شبكة قدس الإخبارية

هل يستكمل وزير الأمن الداخلي الجديد نهج إردان حيال الأقصى؟

15da2f119adfe8_JHKIOEFMPLNQG
براءة درزي

صادق الكنيست يوم الأحد 17/5/2020 على الحكومة الخامسة والثلاثين التي سيترأسها بينامين نتنياهو مدة عام ونصف يسلّم من بعدها المنصب لشريكه الجديد بني غانتس. وقد أسندت وزارة الأمن الداخلي في الحكومة الجديدة إلى أمير أوهانا في حين أّنّ الوزير السابق غلعاد إردان عُيّن سفيرًا لدولة الاحتلال في الأمم المتّحدة. وبعد إعلان التعيينات الجديدة، أثنت جماعات الهيكل على الدور الذي لعبه إردان في أثناء توليه وزارة الأمن الداخلي بالنسبة إلى الأقصى، وعبّرت عن أملها في أن يلعب أوهانا دورًا مماثلاً في تحقيق مطالبها، ومن بينها السماح للمستوطنين بأداء الصلوات التلمودية في المسجد.

إردان والأقصى: إنجازات "نوعيّة" تشهد عليها جماعات الهيكل

تبنّى غلعاد إردان، من حزب الليكود، موقفًا منحازًا إلى جماعات الهيكل ومطالبها، وعمل في أثناء ولايته كوزير للأمن الداخلي، منذ عام 2015، على توسيع هامش الاقتحامات وباتت الصلوات التلمودية تتمّ تحت أعين الشرطة وبحمايتها في ظلّ التّضييق على حراس الأقصى والعمل على منعهم من أداء دورهم.

وفي مقابل تعزيز الوجود اليهودي في الأقصى، كان إردان حريصًا على استهداف المرابطين والمرابطات وإضعاف وجودهم في المسجد لما لهم من دور في التّصدّي لاقتحامات المستوطنين. ولذلك، كان شريكًا في قرار وزير جيش الاحتلال الصادر عام 2015 والقاضي بحظر ما أسماه تنظيمي المرابطين والمرابطات، ومن بعده قرار حظر الحركة الإسلامية-الجناح الشمالي ومعها مؤسّساتها المعنيّة بعمارة المسجد الأقصى وتنظيم حملات الرباط من الأراضي المحتلة عام 1948.

ومن أبرز "إنجازات" إردان السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى بالتزامن مع عيد إسلامي كسابقة في تاريخ الاقتحامات، وذلك في 11/8/2019 عندما تزامن احتفال اليهود بذكرى خراب الهيكل مع اليوم الأول من عيد الأضحى. وعلى أثر الاقتحام، قال إردان إنّ سياسته تقوم على السماح لكلّ يهودي وزائر بالدخول إلى المكان، وتعزيز السيادة الإسرائيلية على الأقصى.  

وقد أكّد إردان، في تشرين أول/أكتوبر 2018 أنّه يؤيد "حقّ اليهود بالصلاة في جبل الهيكل" ، فيما صرّح في آب/أغسطس 2019 أنّه من الضروري تغيير الوضع القائم في الأقصى بحيث يتاح لليهود الصلاة في المسجد، وأنّه من اللازم الوصول إلى ذلك عبر اتفاق سياسي وليس عبر القوّة.

وعلى أثر إعلان نتنياهو في 11/5/2020 خبر تعيين إردان سفيرًا لدولة الاحتلال لدى الأمم المتحدة، عبّرت جماعات الهيكل عن امتنانها للدور الذي لعبه إرادن كوزير للأمن الداخلي، وعمله على "تعزيز الارتباط اليهودي بجبل الهيكل" وإدخاله تغييرات إيجابية في الأقصى، لا سيّما حظر المرابطات وزيادة عدد الزوار اليهود .

وعلقّ إردان على ذلك كاتبًا على حسابه على تويتر: "كان أمامي فرصة لتعزيز سيادتنا على جبل الهيكل، المكان الأهم والأكثر قدسية لدى الشعب اليهودي. وقد ارتفع عدد الزوار اليهود اليوم أربعة أضعاف ما كان عليه في السابق. أنا فخور بذلك وأشكر كلّ الناشطين الذين يحافظون على وجودنا هناك إلى حين استعادة حرية العبادة والحقوق المتساوية لجميع الأديان على جبل الهيكل".  

أمير أوهانا: هل يسير على خُطى إردان؟

انتخب أمير أوهانا، وهو من حزب الليكود، لعضوية الكنيست العشرين عام 2015، وكان عضوًا  في لوبي الكنيست لتعزيز الارتباط اليهودي بجبل الهيكل، وهو اللوبي الذي طالب بالسماح لليهود بالصلاة في الأقصى، وبتغيير الحاخامية الرئيسة موقفها القاضي برفض دخول اليهود إلى الأقصى لانعدام شروط الطّهارة وفق الشريعة التلمودية .

يعرّف أوهانا نفسه على أنّه شخص غير متديّن، ولكنه يحترم "تراث الشعب اليهودي وتاريخه"، ويريد أن يكون "لكل شخص الحرية في الصلاة حيث يشاء، وجبل الهيكل هو المكان الأكثر قدسيّة لدى اليهود". وفي 9/7/2018، شارك أوهانا في اقتحام المسجد الأقصى مع زميليه يهودا غليك من الليكود، وشولي معلم من حزب البيت اليهودي. وكان هذا الاقتحام بعد رفع الحظر الذي فرضه نتنياهو على الاقتحامات السياسية للمسجد في عام 2015 على أثر اندلاع انتفاضة القدس. وصرّح أوهانا في فيديو نشرته صفحات جماعات الهيكل على منصّات التواصل الاجتماعي بالقول: "متى سنرى العلم الإسرائيلي يرفرف هنا؟ نحن نرى المزيد من اليهود يصعدون إلى الجبل يوميًا، وسيادتنا ستصبح كاملة. جبل الهيكل بأيدينا، لكن جزئيًا فقط. عندما يصبح بإمكان اليهود الصعود إلى الجبل وأداء الصلاة يمكن السيادة أن تصبح مطلقة. ونحن نتطلّع إلى هذا اليوم ونعمل على تحقيقه".

ويعكس هذا التصرح انسجامًا مع رؤية جماعات الهيكل القائمة على زيادة أعداد المقتحمين بما يتيح أمامها الضغط على الحكومة كي تقرّ بالاقتحامات والصلاة اليهودية في الأقصى على أنّها أمر واقع. وفي المحصّلة، فإنّ ذلك يعني أنّ أوهانا من مؤيّدي تغيير الوضع القائم التاريخي في المسجد.

لكن، هل سيظهر أثر ذلك في سياسة أوهانا حيال الأقصى بعد تولّيه حقيبة الأمن الداخلي؟

من المبكّر الجزم بذلك، لكن من الممكن القول إنّ التّصريحات السابقة لأوهانا تفيد بأنّه يتبنّى خطاب جماعات الهيكل، وهو سيحاول ألّا يتراجع عن "الإنجازات" التي سجّلها سلفه إردان، لا سيّما أنّ تلك الجماعات مستمرّة في ممارسة الضغوط على الطبقة السياسيّة لتحقيق مطالبها في الأقصى، وقد بدأ نشطاء الهيكل فعلاً بمطالبة وزير الأمن الداخلي الجديد بفتح الأقصى أمام الاقتحامات في 22/5/2020 لمناسبة "يوم القدس" أو ذكرى احتلال كامل القدس، على الرغم من قرار إغلاق المسجد بسبب جائحة كورونا.