية يوم الغفران على الرصيف المحاذي للحائط بعد أن شكا المسلمون من ذلك.

في 15 أغسطس 1929، الذي وافق يوم الحداد على خراب الهيكل حسب التقويم اليهودي، والمتزامن مع احتفالات المسلمين بالمولد النبوي الشريف نظمت حركة بيتار الصهيونية اليمينية مسيرة تظاهرية احتشدت فيها أعداد كبيرة من اليهود في القدس، يصيحون "الحائط لنا" وينشدون نشيد الحركة الصهيونية، وعلمت الشرطة البريطانية عن المظاهرة سلفا وأرسلت قوات كبيرة لمرافقة المتظاهرين اليهود، وفي اليوم التالي رد القادة العرب بتنظيم بمظاهرة مضادة من المسجد الأقصى واتجهوا إلى حائط البراق، وهناك استمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود، تبين الأخطار التي تتهدد المقدسات الإسلامية، فازداد التوتر في القدس حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، وتفشت الاشتباكات إلى مدن أخرى حيث قتل عرب في مدينة الخليل 67 يهوديا من سكان المدينة، وفي غزة كان مجتمع يهودي صغير الذي هجر أفراده المدينة مستعينين بحماية القوات البريطانية. كذلك تعرض يهود صفد لعمليات العنف من قبل السكان العرب. اضطرت سلطات الانتداب البريطاني لطلب المساعدة من القوات البريطانية في مصر كي تتمكن من إيقاف العنف.

كانت حصيلة الاشتباكات، التي امتدت من الخليل وبئر السبع جنوبا حتى صفد شمالا 116 قتيلا فلسطينيا و133 قتيلا يهوديا، و232 جريحا فلسطينيا و339 جريحا يهوديا، واعتقلت سلطات الانتداب تسعمئة فلسطيني وأصدرت أحكاماً بالإعدام شنقاً على 27 فلسطينيا خُفّفت الأحكام على 24 منهم ونفذ حكم الإعدام بالثلاثة الباقين في 17 يونيو 1930، في سجن القلعة في مدينة عكا، وكان هؤلاء الثلاثة هم فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير.

أولا: فؤاد حسن حجازي

ولد فؤاد حسن حجازي في مدينة صفد في الشمال الفلسطيني، عام 1904، وهو أحد مناضلي ثورة البراق، درس الابتدائية في مدينة صفد ثم الثانوية في الكلية الاسكتلندية، واتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت.

شارك حجازي مشاركة فعالة في مدينته في ثورة البراق، فاعتقلته سلطات الاحتلال البريطانية وحكمت عليه بالإعدام، مع رفيقيه عطا الزير ومحمد جمجوم، ونفذ فيهم الحكم يوم 17 حزيران 1930، وكان فؤاد حجازي أولهم، وأصغرهم سناً، ونفذت عملية الإعدام في سجن القلعة بمدينة عكا.

سمحت سلطات الانتداب لحجازي أن يكتب رسالة لأهله قبل إعدامه بيوم، فأرسل وصيته لصحيفة "اليرموك" التي نشرتها في 18 حزيران 1930، بخط يده وتوقيعه، وجاء في خاتمة الرسالة: "إن يوم شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج، وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة، هذا اليوم يجب أن يكون يوما تاريخيا تلقى فيه الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية".

وخط فؤاد حجازي وصيته قبل يوم من إعدامه وقال: "إذا كان إعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئاً من كابوس الانكليز على الأمة العربية الكريمة فليحل الإعدام في عشرات الألوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماماً".

ثانيا: عطا أحمد الزير

ولد عطا أحمد الزير في مدينة الخليل الفلسطينية عام 1895، وعمل في عدة مهن يدوية، وفي الزراعة، وعرف عنه جرأته وقوته الجسدية منذ طفولته، كانت له مشاركة فعالة في المقاومة عموما، وبشكل خاض في ثورة البراق سنة 1929، وكان فاعلا في مقاومة سلطات الانتداب البريطاني ، فأقرت حكومة الانتداب حكم الإعدام عليه مع حجازي وجمجوم، وأعدم رغم من الاستنكارات والاحتجاجات العربية، وكان الزير أكبر المحكومين الثلاثة سنا.

