شبكة قدس الإخبارية

تيم.. أول مولود فلسطيني لوالدة مُصابة بفيروس كورونا

1t6oso9qy1em
فاطمة محمد أبو سبيتان

فلسطين المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: لم يستطيعا احتضانه ولا حتى الاقتراب منه، من أجل سلامته، ولكي يكون في أمان، بعيدًا عن كورونا الذي أصابهما بغتةً، فحرمهما من طفلهما البكر “تيم” في أول أيامه.

آلامٌ صعبة مرّت بها تسنيم (22 عامًا) بعيدة عمّن يُسادنها من أهلها وحتى زوجها حتى حضر “تيم” عند الساعة العاشرة من مساء السادس من أيار/ مايو الجاري، ليكون أول مولود فلسطيني لأم مُصابة بفيروس كورونا وكذلك والده.

الإصابة في المطلع 

يقول الممرض علاء بطاط (30 عامًا) لـ”قدس الإخبارية” إنه كان يعمل في مشفى المطّلع خلال حالة الطوارئ في البلاد، حيث تم الاتفاق على التناوب ما بين الطاقم الطبي، على أن يعمل كل فريق لمدة 14 يومًا ثم يغادرون المشفى إلى منازلهم.

ويُضيف: “في الثاني عشر من شهر نيسان/ أبريل الماضي عدنا نحن الفريق الطبي لمنازلنا وخالطنا ذوينا، ليتبين لاحقًا أن أحد المرضى في قسم المسنين أُصيب بكورونا، وكنّا متأكدين بأنه لا حالات كورونا لدينا في المطّلع، لكن مع الأسف تم الإعلان عن إصابة ثلاثة من المسنين في اليوم التالي لعودتنا”.

حجر فوري 

لم ينتظر علاء وزوجته كي يحجرا نفسيهما، فهو ممرض وهي قابلة وهما على قدر كبير من المسؤولية، ولأن لديهما بيتًا مستقلًا عن الأهل، حجرا نفسيهما لمدة 14 يومًا، رغم أن العينة الأولى التي أُخذت من علاء كانت سلبية.

ويقول لـ”قدس”: “زوجتي حامل في شهرها الأخير ما زاد من قلقنا، ومكثنا في الحجر المنزلي منذ 14 حتى 22 نيسان الماضي، وبعد أخذ العينة الثانية منّي، ظهرت نتيجتها إيجابية، وكذلك زوجتي”.

“بعدما ظهرت نتيجة زوجتي تم حجرنا في حلحول، ثم انتقلنا إلى فندق جراند بارك في رام الله، منذ أول يوم في رمضان وحتى اليوم”، يبين علاء.   

عناية حتى موعد الولادة 

عاش علاء وتسنيم أيامًا مُقلقة على طفلهما الذي سيأتي خلال أيام، لكنهما في الوقت ذاته على علم بكل ما يجري، وتقبّلا الأمر منذ البداية، ويعرفان تمامًا كيف سيتعاملان مع أي طارئ.

منذ أن انتقلت تسنيم إلى الفندق، وهي تتلقى الرعاية الطبية من قبل كادر طبي خاص من أجل سلامتها وسلامة جنينها وعمل كافة الفحوصات اللازمة لها وهي داخل غرفتها برفقة زوجها.

يقول علاء: “عند الساعة الخامسة فجرًا، بعد السحور، بدأت تشعر بأوجاع بسيطة، ثم ازدادت آلام المخاض مع الساعات اللاحقة، وكان الطاقم الطبي يحضر كل فترة للغرفة لمتابعتها، كما كنا على اتصال معهم أيضًا عبر الهاتف”.

عند الساعة الخامسة عصرًا، قرّر الطبيب نقل تسنيم عبر سيارة إسعاف إلى مشفى رام الله، لكن علاء لم يستطع أن يكون معها بسبب إصابته بالفيروس، فبقي على أعصابه لساعات، فزوجته كما يقول وحيدة في ولادتها وهي التجربة الأولى لها، فأهلهما في الظاهرية (الخليل).

عند الساعة العاشرة مساء أمس جرى اتصال هاتفي بين علاء والطبيب المشرف على ولادة تسنيم، الذي قال له إنه خلال الساعتين القادمتين سينتهي كل شيء، لكن “تيم” حضر قبل أن يُغلق الطبيب سماعة هاتفه.

“الحمد لله أن كل شيء كان على ما يرام، وتسلّم طفلي طاقم متخصص بالأطفال بعيداً عن والدته، حيث تم أخذ عيّنة أولى له وكانت سلبية بفضل الله، وسيتم أخذ عينه ثانية وثالثة، ونسأل الله أن يكون بخير”.

الطاقم الطبي المرافق لـ”تيم” يخفّف عن علاء وألمه ببعده عن طفله، فيُرسل الممرضون له صورًا ومقاطع فيديو خلال ساعات اليوم، أما تسنيم التي لم تستطع احتضان طفلها ولا إرضاعه خوفًا عليه ومن أجل سلامته، فاستطاعت أن تشاهده من خلف الزجاج، وهي تقول في نفسها: “أتمنى أن تكون بخير”.

 

gcp2f5bvsook