شبكة قدس الإخبارية

بلغ السيل الزبى

86315953_3159359330807613_5277506825204269056_o
أحمد زهران

لقد توالت اللقاءات الفلسطينية الاسرائيلية التطبيعية في الأواني الأخيرة بغطاء رسمي فلسطيني وتبادلات الزيارات بين تل ابيب ورام الله بحجة اختراق المجتمع الاسرائيلي، وصاحب هذه اللقاءات صخب واسع بين نشطاء الشعب الفلسطيني وخاصة أننا في مرحلة خطره تمر بها القضية الفلسطينية وعدم وجود شريك لسلام.

يروج المجتمعين أنهم يلتقون بإسرائيلي مؤيدين للحقوق الفلسطينية ويرفضون صفقة القرن، ولكن إذا اطلعنا على تاريخ بعض الشخصيات التي يتم الالتقاء بهم في أخر لقاء في تل ابيب فيما يسمى مؤتمر السلام:

*أبراهام بورغ وهو عضو كنيست سابق عن حزب العمل، وأنتخب عام 1995 لمنصب رئيس الوكالة اليهودية التي تهدف الى استيعاب المهاجرين اليهود في فلسطين وزيادة حجم الاستيطان.

*حاييم أورون وهو عضو كنيست سابق لحزب ميرتس، وكان سكرتير القيادة العليا لحركة هشومير هتسعير وهي منظمة عالمية للشبيبة الصهيونية، أُقيمت بهدف تنشئة الشبيبة اليهودية.

على حبّ أرض اسرائيل (فلسطين) والتطلع بالتالي إلى الهجرة إليها.

*ران كوهين وهو عضو كنيست سابق عن حزب ميرتس، ورئيس مجلس نواب الهستدروت العامة الجديدة وهي منظمة عمالية تعمل على دعم الاستيطان وتشجيع الهجرة إلى إسرائيل.

*اما ايهود اولمرت الذي التقى به الرئيس ابو مازن في واشنطن وعقدا مؤتمراً حول السلام الفلسطيني الاسرائيلي، فلا أعلم عن أي سلام سيتحدث اولمرت الذي ارتكب أبشع الجرائم في عدوانه على قطاع غزة عام 2008م.

وحتى لا أخلط الحابل بالنابل ولا أكون عَدَّميّ فأنا لست ضد أي اجتماع مع أي شخص يؤيد الحقوق الفلسطينية الثابتة وهي إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ذات سيادة وطنية وعاصمتها القدس وحق العودة وتقرير المصير وعدم شرعية الاستيطان ومصادرة الأراضي، وتهجير السكان بالقوة وتغيير الجغرافيا والديموغرافيا، وأيديهم غير ملطخه بدماء شعبنا ولم يخدم في جيش الاحتلال فأغلبية اليهود قد خدموا في الجيش " وبالمناسبة جميع من تم الاجتماع معهم أتموا خدمتهم بالجيش.

لم تكن هذه اللقاءات التطبيعية الاولى ولكن أصبحت عادة دخيلة على مجتمعنا أن يشارك في اللقاءات التطبيعية رؤساء بلديات فلسطينية ووزراء فلسطينيين سابقين ومسؤولين في مؤسسات فلسطينية وأن نرى المستوطنين يقومون بجولة في مناطقنا الفلسطينية برفقة مسؤول فلسطيني وان يتم استضافتهم في المكاتب ودعوتهم على موائد الطعام، على ما يبدوا أننا نعود الى فترة روابط القرى ؟؟

أعتقد أن المستوى الرسمي قد وصل إلى القاع المزدحم بالخذلان والتخاذل وما زال مراهن على استجداء الحقوق الفلسطينية من بعض الصهاينة المنتفعين من الصور واللقاءات التطبيعية، ولكن الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني المناضل يعتبر التطبيع ليس إلا طعنه في خاصرة النضال الوطني الفلسطيني وإنجازات حركة BDS وتكسير لمجاديفها التي تلاطم أمواج الصهيونية في كل دول العالم.

نحن بحاجة الى عنقود الكرامة الوطنية وإعادة الثقة بين الشعب والقيادة تحمل في طياتها استراتيجية وطنية فلسطينية تقاوم المشروع الصهيوني الاستعماري الاحلالي ونستعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية وأن نرى القيادة الفلسطينية على تواصل مع شعبها وإصلاح منظمة التحرير وإعادة هيكليتها بعد أن أصبحت هشة وضعيفة، ولا نريد لقاءات تطبيعية تمد جسور تطبيعية مجانية وتجمل وجه الاحتلال القبيح وتعطي غطاء لقادتها الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا واليوم يدعون أنهم مع معسكر السلام بعد أن أصبحوا خارج دائرة صنع القرار .

فهل من متعظ بعد أن بلغ السيل الزبى ؟؟