شبكة قدس الإخبارية

تحليل: كيف تسوّق "MBC التطبيع عبر المسلسلات الدرامية؟

lfq3kvr1o9ez

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: طرحت المشاهد التي بثّتها  قناة "MBC" السعودية، على شاشتها أمس الأحد، استنكارات فلسطينية وعربية واسعة، وتساؤلات حول الهدف من أعمال فنية درامية تبرر التطبيع مع الاحتلال.

وكانت القناة نشرت ضمن حلقات مسلسل "مخرج 7" حوارًا يجمّل التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ويصف الفلسطينيين بشكلٍ مسيء، ربما ظهر للمرة الأولى علنًا عبر شاشة عربية.

من جانبه قال دكتور الإعلام والخبير بالشؤون الإسرائيلية، أحمد رفيق عوض إن "الإعلام وسيلة لغسل الأدمغة وخلق الاتجاهات داخل المجتمع، وهو من الوسائل الأكثر أهمية لتهيئة الجمهور لتقبل فكرة أو زعيم".

وأضاف في حديثه مع "قدس الإخبارية"، "كما أن للإعلام أب دائماً وممولين وليس هناك وسيلة إعلام محايدة وبريئة، فكل ما نراه هو محاولة لتغيير اتجاهات الجمهور داخليا وخارجياً"، موضحًا أن "لوسائل الإعلام الجديدة قدرة كبيرة على التأثير في المجتمع، فهي مبهرة ومثيرة وقريبة من الناس وسهلة ومتوفرة لهم".

وحول المقطع الذي عرض على قناة "MBC": "ما تفعلة القناة أكبر من تطبيع هو استخذاء وإهانة لكل الشعوب العربية، وإسرائيل لا تحتل أراضٍ للفلسطينيين فقط بل تعتدي على كل العرب، وباحتلالها القدس ومنعها من الصلاة فيها فهي في صراع مع كل الأمة الإسلامية والعربية".

وأردف بقوله: "الشعوب العربية منحازة لفلسطين ولقضايا وأخلاقها، ونحن نراهن على وعيها وصمودها"، موضحًا أن "ما يجري في السعودية هو سلوك نخبة، تقرأ الواقع بشكل خاطئ وعليها أن تتعلم من تجربتنا في التفاوض مع الاحتلال، فهو بعد 25 عاماً يتراجع عن اتفاقيته، لذلك لا يمكن تحقيق أي مصالح من العلاقة معه".

وحول دور الإعلام الفلسطيني في التواصل مع الشعوب العربية، قال: "الإعلام الفلسطيني يجب أن يتجه لصناعة دراما تخاطب شعوب المنطقة، صحيح أن إنتاج الأعمال الدرامية بحاجة مبالغ كبيرة، لكن يمكن إنتاج أعمال فنية بمصاريف معقولة".

ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أنس أبو عرقوب أن "دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تحقق حتى الآن انجازات كبيرة، على صعيد إخراج علاقاتها مع السعودية إلى العلن وجعلها بصورة شعبية ورسمية".

وأضاف في حديثه لـ"قدس الإخبارية"، "العلاقات بين دولة الاحتلال ومعظم الدول العربية، تعود لسنوات طويلة، ومعظمها يأتي في إطار استخباراتي أمني، وعلى صعيد دول الخليج فعلينا أن لا ننسى أن هذه الدول قامت برعاية بريطانيا، كحال إسرائيل التي أنشأتها بريطانيا أيضاً".

وتابع: "في مراحل معينة يتم إخراج العلاقات بين الدول العربية والاحتلال إلى العلن، على شكل مشاركة فرق رياضية إسرائيلية في بطولات عربية، لكن هذا هو الشكل السطحي للعلاقات والأكثر عمقاً هو في التعاون الأمني والاستخباراتية".

ويرى أبو عرقوب أن "الشعوب العربية والخليجية ترفض التطبيع، ولكن في السعودية بسبب وجود نظام لا يسمح بالمعارضة فإن الرفض يكون في الخفاء، بينما في الكويت جراء مناخ الحرية نوعاً ما فإن بإمكان الشعب رفعه صوته عالياً ضد أي علاقة مع الاحتلال".

من جهته، قال الكاتب والمخرج الفلسطيني بشار النجار، إن "بعض الشاشات العربية باتت تعرض مسلسلات تحمل مضامين تسويقية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتجمّل صورة الإسرائيليين على حساب شعبنا، في أكثر من مسلسل يعرض في شهر رمضان الذي يشهد بالعادة زخمًا بالمشاهدات".

وأوضح في حديثه لـ"قدس"، أن "الواقع الفلسطيني يتطلب زيادة الثقة بالدراما الفلسطينية ودعمها، ورفع الثقة بالطاقات والكوادر الفنية الفلسطينية، لتمثيل قضيتنا وتدويلها وتصحيح المضامين، عبر الوسيلة ذاتها وهي "الدراما".

واعتبر أن "الدراما الفلسطينية تحمل مسؤولية مجابهة التطبيع مع الاحتلال، والحديث عن القضية الفلسطينية بشكلٍ منصف، وبصورة تناهض مع يحاول آخرون بثّه بهدف تشويهها".

 

 

##فلسطين ##الاحتلال ##السعودية ##التطبيع