شبكة قدس الإخبارية

مسافر يطا .. حكاية فلسطينيين تشبّثوا بالأرض رغم العناء والتضييق

c07sxty5nrqu

الخليل المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: منذ عقودٍ طويلة يعيش الفلسطينيون في مسافر يطا على تلال جنوبي الخليل، ويُحاول الاحتلال تهجيرهم من قراهم بغية تحقيق مطامعه وأهدافه الاستيطانية، لكنّم يُقابلون ذلك بالصمود والصّبر.

16 خربة فلسطينية تقع في نهاية سلسلة جبال الخليل باتجاه هضبة النقب المحتل، يقطنها نحو 2200 فلسطيني، مساحة مسافر يطا تصل لـ65 ألف دونم تقريبًا، جزء كبير منها تحت سيطرة الاحتلال. 

مع نهاية السبعينيات، بدأ الاحتلال ببناء جدار ديمغرافي لفصل المسافر عن محيطها، من خلال إقامة مستوطنات فأنشأ؛ “بيت يتير”، “سوسيا”، “كرمئيل”، “ماعون”، “أفيجال”، “متسبي يائير” وغيرها من المستوطنات.

وخلال عام 1981 أعلنت سلطات الاحتلال أن معظم الأراضي “منطقة عسكرية مغلقة” على مساحة 35 ألف دونم من مسافر يطا، ما أدى إلى زيادة زيادة القيود المفروضة على حرية تنقل سكان الخرب (التجمعات الفلسطينية) وتقليص الحيز المتاح لهم لرعي ماشيتهم  إضافة لانعدام الأمن.

يقول رئيس مجلس مسافر يطا نضال أبو يونس لـ”قدس الإخبارية” إن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الخرب شبه يومية، فهؤلاء “زعران” كما وصفهم.

ويُضيف أنه منذ بناء تلك المستوطنات لم يعد المواطنون يعيشون بأمان، بسبب اعتداءات المستوطنين المتواصلة، إلى جانب منعهم من رعي أغنامهم في الجبال التي أصبحت سلطة “الطبيعة” التابعة للاحتلال تُلاحقهم بسببها.

ويُشير إلى أنه حتى عام 2016 كانت “سلطة الطبيعة” تُلاحق رعاة الأغنام الفلسطينيين، فلا تسمح لهم بذلك، وتصادر المواشي وتحتجزها في منطقة بعيدة، ثم تفرض غرامات مالية باهظة على الفلسطينيين بحجة دخولهم لتلك المناطق.

التعليم في مسافر يطا

بحسب رئيس المجلس، فإن أربع مدارس مختلطة، ثلاثة منها أساسية وواحدة ثانوية، تخدم أبناء مسافر يطا، إلّا أن المعلمين هم من مدينة يطا.

ويُشير إلى أن تضييقات الاحتلال المستمرّة وإغلاق الطرق المؤدية للمسافر، تؤثر على العملية التعليمية بشكل كبير، خاصة على المعلمين الذين يأتون من مدينة يطا كونهم سيسلكون طريقهم مشياً على الأقدام، ولن يصلوا في الوقت المناسب للدوام الرسمي.

هدم .. تجريف وتهجير 

أوضح أبو يونس لـ"قدس" أن آليات الاحتلال هدمت وصادرت عشرات المنشآت السكنية أو حظائر الأغنام أو المعدّات الخاصة بالفلسطينيين خلال العام الماضي.

وأضاف أنه خلال عام 2000 لجأ أهالي المسافر لمحاكم الاحتلال التي أصدرت أمراً احترازيًا ببقائهم في أرضهم، إلّا أن هذا الأمر لم يُنفّذ.

وأكد أن الاحتلال بدأ يتذرّع بعمليات الهدم بأن الفلسطينيين هناك يبنون قرب “مناطق إطلاق النار”، أو “بدون ترخيص”، فيهدمون ويصادرون.

واعتبر بأن تلك التضييقات تأتي ضمن التهجير القسري للسكان وترحيلهم من أراضيهم التي يعيشون فيها ما قبل مجيء الاحتلال. 

 

صباح اليوم، شرعت جرافات الاحتلال بإغلاق طريق خربة “شعب البطم” المؤدية إلى مسافر يطا، من خلال عمل حُفر عميقة في الأرض.

أوضح أبو يونس أن تلك الإجراءات تُعيق حركة الفلسطينيين وتقيّد تنقّلهم ما بين المسافر والمناطق المحيطة بها.

وأشار إلى أن الإغلاقات من شأنها منع السكان من تأمين اللوازم الأساسية لهم وشراء “العلف” لمواشيهم التي تُعتبر مصدراً أساسيًا لدخلهم. 

تضييق على الطواقم الطبية

في مسافر يطا يوجد عيادات خاصة تُشرف عليها وزارة الصحة بشكل جزئي، وبشكل دوري وأسبوعي، يحضر أطباء من وزارة الصحة إلى المسافر لعلاج الأهالي.

لكن في الثالث من شهر شباط/ فبراير الماضي صادر الاحتلال السيارة الخاصة بوزارة الصحة والتي تنقل الأطباء، بحسب أبو يونس، مؤكداً أنه منذ شهر لم يزر طاقم وزارة الصحة المسافر بسبب إجراءات الاحتلال.

ويُضيف أن أصعب الأمور التي حصلت في هذا الجانب، هو برنامج التطعيم الخاص بالأطفال والذي تأثر بفعل مصادرة سيارة الوزارة المشرفة على ذلك.

ورغم كل تلك الصعوبات والعيش غير الآمن في ظل اعتداءات المستوطنين واقتحامات الجيش، إلّا أن أهالي مسافر يطا لا يقبلون عملية تهجيرهم من أرضهم، متشبّثون بها وصامدون أمام الاحتلال.