شبكة قدس الإخبارية

أرسلوا لنا اعتذارهم ..

FB_IMG_1587625019488
فاطمة محمد أبو سبيتان

نعتذر منكم .. فالأقصى سيكون مُغلقًا هذا العام في رمضان، نعتذر من جميع زوّار وأحباب الرّحمن الذين كانوا يعمرون المسجد ككل عام..

نعتذر عن الفرحة التي كانت ستغمر قلوبكم برؤية زينة البلدة القديمة، وتتبّعها عند كل باب من أبواب الأقصى..

نعتذر من أولئك المشتاقين إلى القدس والأقصى، ممن يرابطون قرب الجدار العنصري، ويخترقون الثغرات، ويهربون إلى الحبيبة بين الكروم خلال ساعات الفجر، ويختنقون بالغاز من أجلها، نعتذر لأنها ستكون مغلقة هذا العام .. 

نعتذر من أحبائنا وأهلنا في الضفة المحتلة وقطاع غزة الذين ينتظرون أيام الجمع في رمضان كي يُشبعوا ذاك الشوق بلقاء الحبيبة والحبيب (القدس والمسجد الأقصى)..

هذا العام لن تُعلّق المظّلات الواقية من الحرّ، ولن تُجنّد المتطوعات في قبة الصخرة والمتطوعون في باقي المصليات والباحات، لن تجنّد لجان كشفية في خدمة المصلين، ولا حتى الفرق الطبية التي اعتدنا أن نرى خيامها في كل مكان.. 

لن نرى سيارة الإطفاء وهي تقف أيام الجمع أمام حشود المُصلّين في باحات المسجد الأقصى ترشهم وتحاول أن تخفف الحر عليهم ، ولن نرى فرحة الجميع صغارًا وكبارًا يتسابقون كي يُغرِقوا أنفسهم في هذه الماء، ولن نرى فرحة الأطفال في الباحات.. 

لن نرى المحال التجارية في البلدة القديمة تفتح أبوابها مستقبلة زوار المدينة، التي لطالما انتعشت حركتها في رمضان بعد ركودها معظم أيام السنة، ولن نرى أصحابها يحملون رشّاشات المياه التي ينتظرها المصلون أثناء خروجهم من أبواب الأقصى.. 

لن نرى تلك المقاعد البلاستيكية التي يضعها أهل الخير عند أبواب منازلهم لكبار السن ممن يمشون مسافات طويلة منذ لحظة نزولهم من الحافلة وحتى المسجد الأقصى بسبب إجراءات الاحتلال وإغلاق الطرق..

قد تفتح محلات الخبز والأفران، لكن ماذا عن “العجقة” التي نحبّها عند محل “البرازق” في باب حطة، وماذا عن رشفة القهوة التي نشربها من أهلنا في الحي ذاته بعد انتهاء صلاة التراويح، وماذا عن احتفالات الخميس وأناشيد فرقة الرازم وأبنائهم الذين يلبسون الأثواب الفلسطينية المطرّزة ..

ماذا عن الروحانيات وصلوات الفجر في المسجد الأقصى، وانتظار موعد الإفطار، قرآن، دعاء، ابتهالات، وفي نهاية النهار صوت مدفع رمضان، ثم التراويح .. أتتخيّلون رمضان بلا تراويح في الأقصى أو المساجد بشكل عام !! 

اعتذروا منّا وقالوا لن تُزيّن البلدة القديمة هذا العام لا خوفًا من أحد، بل خوفًا عليكم وعلى أحبابكم، ابقوا في منازلكم، وادعوا الله أن يُزيل الوباء والغمّة عن الأمّة.