شبكة قدس الإخبارية

باحث فلسطيني من غزّة يسجل براءة اختراع في الفيزياء

991
هدى عامر

غزة- خاص قُدس الإخبارية: تمكّن الباحث الفلسطيني سامح الطناني، مؤخرًا، من تسجيل براءة اختراع جديدة، في مكتب براءات الاختراع الأمريكي في مجال الفيزياء، ليكون أول باحث فلسطيني من قطاع غزة بهذا المجال.

الباحث الطناني من مواليد ليبيا، قدم إلى قطاع غزة في سنوات طفولته الأولى، ودرس في مدارس بيت حانون شمال قطاع غزة، وأكمل دراسته الجامعية لمرحلة البكالوريس، وتخرج بالترتيب الأول على قسم الفيزياء وكلية العلوم في جامعة الأزهر.

"لماذا الفيزياء؟" كان دائمًا جاهزًا للإجابة، بأنه "الشغف"، والرغبة في تقديم كل ما هو مميز ومفيد، فالسنوات العشرين التي عاشها في غزة، خلقت في روحه رغبة بالخروج من المعاناة إلى فكرة مساعدة العالم، وصناعة اسم في مجال جديد.

تقدم الباحث سامح لدراسة الماجستير في مجال الفيزياء بالجامعة الإسلامية بغزة، وفي المراحل الأخيرة، أقدم الاحتلال على هدم منزله بالكامل وإتلاف جهاز الحاسوب الخاص به وبالتالي ضياع أبحاثه، وذلك خلال العدوان على غزة عام 2014.

لاحقًا، قرّر السفر إلى الخارج، بعد حصوله على منحة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والتي تصنف ضمن أفضل 200 جامعة حول العالم حسب تصنيف العالمي QS للجامعات.

كما عاود استكمال الدراسة بالجامعة الإسلامية عن بعد وكذلك مناقشة رسالة الماجستير بمساعدة من مشرفه د. محمد شبات، الحائز على جائزة "جاليلو" الدولية عام 2006، وبتشجيع د. أمل الكحلوت. ونال درجة الماجستير بمجال الفيزياء من جامعة الملك فهد، عام 2017. وبذلك يصبح حاصلًا على شهادتي للدراسات العليا بمجال الفيزياء. وله عدة أعمال وأبحاث منشورة بمجلات علمية حول العالم.

وبتشجيع من مشرفيه، تقدّم الباحث الطناني إلى مكتب براءات الاختراع الأمريكي ببحثه 25 أبريل/ نيسان 2018، وبدأت المنصة بنشره للباحثين في 2019 للاستفادة منه، قبل أن تعتمده بشكلٍ رسمي.

ومنح مكتب براءات الاختراع الأمريكي "patent"، براءة الاختراع رسميًا للباحث الفلسطيني في مجال الفيزياء البيئية، في 7 ابريل/ نيسان 2020، برفقة مشرفيه بالجامعة "د. عبدالعزيز الجلال، ود. واثق البشير، ود. خالد القاسمي"، بعد التأكد من تفرده بالفكرة والبحث والابتكار حول العالم.

ماهية الاختراع

وتتمحور براءة الاختراع، حول طريقة قياس تركيزات NO2 مع شعاع ليزر متعدد الأوضاع، وهي تقنية جديدة ومنافسة باستخدام الليزر القابل للتحكم بطوله الموجي وفق ما يتطلبه الكشف عن نسبة وتركيز "غاز ثاني أكسيد النيتروجين" السام، والموجود في الهواء المحيط، ومقارنتها بمعايير تصنفها منظمات الصحة العالمية.

ويُعدّ الغاز المذكور، مسؤول بشكلٍ أساسي ومباشر عن صحة الملايين حول العالم، ومصدره عوادم السيارات والأجهزة بمختلف أنواعها.

ووفقًا للموقع الأمريكي، فإن شعاع الليزر متعدد الطيف، يوفر طيفًا نفاذية عالي الدقة، عند تقاطع امتصاص قسم من جزيئات NO2، ونظام لقياس تركيز NO2 في الخليط الغازي. يتم توفير تركيبات مختلفة من تجسيدات النظام والطريقة.

وفيما يتعلق بتفاصيل الاختراع، أوضح أن الاختراع يختلف عما توصل إليه باحثون سابقون، بأنه يستخدم أشعة الليزر للقياس، في حين كان يستخدم ضوء ذو طول موجي واحد في الكشف، وهذا يسبب عدم دقة في الكشف عن نتائج الغاز، مقارنة بابتكاره الذي يزيد من دقة النتائج بشكلٍ فائق، وتأسيس تقنية متينة وفعالة جدًا.

وعلى سبيل المثال، فإنّ أحدث المشاكل في مدينة "نيودلهي"، تتمثل بعدم صفاء الجو هناك وخطره ع صحة البشر، فتتمكن التقنية من قياس نسبة الغاز فيها ومقارنة النتائج بالمعايير العالمية للصحة، وتقدير الخطر الواقع على السكان ومنازلهم وصحتهم.

وحول التحديات التي واجهت الطناني، قال إنها تمثلت بالدراسة العلمية وإجراء الأبحاث، في الوقت الذي يعيش فيه بعيدًا عن عائلته ولا يستطيع زيارتهم نظرًا لظروف المعبر، إضافة إلى متابعة البحث عن كل ما هو جديد ومميز وصولًا لبراءة الاختراع.