شبكة قدس الإخبارية

والدة الشهيد الحلاق: "فش عندي غيره.. أنا بدي حق ابني”

101547116_147738440172490_7221613644205785088_n

القدس المحتلة - قدس الإخبارية: حملت نفسها من بيتها باتجاه مكان إطلاق النار عليه، علّ عينها تكذّب ما سمعته أذنها، وأن إياد ما زال حيًا ولم يمُت ولم تُؤذِه لا نسمة ولا رصاصة.

هرعت إليه، ولم تجده، وعادت تحمل جسدها المُثقل بالتعب لمنزلها في حي وادي الجوز بالقدس، لتجد عناصر الاحتلال يُحيطون بها من كلّ جانب.

صرخت بأعلى صوتها باكية مُنكسرة القلب “هادا أيودة قلبي .. أيودة عمري.. فش عندي غيره”، فالشهيد إياد الحلاق (32 عامًا) هو ابن العائلة الوحيد على فتاتين، وهو أوسطهم.

قالت والدة الشهيد إياد: “ما ذنبه كي يُقتل بدم بارد، كان بإمكانهم أن يوقفوه، يفتّشوه، لا أن يطلقوا النار عليه”، وتابعت: “حرام عليكم.. فش عندي غيره .. أنا بدي حق ابني”.

وبيّنت أن ابنها خرج باكرًا من المنزل متوجّهاً إلى مدرسته الخاصة في البلدة القديمة، كالمعتاد، حيث باغته جنود الاحتلال برصاصهم، وقتلوه بدم بارد.

مرتعشة اليدين، غير قادرة على الحديث، تُحاول أن تتمالك نفسها وتقول: “كنت أخاف عليه من النسمة، إياد هادئ، شفاف، ملاك يعيش بيننا، لا يؤذي أحدًا، تقيّ ويخاف الله”، وتضيف: “كان نفسه يصلي في الأقصى”.

ولأنّه استُشهد، كان طلبها الوحيد بعدما حرمها الاحتلال منه، أن يُصلّى عليه عند أبواب المسجد الأقصى قبل أن يتم دفنه، لكنّ جثمان إياد ما زال محتجزًا لدى الاحتلال ولا أنباء جديدة حول إمكانية تسليمه.

إياد الحلاق استُشهد برصاص شرطة الاحتلال في البلدة القديمة صباح اليوم، بزعم الاشتباه بحمله جسمًا مشبوهًا، حيث تبين لاحقًا بأن ما كان بيده عبارة عن “دُمية”، مع العلم بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وسروقوا منه أيّام عمره وحرموا والدته من مناداته "أيودتي" كما كانت تُناديه قبل أن تقتُله رصاصات الاحتلال