وكما سمح لحجازي، فقد سمح للزير أن يكتب رسالة لأهله، فجاء في رسالته التي كتبها لوالدته باللهجة الفلاحية: "ارقصي يمّا لو خبر موتي أجاك ارقصي لا تحزني يوم انشنق شو ما العدو يعمل روحي أنا يما عن هالوطن ما بفترق، بكره بعود البطل ويضل في حداكِ حامل معو روحه ليقاتل عداكِ، لا تزعلي لو تندهي وينو عطا، كل الشباب تردْ فتيان مثل الورد كلهم حماس وجدْ، لما بنادي الوطن بيجو ومالهم عدْ، وفري دموع الحزن يما لا تلبسي الأسود، يوم العدا بأرض الوطن يوم أسود، هدي شباب الوطن بتثور كلهم عطا كلهم فؤاد ومحمد، والشمس لما تهل لازم يزول الليل يا معود، فوق القبر يما ازرعي الزيتون حتى العنب يما والتين والليمون طعمي شباب الحي لا تحرمي الجوعان، هدي وصية شاب جرب الحرمان، اسمي عطا وأهل العطا كثار، والجود لأرض الوطن واجب على الثوار، جبال الوطن بتئن ولرجالها بتحن حتى كروم العنب مشتاقة للثوار، سلمي على الجيران سلمي على الحارةْ، حمدان وعبد الحي وبنت العبد سارةْ، راجع أنا يما وحامل بشارَةْ، عمر الوطن يما ما بينسى ثوارَهْ، لما بطول الليل وبتزيد أسرارُه، وجرح الوطن بمتد وبتفيض أنهارُه، راجع بطلة فجر حامل معي انوارُه، حتى نضوي الوطن ويعودوا أحرارُه"

ثالثا: محمد خليل جمجوم

ولد محمد خليل جمجوم عام 1902، وهو مناضل فلسطيني من ثوار ثورة البراق، تلقى دراسته الابتدائية في الخليل. وأكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت وشارك في الأحداث الدامية التي تلت ثورة البراق ضد مواطنين يهود في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين، وكان معروفا بمعارضته للصهيونية وللانتداب البريطاني، ونتيجة لذلك اعتقلته القوات البريطانية  في 1929 مع 25 من العرب الفلسطينيين، وقد حكموا جميعاً بالإعدام، إلا أن الأحكام تم تخفيفها إلى مؤبد، إلا عن ثلاثة منهم وهم: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم، عطا أحمد الزير، ونفذ الإعدام في الساعة التاسعة صباحاً في سجن القلعة بعكا.

وكما سمح لرفيقيه بكتابة رسالة، فقد كتب جمجوم رسالة وجهها إلى الزعيم سليم عبد الرحمن، قبل يوم واحد من إعدامه، جاء فيها: "الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، الا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة وأن نتذكر اننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء. وان تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للأعداء منها شبرا واحدا، والا تهون عزيمتها وان لا يضعفها التهديد والوعيد، وان تكافح حتى تنال الظفر. ولنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وامراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، الا يثقوا بالأجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: "ويروغ منك كما يروغ الثعلب". وعلى العرب في كل البلدان العربية والمسلمين ان ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام وأن يساعدوها بكل قواهم. وأما رجالنا فلهم منا الامتنان العظيم على ما قاموا به نحونا ونحو أمتنا وبلادهم فنرجوهم الثبات والمتابعة حتى تنال غايتنا الوطنية الكبرى. واما عائلاتنا فقد اودعناها إلى الله والأمة التي نعتقد انها لن تنساها. والآن بعد أن رأينا من أمتنا وبلادنا وبني قومنا هذه الروح الوطنية وهذا الحماس القومي، فاننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الأرجوحة، مرجوحة الأبطال بأعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختاما نرجو أن تكتبوا على قبورنا: "إلى الامة العربية الاستقلال التام أو الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت".

