شبكة قدس الإخبارية

مشاهد إنسانية وصعبة تُروى عن حادثة “الانفجار” في جامعة الخليل

86875459_503038230643501_2546375218037784576_n
فاطمة محمد أبو سبيتان

الخليل المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: صوتُ انفجارٍ هزّ أركان الجامعة، رافقه تطاير الزّجاج والأبواب والنوافذ، إصابات في كلّ مكان، جروحٌ وحروقٌ وإجهاض وحالات خوف وانهيار عصبي، أعقبت انفجاراً داخل حرم جامعة الخليل.

ورغم أن طبيعة الحدث تدعو إلى إخلائها فورًا، لكنّ الطلبة لم يهربوا أبداً، بل كانوا أول المُسعفين لطلاب وطالبات جامعتهم، لم يخرجوا من باحاتها إلّا بعد إخلاء جميع الإصابات والتأكد من ذلك.

مريم فطافطة هي إحدى طالبات الجامعة التي شهدت على هذا الانفجار، وتروي لـ”قدس”: “إن الحدث حصل في مبنى الشريعة، وكنا نجلس في ساحة العلوم (بجانبها)، حيث سمعنا صوت انفجار قوي رافقه تطاير الأبواب والنوافذ والدّخان”.

وتُضيف فطافطة أنها للوهلة الأولى اعتقدت بأن الاحتلال اقتحم الجامعة وأطلق القنابل داخلها، لكن خلال ثوانٍ قليلة بدأت ترى المُصابين والمُصابات يتهاوون على الأرض، جروحٌ في وجوههم وأيديهم، وكذلك هي أيضًا.

تقول: “أُصبت ولم أشعر بذلك، فأنا كنت أنظر إلى صديقتي سجود العملة، حملتها وكان وجهها مليئاً بالدّماء، فقد تأذّت كثيراً، تعرّضت لحروق في الوجه وانقطع وتر في يدها، ولم أعِ ما حدث إلا عند الساعة الثامنة من مساء أمس بعدما أُصبت بانهيار عصبي”.

وتشير إلى أن من بين المشاهد التي رأتها أن إحدى الطالبات من شدّة الانفجار وتلقّيها الإصابة بشكل مباشر نُزع حجابها، لنجد أحد الشبان قد نزع معطفه عنه ووضعه على رأسها، ونادى شبّانًا آخرين لحملها ونقلها للإسعاف.

وأكّدت أن الشبان لم يتركوا الجامعة، وحتى الطالبات، فكانوا يُسعفون بعضهم البعض، وينقلون المُصابين إلى سيارات الإسعاف وعبر السيارات الخاصّة التي قدّمت الدّعم والمساعدة في نقل المُصابين للمشافي في الخليل. 

الدفاع المدني أكد لـ”قدس” على ما تم نشره سابقًا من طرفه، بأن خللًا أصاب صمّامات الأمان في “البويلر”، وبسبب ضغط المياه الساخنة أدى لوقوع الانفجار.

ردّ الجامعة 

الجامعة وفي بيانها عقّبت على الحادث بأن “خزان المياه الساخنة الخاص بوحدة التدفئة المركزية قد تعرّض لخلل فني، ما أدى لانفجاره، وإصابة عدد من الطلبة بجروح طفيفة وحالة من التدافع والهلع، وتم نقلهم إلى المشافي القريبة لتلقي العلاج، حيث غادر معظمهم بسلام”.

وأضافت أن “إدارة الجامعة باشرت باتخاذ الإجراءات اللازمة بالتعاون مع أجهزة الدفاع المدني والجهات المختصة حرصاً على سلامة الطلبة”.

من جهته، قال عميد شؤون الطلبة صلاح الشروف إنه تجري عملية إعادة تأهيل وترتيب المكان بعد الانفجار الذي أدى إلى تسجيل عشرات الإصابات في صفوف الطلبة أمس.

وأضاف لـ”قدس” أنه حتى الساعة التاسعة من مساء أمس، غادرت جميع الحالات المشفى الأهلي، ما عدا تسع حالات فقط، حيث ما زالت تخضع للعلاج، ومن المتوقّع أن يغادر المُصابون المشفى خلال اليوم، ولن يبقى سوى من أفاد تقريره الطبي بوجوب بقائه تحت المراقبة.

وأضاف أن معظم الحالات كانت طفيفة، لكن أصعبها إصابة شاب بشظية في عينه، وقال: “تلك الحالة أثارت مخاوفنا، حتى حضر الدكتور التكروري وطمأننا بعد خضوع الشاب لعملية جراحية وطمأننا بأن العملية ناجحة ولم تؤثر على النظر”.

الإصابات 

وفي حادثة مؤسفة أيضًا، فإن إحدى الطالبات أجهضت جنينها بسبب خوفها من الانفجار، بحسب مدير المشفى الأهلي في الخليل، د.يوسف التكروري.

وأضاف في حديثه لـ”قدس” أن 102 من الإصابات الطفيفة والمتوسّطة وصلت إلى المشفى منذ حادثة الانفجار في الجامعة، تم إدخال عشرين إصابة وُصفت بـ”المتوسّطة” إلى الأقسام لتقديم العلاج اللازم لها.

ولفت إلى أن جميع المُصابين غادروا المشفى خلال ساعات المساء، باستثناء أربع حالات تخضع للمراقبة ولكنّ حالتها مستقرّة، ومن المتوقّع أن تغادر المشفى في أية لحظة.

وأكّد أن أصعب الحالات كانت جرّاء الإصابة بالوجه والعينين، حيث خضع شاب لعملية جراحية بسبب شظيّة داخل عينيه تم إخراجها وبحمد الله لم تضرّ بالنظر، إلى جانب شابة تعرّضت لجروح “عميقة” في الوجه، إضافة إلى الطالبة التي أجهضت جنينها بعد إصابتها بنزيف بسبب الخوف.