شبكة قدس الإخبارية

مهند .. أصابه جنود الاحتلال بقدميه وألقوه من فوق السور   

104113785_688815458333381_587038472493750703_n

فلسطين المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: ذاك الشقي الطيّب كما وصفته والدته أصبح فريسة الاحتلال وانتهاكاته، بل تعذّب على يد الجنود قبل أن يصل مراكز التحقيق والسجون، لتعيش عائلة عوّاد تجربة اعتقال أحد أفراد وإصابته بالرصاص لأوّل مرّة.

في حديثهما لـ”قدس الإخبارية” قال والدا الطفل الأسير مهند عوّاد (16 عامًا) إن العائلة تلقّت نبأ إصابة نجلها برصاص الاحتلال في منطقة “الخارجة” ببلدة أبو ديس شرق مدينة القدس، حيث تم نقله عبر سيارة الإسعاف إلى مركز طبي قريب ثم إلى إحدى مشافي رام الله مساء الـ15 من شهر أيار/ مايو الماضي.

وأضافا أن إصابة نجلهما كانت بالغة، حيث أصاب الاحتلال برصاصه قدمي مهند اليسرى واليُمنى التي دخلت منها الرصاصة وخرجت من الناحية الأخرى، وعلى إثر ذلك مكث في العناية المكثّفة ليلة كاملة، ثم بقي في المشفى لنحو أسبوع للمراقبة والعلاج.  

فجر التاسع من شهر حزيران/ يونيو الجاري، اقتحم عناصر من جيش الاحتلال منزل العائلة في أبو ديس، ودهموا غرفة نوم مهنّد، الذي تفاجأ بوجودهم حوله لاعتقاله، تأكّدوا أنه المُصاب فعليًا ثم رفضوا أن يغيّر ملابسه، واقتادوه إلى الجيب العسكري لكنهم لم يسلكوا الطريق العادية.

يقول والده لـ”قدس” رغم إصابة ابني وألمه ووجعه، جعلوه يمشي في طرق التفافية لنحو 200 متر، بشكل انتقامي، ثم أمروه بأن يقفز عن سور يصل ارتفاعه إلى متر ونصف وهو مقيّد دون أي اهتمام بإصابته، وبحسب ما رواه مهنّد لمحاميته فإن أحد الجنود ألقى به من فوق السور بعدما رفض ذلك.

رحلة التعذيب لم تتوقف هنا، بل وضعه الجنود في الجيب العسكري، وبدأوا بضربه في جميع أنحاء جسده، والتركيز على قدميه المُصابتين، بحسب محاميته حنان الخطيب.

وقال الطفل الأسير للخطيب: “أنزلوني من الجيب إلى معسكر في أبو ديس، وأجلسوني على درج، وهناك حضر شخص وركلني بقدمه على رجلي اليسرى، حينها أخبرته بأنني مصاب فقال لي: (بتستاهل)”.

وأضاف: “اقتادوني إلى مركز تحقيق عطاروت (شمال القدس)، وخلال التحقيق قام المحقق بتشغيل المكيف البارد والغرفة أصبحت كالثلاجة، طلبت منه إطفاء المكيف أو تخفيفه فرفض، وقال لي “ممنوع”.

وبين أنه نتيجة لما حصل معه، بدأ يعاني من أوجاع شديدة لا تُحتمل، وتركوه يومًا كاملًا في تحقيق عطاروت وكان البرد قارساً، طلب غطاء وملابس عدة مرات ولم يلّبوا أيًا من متطلباته. حاول أحد المعتقلين أن يعطي مهنّد “بلوزته” لكن قوات الاحتلال رفضت ذلك.

تنقّل عواد ما بين سجن عوفر والعيادات والمشافي التابعة للاحتلال وانتهى الأمر باحتجازه في سجن الجلمة.

تقول والدته لـ”قدس”: “بعد اعتقاله رأيته مرة واحدة في المشفى حيث خضع لعملية جراحية، ساندته بما استطعت من كلمات خفّفت عنه فيها من خوفه من العملية، كنت أتمنى لو احتضنته، لكن الجنود كانوا حوله، وبقي مقيّداً طوال الوقت حتى نقله إلى غرفة العمليات”.

وتضيف: “لم يسبق أن عشنا تجربة الاعتقال أو الإصابة لأحد أفراد العائلة من قبل الاحتلال، لكن أكثر ما آلمني عدم استطاعتي القيام بأي شيء يخفّف الألم عن ابني، وأوجع قلبي ما قام به الجنود من تعذيب له واقتياده ورميه عن السور وضربه في الجيب”.