قصيدة الثلاثاء الحمراء للشاعر إبراهيم طوقان

كتبت عشرات القصائد في رثاء المناضلين الثلاثة، أشهرها القصيدة العامية التي ذكرناها في المقدمة، لكن هناك قصيدة أخرى كتبها الشاعر إبراهيم طوقان لا تقل شهرة عن الأولى، وهذا نصها:

الثلاثاء الحمراء

لما تَعرّضَ نجمُكَ المنحوسُ

وترنَّحتْ بعُرى الحبالِ رؤوسُ

ناح الأذانُ وأعولَ الناقوسُ

فالليلُ أكدرُ، والنهارُ عَبوس

طفقتْ تثورُ عواصفُ

وعواطفُ
والموتُ حيناً طائفُ

أو خاطفُ

والمعولُ الأبديُّ يمعنُ في الثرى

ليردَّهم في قلبها المتحجِّرِ

***

يومٌ أطلّ على العصور الخاليَهْ

ودعا: «أمرَّ على الورى أمثاليَهْ؟»

فأجابه يومٌ: «أجلْ أنا راويهْ

لمحاكم التفتيشِ، تلك الباغيه

ولقد شهدتُ عجائبا

وغرائبا

لكنَّ فيكَ مصائبا

ونوائبا

لم ألقَ أشباهاً لها في جَورها

فاسألْ سوايَ وكم بها من مُنكَرِ

***

وإذا بيومٍ راسفٍ بقيودهِ

فأجاب، والتاريخُ بعضُ شهودهِِ

انظرْ إلى بِيض الرقيقِ وسُودهِ

من شاء كانوا ملكَه بنقودهِ

بشرٌ يُباع ويُشترى

فتحرَّرا

ومشى الزمانُ القهقرى

فيما أرى

فسمعتُ مَنْ منع الرقيقَ وبيعَهُ

نادى على الأحرار: يا من يشتري

***

وإذا بيومٍ حالك الجلبابِ

مُتَرنّحٍ من نشوةِ الأوصابِ

فأجابَ: «كلاّ، دون ما بكَ ما بي أنا

في رُبى «عاليه» ضاع شبابي

وشهدتُ للسفّاح ما

أبكى دما

ويلٌ له ما أظلما

لكنّما
لم ألقَ مثلَكَ طالعاً في روعةٍ

فاذهبْ لعلكَ أنتَ يومُ المحشرِ

***

اليومُ» تُنكرهُ اللَّيالي الغابرهْ

وتظلّ ترمقه بعينٍ حائره

عجباً لأحكام القضاءِ الجائره

فأخفُّها أمثالُ ظلمٍ سائره

وطنٌ يسيرُ إلى الفناءْ

بلا رجاءْ

والداءُ ليس له دواءْ

إلاّ الإباءْ

إنَّ الإباءَ مناعةٌ، إنْ تشتملْ

نفسٌ عليه تَمتْ ولمّا تُقهرِ

***

الكلُّ يرجو أن يُبكِّرَ عفوُهُ

ندعو له ألا يُكدَّرَ صفوُهُ

إنْ كان هذا عطفُه وحُنوُّهُ

عاشت جلالتُه وعاش سُموّه

حمل البريدُ مُفصِّلا

ما أُجْمِلا

هلاّ اكتفيتَ تَوسُّلا

وتَسوُّلا

والموتُ في أخذ الكلامِ وردّهِ

فخذِ الحياةَ عن الطريق الأقصر

***

ضاق البريدُ وما تغيّرَ حالُ

والذُّلُّ بين سطورنا أشكالُ

خُسرانُنا الأرواحُ والأموالُ

وكرامةٌ - يا حسرتا – أسمال

أَوَ تُبصرون وتسألونْ

ماذا يكونْ؟

إنّ الخداعَ له فنونْ

مثلُ الجنونْ

هيهات، فالنفسُ الذليلةُ لو غدتْ

مخلوقةً من أعينٍ لم تُبصِرِ!

