شبكة قدس الإخبارية

“الأمومة تجمّدت بغياب شروق”  ..

qts2qqx6sujl
فاطمة محمد أبو سبيتان

القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: “يقولون بأن اليوم هو يوم الأم، لكنّ الأمومة انتهت وتوقفت بغياب شروق، أنا أنظر إلى جميع أبنائي وهم حولي، لكني أرى فيهم شروق، لقد كانت روح المنزل”.

بصوتها المُتعب والقلِق على ابنتها، تقول سميرة دويات والدة الأسير شروق (23 عامًا) لـ”قدس الإخبارية”:” لم أرها منذ نحو أربعين يومًا، ولا أعلم كيف حالها، هل تسمعني عبر الإذاعة، أم أن الاحتلال يشوّش عليهنّ، نعيش فترة صعبة، لا نعرف عنهنّ أي شيء، لا زيارات، لا سماح للمحامين بالزيارة أيضًا”.

وتُضيف: “لدي سبعة أبناء ما بين إناث وذكور، لكنّ شروق الأغلى بينهم، لقد كانت روح المنزل وفرحته، مرحة جدًا، تحب المزاح، وتعيش الحياة بكل تفاؤل، وكانت قد بدأت بدراسة التاريخ والجغرافيا في جامعة بيت لحم قبل اعتقالها لكن الاحتلال حرمها من تحقيق ما أرادت.

بالعودة لتاريخ اعتقالها، نستذكر حينما أطلق مستوطن الرصاص عليها قرب "باب المجلس" في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، وذلك في الـ11 من تشرين أول/ أكتوبر 2015، حينها ادّعى بأنها حاولت طعنه، لكنّ شروق دافعت عن نفسها وضربته بحقيبتها حينما حاول الاعتداء عليها ونزع حجابها بحسب الشهود، فأُصيب بجروح طفيفة في رأسه.

أمّا شروق فأُصيبت بالرصاص في شرايين كتفها حيث أجريت لها عدّة عمليات في مشافي الاحتلال قبل تحويلها إلى سجن “هشارون” ثم إلى سجن “الدامون” حيث يحتجزها الاحتلال مع بقية الأسيرات في ظروف سيئة للغاية.

تقول والدة شروق لـ"قدس": “في يوم الأم من كل عام كان أبنائي يتجمعون حولي يحضّرون مفاجآتهم وهداياهم، فأرى بتجمعهم حلاوة هذا اليوم، لكنه لم يعد كذلك، فالأمومة تجمّدت بغياب الغالية”.

شروق التي تقضي وقتها في السجن تُطالع الكتب التي يُسمح لذويها بإدخالها، وتتعلم أحكام التلاوة والتجويد، وتلعب الرياضة، كانت تريد أن تدرس التاريخ والجغرافيا قبل اعتقالها، لكنها اليوم تُريد دراسة المحاماة التي تسمح لها بالدفاع عن حقوق الأسيرات بشكل خاص والمرأة بشكل عام.

والدة شروق ستصبر على حكم الاحتلال الجائر بحق ابنتها بسجنها لمدة 16 عامًا، ولم تقبل محكمة الاحتلال “العليا” بتخفيض المدّة نهائيًا، لكن الأمل بالله وحده هو من سيجلعها تصبر حتى يأتي الفرج القريب وتنال شروق حرّيتها.

شروق ولحظة الحكم عليها في الـ25 من شهر كانون أول/ ديسمبر عام 2016 قالت في قاعة المحكمة: "16 سنة .. بس أنا طالعة من السجن".

الأسيرة شروق من مدينة القدس وهي إحدى الأسيرات الـ43 اللواتي يحتجزهن الاحتلال في سجن “الدامون”، من بينهن 17 أمّاً حرمهنّ الاحتلال من احتضان أبنائهنّ.