شبكة قدس الإخبارية

بيت لحم .. من الصدمة الأولى إلى التعافي

asdtn2h6ow2j

بيت لحم المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: كانت الصدمة كبيرة بإصاباتها بفيروس كورونا، بضع إصابات، سرعان ما انتشرت بين المُخالطين للمُصابين الأوائل، لم تكن تلك الأزمة سهلة لا على المصابين ولا سكان محافظة بيت لحم، لكنها استطاعت بعد الصدمة أن تتعافى بعزيمة وإرادة قويّة.

بيت لحم التي سجّلت 46 إصابة منذ الخامس من شهر آذار/ مارس الماضي وحتى اليوم، تعافى 16 منهم، وما زال ثلاثون آخرون يخضعون للعلاج إمّا في المراكز الطبية أو الحجر المنزلي ومتابعتهم من قبل طواقم وزارة الصحة الفلسطينية.

يقول محافظ بيت لحم كامل حميد في حديث لـ”قدس الإخبارية”: “بعد نحو شهر، بيت لحم ما زالت صامدة في مواجهة هذا الفيروس، متحدية كافة الظروف، حيث يفخر بها كل أبناء شعبنا الفلسطيني”.

ويضيف أن “الصدمة الأولى بدأت في بيت لحم، وكانت قاسية جداً، حيث شهدت ارتفاعًا كبيرًا في عدد الإصابات في بداية الأزمة، لكنّ التحرّك العاجل والسريع والشامل وتحمّل أهالينا في المحافظة كل الإجراءات الصعبة والمتشددة كان له دور إيجابي في إدارة الأزمة".

ويشير إلى أن أهالي بيت لحم تحملوا الأوضاع والتشديدات بروح عالية والتزام كبير، رغم أنه لم يكن هناك تجربة سابقة ونماذج يُحتذى بها، ولكن الجهود تضافرت، والالتزام كان في كل شيء.

بحسب المحافظ، هناك حالة من الوعي سادت بين أهالي بيت لحم، إلى جانب التعوّد الكبير على الظروف والإجراءات.

ويحذّر قائلًا: "صحيح أن هناك حالات تعافي في صفوف المُصابين بالفيروس، إلّا أن الخطر ما زال مُحدقًا"، ويضيف: “الشعور لدى الجميع أن هناك حالة من السيطرة في المحافظة، هذا صحيح، لكنها محفوفة بالمخاطرة، فلا نستطيع القول بأننا تجاوزنا الأزمة والخطر، ولكن هناك نوع من تجربة الحياة المختلفة في المحافظة”.

سبعون حاجزًا بشريًا وترابيًا وحديديّاً وُضعت في كافة أنحاء المحافظة، إلى جانب تواجد اللجان الشعبية من متطوعين ورجال أمن في مناطق “سي”، وفرض أمر واقع في بعض المناطق الالتفافية وعلى الشوارع وبجوار المستوطنين.

أمّا عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية يقول حميد لـ”قدس” إنها “مستقرّة ومستتبّة، وهناك توفر في كل شيء تقريباً، ولكن صعوبة الظروف تطغى على كل شيء ويتأثر بها الجميع”.

وعن استقبال العمّال الفلسطينيين خلال الأيام القادمة، أكد المحافظ أن هناك أكثر من 25 حاجزًا شعبيًا وأمنيًا وتنظيميًا وتطوعيًا في كل القرى في محافظة بيت لحم، للتعامل مع أبنائنا العمال القادمين من الداخل المحتل، وبعد زيارة هذه الحواجز شعرنا بأن العمال لديهم مسؤولية عالية والتزام مطمئن سواء منهم أو من قبل أهاليهم من خلال توفير غرف حجر داخل المنزل، أو استبعاد أفراد منهم إلى منازل عائلات أخرى من الأقارب من أجل توفير مكان لحجر العامل.

ويبين أنه من المتوقع أن يتم تسجيل إصابات جديدة، لكن الاستعدادات موجودة ومطمئنة، في ظل حالة من الترقّب والانتظار للعمال، لافتًا إلى أن عددًا منهم وقّع على تعهّدات بالتزام الحجر المنزلي، كما أن الطواقم الطبية ما زالت تأخذ عيّنات بشكل عشوائي في كافة أنحاء المحافظة.

وعن الاحتلال، قال إن هناك حالة من الاستهتار والتآمر المتعمّد من قبل الإسرائيليين لإيقاعنا في إصابات عديدة، وضرب النسيج الداخلي، أو إظهار فلسطين بالضعيفة حتى يكون لديهم مبرر للتدخل في شؤوننا.

اليوم، بيت لحم تنظر إلى عدد المصابين الثلاثين الذين ما زالوا في المراكز الطبية والحجر المنزلي، بترقّب، وتنتظر خبرًا مُفرحًا وسعيدًا يُعيد إلى المدينة الحياة فيها.