***

أنّى لشاكٍ صوتُه أن يُسمَعا؟

أنّى لباكٍ دمعُه أن يَنفعا؟

صخرٌ أحسَّ رجاءَنا فتصدّعا

وأتى الرجاءُ قلوبَهم فتقطّعا

لا تعجبوا، فمن الصخورْ

نبعٌ يفورْ

ولهم قلوبٌ كالقبورْ

بلا شعورْ

لا تلتمسْ يوماً رجاءً عند منْ

جرّبتَه فوجدتَه لم يشعُرِ

 

الساعات الثلاث

الساعة الأولى

 

أنا ساعةُ النفسِ الأبيّهْ

الفضلُ لي بالأسبقيّهْ

أنا بِكرُ ساعاتٍ ثَلاثٍ، كلُّها رمزُ الحميّه

بنتُ القضيّةِ إنّ لي

أثراً جليلاً في القضيّه

أثرَ السيوفِ المشرفيّــةِ،

والرماحِ الزاعبيّه

أودعتُ، في مُهج الشبيــبةِ، نفحةَ الروحِ الوفيّه

لا بدَّ من يومٍ لهم

يَسقي العِدى كأسَ المنيّه

قسماً بروح «فؤادَ» تَصْــعَدُ من جوانحه زكيّه

تأتي السماءَ حفيّةً

فتحلّ جنّتَها العليّه

ما نال مرتبةَ الخُلودِ بغير تضحيةٍ رضيّه

عاشتْ نفوسٌ في سَبيــلِ بلادها ذهبتْ ضحيّه

 

الساعة الثانية

أنا ساعةُ الرجل العتيدِ

أنا ساعةُ البأسِ الشديدِ

أنا ساعةُ الموتِ الـمُشَرْ

رِفِ كلَّ ذي فعلٍ مجيد

بطلي يُحطّمُ قيدَهُ

رمزاً لتحطيم القيود

زاحمتُ مَنْ قبلي لأَ سْــبقَها إلى شرف الخلود

وقدحتُ، في مُهج الشَّبابِ، شرارةَ العزمِ الوطيد

هيهات يُخدَعُ بالوعودِ، وأنْ يُخدَّرَ بالعهود

قسماً بروح «محمّدٍ:

تلقى الردى حلوَ الورود

قسماً بأمّكَ عند مَوْتِكَ، وَهْي تهتف بالنشيد

وترى العزاءَ عن ابنها

في صيته الحَسَنِ البعيد

ما نال مَن خدم البِلادَ أجلَّ من أجر الشهيد

الساعة الثالثة

أنا ساعةُ الرجلِ الصبورِ

أنا ساعةُ القلبِ الكبيرِ

رمزُ الثباتِ إلى النِّهايَةِ، في الخطير من الأمور

بطلي أشدُّ على لقاءِ الموتِ من صُمّ الصخور

جذلانُ يرتقبُ الردى فاعجبْ لموتٍ في سرور

يلقى الإلهَ «مُخضَّبَ الْــكَفَّينِ» في يوم النشور

صبرُ الشبابِ على المصابِ، وديعتي ملءَ الصدور

أنذرتُ أعداءَ البِلادِ بشَرّ يومٍ مُستطير

قسماً بروحكَ يا «عطاءُ»، وجنَّةِ الـمَلِكِ القدير

وصِغارِكَ الأشبالِ تَبْــكي الليثَ بالدمع الغزير

ما أنقذ الوطنَ المفَدْى غيرُ صبّارٍ جسور

الخاتمة

الأبطال الثلاثة

أجسادُهم في تربة الأوطانِ

أرواحُهم في جنّة الرضوانِ

وهناك لا شكوى من الطغيانِ

وهناك فيضُ العفوِ والغفران

لا ترجُ عفواً من ســواهْ هو الإلهْ

وهو الذي ملكتْ يـداهْ كلَّ جاهْ

جبروتُهُ فوق الذيــن يغـرّهــمْ

جبروتُهم في بَرّهــم والأبْحُرِ