شبكة قدس الإخبارية

ورد غزة يذبل تحت وطأة كورونا والحصار

wabqm5o83g82
دعاء شاهين

رام الله – خاص شبكة قدس: يجلس المزارع الفلسطيني ماهر أبو دقة يراقب بعين الحسرة ما حل بأرضه الخضراء المكسوة بالزهور الملونة لكنها ذبلت وأصبحت طعاما للماشية بعد انتظار ستة شهور لموعد قطفها شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وتبلغ مساحة الأرض المزروعة لدي أبو دقة 6 دونم تتنوع في إنتاج مئات الزهور بأصنافها المتنوعة التي تغمر الأسواق المحلية في موسمها، لكن الحقيقة هذا العام تدهور الموسم بالكامل إذ تكبد المزارع خسائر كبيرة بعد أن تم إعلان حالة الطوارئ إثر جائحة كوفيد 19-كورونا الذي اجتاح العالم.

ويقول المزارع أبو دقة إنه بدأ في زراعة الزهور شهر سبتمبر/كانون أول العام الماضي على أمل أن يتم إنتاج المحصول مع بداية موسم ازدهاره، كما هو معروف بفصلي الربيع والصيف، فتكثر المناسبات الاجتماعية ويزداد الطلب عليه، لكن الانتظار ذهب سدى دون أي فائدة وبدل عرض الورود خلال باقات لبيعها تم اتلافها للماشية".

 ومع بداية 20 مارس الماضي يتلف المزارع يوميا قرابة الـ 5000 زهرة في مزرعته فيما بلغت قيمة خسارته نتيجة ذلك 50 ألف دولار أمريكي، مما دفعه لتسريح العاملين لديه والذي يبلغ عددهم 10 مزراعين يعيلون أسرهم وباتوا في مهب الريح دون أي مصدر دخل بعد أن كان اعتمادهم الرئيسي على مهنة الزراعة.

94614489_153847689392040_2489237605946753024_n
 

ويضيف: "ما ألم بنا بسبب الكورونا مصيبة كبيرة ليس أصبحنا الآن بلا مصدر دخلـ ناهيك عن المصاريف اليومية التي يحتاجها ما تبقى من المحاصيل وتصل لـ 500 شاقل إسرائيلي تتنوع ما بين ثمن أسمدة وأدوية زراعية، مياه، كهرباء، كذلك ثمن أجرة ما تبقى من أيدي عاملة".

  ومنذ بداية الحصار يعاني القطاع الزراعي من قيود مشددة مفروضة عليه بسبب إغلاق المعابر وفي عام 2012 تم منع التصدير فكانت الزهور تصدر لهولندا، لكن الآن فباتت يحقق منتج الزهور اكتفاءً ذاتيا، كذلك تعرض المزراعين العاملين في الأراضي الزراعية الشرقية لعدة انتهاكات من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي وتجريفهم لمساحات واسعة من الأراضي المزروعة ورود، ولم يكن هذا فحسب بل جاء فايروس كورونا حتى دمر المحصول كليا.

94104048_255621998913034_7445079340917719040_n
 

أما المزارع سهير حجازي هو الآخر أعدمت الكورونا موسم الزهور لديه فكانت خسارته كبيرة وذات عواقب وخيمة وفق وصفه فأمامه الكثير من الالتزامات على كاهله كان ينتظر قطفها بالربيع لبيعها في الأسواق وتحقيق مكاسب له.

وأضاف حجازي لـ "شبكة قدس": "منذ بداية حالة الطواري منتصف مارس تقريبا، تم إتلاف 70 ألف زهرة لاوندا بلغت تكلفة زراعتها من بدابة نوفمبر الماضي إلى الآن 35 ألف شاقل إسرائيلي كونها تحتاج لدفيئات معينة أساليب تقنية حديثة في الزراعة، إضافة لإتلاف 30 ألف زهرة من الجوري بلغت تكلفة زراعتها 55 ألف شيكل، ووصلت خسارتي بالمجل هذا الموسم لـ70 ألف دولار أمريكي".

93995812_249750523078407_1409847745333690368_n
 

وأوضح أنه منذ الأعوام السابقة كان انتاج الزهور ضعيفا جدا، مقارنة للحالة الاقتصادية التي كان يعيشها هذا القطاع الزراعي بفعل الحصار وممارسات الاحتلال الاسرائيلي الذي قام بتجريف أرضه الزراعية عام 2013، لكنه أعاد زراعتها وأحياءها من جديد فكانت تنتج له أكثر من 800 زهرة من كل صنف يوميا، ويبدو أن قدره يلاحقه حتى رغم اختلاف المسبب فإن كان قد سلمت زهوره من الاحتلال لم تسلم من فايروس كورونا هذا العام.

في السياق ذاته، قالت الناطق باسم وزارة الزراعة بغزة أدهم البسيوني إن قطاع الورود هو جزء من القطاع الزراعي لذي تضرر بسبب أزمة كورونا لاعتماده بشكل أساسي على الحركة الشرائية المحلية فلم يعد هناك طلب عليها نتيجة أزمة كورونا لا سيما بعد إغلاق صالات الأفراح.

93936759_224331862133273_8534403804483813376_n
 

 وأضاف البسيوني لـ "شبكة قدس": "مساحة الأراضي المزروعة بأصناف الزهور في قطاع غزة تقلّصت لـ11 دونم ينتج قرابة 20 ألف زهرة خلال الموسم ومؤخرا بسبب ضخ مياه عادمة على الأراضي الزراعية شرقا من قبل الاحتلال الاسرائيلي أدى لتدهور الكثير من شتلات الورود".

وتابع قائلاً: "توقف التصدير للخارج بفعل الحصار، وجاءت أزمة كوفيد 19 -كورونا لتزيد الأمر أكثر سوءً حتى بلغ حجم خسائر هذا القطاع قرابة المليون دولار أمريكي؛ لسبب أن تكلفة الدفيئات التي تزرع فيها الورود عالية مقارنة بالمحاصيل الزراعية الأخرى".

وعن دور الحكومة بغزة تجاه دعم هذا المنتج ومزارعيه، نوه البسيوني إلى أنه تم تخصصيهم ضمن المنحة الحكومية بتمويل من لجنة العمل الحكومي كجزء من الحلول لتعويض خساراتهم الانتاجية ومستلزمات الانتاج، كذلك هنالك استراتيجية للتواصل مع جهات في مؤسسات دولية لوضع استراتيجية مشاريع في القطاع الزراعي بشكل عام ومن ضمنهم مزارعي الورود.