شبكة قدس الإخبارية

شيرين العيساوي.. تحكي صمود عائلة

القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: تحكي شيرين العيساوي، عن معاناة ممتدة تعيشها عائلتها، مع الاحتلال والاستعمار، منذ أن اختار جدها في الثلاثينات الانضام للثورة، التي رأى فيها طريقاً واحداً لتحقيق الحرية لفلسطين، ويصبح خياره مشتركاً لكل أبنائه وأحفاده.

تجربة شيرين مع الاعتقالات

كانت المرة الأولى التي اعتقلت فيها شيرين من قبل الاحتلال، في العام 2010، كما تبين "لقُدس الإخبارية"، وفي هذا الاعتقال تعرضت لتحقيق قاس في مركز "المسكوبية"، لمدة 30 يوماً، تنوعت خلالها وسائل التعذيب بين الضرب والشبح.

تقول شيرين: "خلال التحقيق كان ضباط مخابرات الاحتلال، يقولون لي: احنا كيف تركناكي من الأول تدرسي قانون، لازم منعناكي لأنك بدراستك وشغلك راح تضرينا".

وتضيف: "كان عملي في محاكم الاحتلال العسكرية، وتمكنت من الحصول على قرارات إفراج عن أسرى أطفال، بالإضافة لتوثيقي الانتهاكات التي تتعرض لها الأسيرات والأسرى الأطفال".

"هذه التقارير التي تحتوي على تفاصيل جرائم الاحتلال، بحق الأسرى، كنت أتواصل مع نشطاء حقوق الإنسان في أوروبا ويتم اطلاع الرأي العام عليها"، تبين شيرين.

وأضافت: "وفي الفترة التي كنت أعمل فيها بالمحاماة، كان الاحتلال يشدد إجراءاته على أسرى غزة، بهدف خلق مشاكل في القطاع للضغط على المقاومة من أجل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، فمنع عائلاتهم من زيارتهم أو إدخال النقود لهم عبر البريد".

"تمكنت من الحصول على قرار من المحكمة، يسمح لأهالي أسرى غزة بتحويل المبالغ التي يريدون إدخالها لأبنائهم لي، ثم أودعها لهم"، تقول شيرين.

وأوضحت: "بالإضافة لزيارتي للأسرى المعزولين، وتوثيقي لجرائم الاحتلال بحقهم، ورفعي مع عدد من المحامين، قضايا أمام المحاكم من أجل تحسين ظروفهم، وكنت أتواصل مع عائلاتهم لأطمئنها عنهم".

وأشارت شيرين إلى أن "مخابرات الاحتلال بدأت بالتحريض عليَ من أجل اعتقالي، بعد نشاطي هذا من أجل الأسرى، وكان واضحاً في المحاكم أن التهم الموجهة لي ملفقة والدافع الأساسي خلفها هو توثيقي للانتهاكات في السجون/ وكسري لخطط وزير الأمن الداخلي بحكومة الاحتلال لعزل الأسرى".

وقالت: "الاحتلال اعتقل عدداً من المحامين، الذين كان لهم دور في كسر سياسة الاحتلال بعزل الأسرى".

منع من مزاولة المهنة

تبين شيرين: "في العام 2013 بعد تحرري من الاعتقال، أصدرت النقابة الإسرائيلية، قراراً يمنعني من مزاولة المهنة، لمدة 3 سنوات، في القدس والداخل المحتل والمحاكم العسكرية".

وأضافت: "وبعدها بعام اعتقلتني قوات الاحتلال مجدداً، وتم الحكم عليَ بالسجن لمدة 4 سنوات، على تهم ملفقة بناء على تقارير من الشاباك، حول نشاطي خلال إضراب شقيقي سامر".

"في العام 2018 تفاجئت بتلقي دعوة من المحكمة أن نقابة المحاميين الإسرائيلية، تلقت دعوة ضدي، وتم إصدار قرار يمنعني من مزاولة المهنة لمدة 5 سنوات أخرى، وبعد استئناف المخابرات على القرار، أصبح لمدى الحياة"، تقول العيساوي.

"الحكومة الفلسطينية لم تؤدي الدور المطلوب منها للأسف بتوفير فرص عمل لنا"، تبين شيرين، "كما أنني تواصلت مع عدة مؤسسات فلسطينية للحصول على وظيفة لكنهم رفضوا ذلك، لأنهم يتلقون تمويلاً من الاتحاد الأوروبي، الذي يفرض عليهم التوقيع على وثيقة نبذ ما يسمونه الإرهاب".

3 شهداء وأسرى وجرحى

تقول شيرين: "جدي كان من مؤسسي الكشافة الفلسطينية وقاتل مع الثوار، منذ العام 1936، كما استشهد عمي أسامة بعد أن قاد دورية من الفدائيين، من جنوب لبنان إلى شمال فلسطين، في العام 1982، واشتبكوا مع قوة من جيش الاحتلال، وقتلوا عدداً من الضباط والجنود".

"وفي العام 1989 استشهدت جدتي، وثم شقيقي فادي في المواجهات بعد مجزرة المسجد الإبراهيمي، في العام 1994"، تضيف العيساوي.

وتشير شيرين إلى أن "طارق ابن شقيقها، فقد عينه بعد أن أصيب برصاص الاحتلال فيها، كما اعتقل ابن شقيقها فادي وتعرض لاعتداء وحشي من قبل عناصر وحدة المستعربين، الذين كسروا يده، وتركه الاحتلال لمدة 3 أيام دون علاج في مركز المسكوبية".

وأضافت: "وتعرض منزل شقيقي للهدم من قبل الاحتلال، في العام 2015، ولم يتم تعويضه حتى اللحظة، وفي كل اقتحام لبلدتنا العيساوية، يتعمد الاحتلال استهداف منزلنا بالرصاص وقنابل الغاز عدا عن المداهمات بشكل مستمر".

وتعرض شقيقها مدحت لعدة اعتقالات، حيث يقضي حالياً حكماً بالسجن لمدة 8 سنوات، فيما أعاد الاحتلال اعتقال شقيقها سامر في حملته على محرري "صفقة وفاء الأحرار".

كما يمنع الاحتلال شيرين وأشقائها من العمل في القدس المحتلة، حيث يرفض منعهم "حسن سلوك"، ويتعمد فتح ملفات ضريبة وفرض مخالفات باهظة عليهم.

صامدون

تقول شيرين: "نحن رغم كل ما يفعله الاحتلال بنا، لن نغادر أرضنا وسنبقى عليها، ونواجه هذا العدوان، حتى نعيش أحراراً في فلسطين، وحالنا كعائلة يشبه كثيراً من العائلات الفلسطينية والمقدسية، من اعتقالات وقتل وهدم بيوت".

وأضافت: "الاحتلال يزيد من قمعه في القدس، حتى توزيع الكعك بعد صلاة الفجر في المسجد الأقصى يريد منعه، لأنه لا يريد أي تلاحم بين فلسطيني المدينة، لكن يجب أن يكون الرد عليه بمزيد من الوحدة والتكاتف".