شبكة قدس الإخبارية

القدس بعد 53 عاماً على النكسة: استيطان يتضخم والفلسطيني محاصر

أحمد العاروري

القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: عملت دولة الاحتلال منذ اللحظة الأولى لاحتلال القسم الشرقي من مدينة القدس، بعد حرب 1967، على فصل المدينة عن امتدادها الطبيعي في الضفة الغربية، بعد أن دمرت القرى الواقعة في الجانب الغربي منها في حرب النكبة.

كما تضاعفت المساحات التي سيطرت عليها الاحتلال في المدينة، في مقابل حصار مضروب على الفلسطيني الملاحق في مكان سكنه والممنوع من البناء أو التوسع.

تطهير عرقي 

يشير الخبير في شؤون الاستيطان والخرائط، خليل التفكجي إلى أن "إسرائيل" بدأت احتلالها للقدس بأكبر عملية تطهير عرقي في المدينة، بعد هدم حي المغاربة بالكامل وتهجير سكانه منه.

وأوضح أن جيش الاحتلال هدم في حي المغاربة، حوالي 150 مبنى وأزالها عن الوجود، بهدف توسيع الساحة في حائط البراق أمام المستوطنين الذين يحضرون لأداء صلواتهم في المكان.

توسيع حدود البلدية

وقال التفكجي إن "الاحتلال عمل بعد الاحتلال على توسيع حدود بلدية القدس، لتشمل أراضي 28 قرية فلسطينية، واتسعت مساحة سيطرة البلدية من 6.5 كيلو2 إلى 70.5 كم2".

وتابع: "وأعلنت حكومة الاحتلال بعدها أن القدس غير قابلة للتقسيم وستبقى عاصمة موحدة لإسرائيل، وجرى تطبيق مشروع المهندس هنري كاندل الذي وضعه للإدارة الأردنية قبل أن تحل النكسة ويتم تجميده ويطبقه بعدها الاحتلال الذي عمل على توسيع حدود البلدية".

فشل مخططات التهجير

وأشار التفكجي إلى أن "الاحتلال خطط لتهجير أهالي القدس كما حصل في القرى والمدن الفلسطينية التي احتلت في عام النكبة، وقد أحضر حافلات تم وضعها أمام مدرسة الرشيدية".

وأضاف: "لكن الوعي الفلسطيني حينها أفشل مخطط تهجير الفلسطينيين من القدس الذي خطط له الاحتلال".

استيطان يتضخم

وأوضح أن "دولة الاحتلال سيطرت على 87% من أراضي مدينة القدس، عبر قوانين مختلفة، وارتفع عدد المستوطنين في المدينة ليصل حالياً إلى 220 ألفاً في مقابل 340 ألف فلسطيني يعيشون في المدينة".

"ثم جاء مشروع الجدار الذي أخرج عشرات الاف الفلسطينيين من المدينة، وتوجت المشاريع الاستيطانية في المدينة بإعلان الإدارة الأمريكية عن صفقة القرن، وقبلها نقل السفارة إلى القدس، بالإضافة لحظر مؤسسات المدينة بهدف إنهاء الوجود الفلسطيني فيها"، يقول التفكجي.

يُشير التفكجي إلى أن الاحتلال هدم منذ النكسة ما يقارب من 5000 منزلاً ووحدة سكنية، كما سيطر على غالبية الأراضي في المدينة ولم يترك للفلسطيني مساحات للتوسع.

وأوضح أن الاحتلال يعمل حالياً على مشروع "القدس 2050" الذي يتضمن بناء مطار ضخم في منطقة النبي موسى، وربطه بسكك حديدية بالقدس، بالإضافة لإقامة فنادق في المدينة، وبناء 4000 وحدة استيطانية، وإقامة مشاريع استيطانية في المنطقة المعروفة إسرائيلياً ب"E1"، قرب مستوطنة "معاليه أدوميم"، لتكريس فصل شمال الضفة عن جنوبها وعزل القدس.

وأضاف: "الاحتلال يعمل حالياً على أسرلة التعليم في القدس بشكل كامل، وزيادة سياسة الإبعاد عن المدينة، وشهدنا في الفترة الماضية ارتفاعاً في عدد قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى".

غياب استراتيجية فلسطينية

وقال التفكجي إن "الفلسطينيين لا يملكون استراتيجية وبرنامج عمل من أجل حماية القدس، في مقابل خطط إسرائيلية يجري تنفيذها على الأرض يومياً لتهويد المدينة والسيطرة عليها، والفلسطيني يكتفي بالقول والخطابة أن القدس هي عاصمته الأبدية".