شبكة قدس الإخبارية

هل بدأ تقسيم الضفة؟

933

نابلس- قُدس الإخبارية: منذ ساعات ليل أمس وجرافات الاحتلال تعمل بشكل متسارع، على شق طريق استيطاني جديد؛ بهدف ربط مستوطنات جنوب نابلس بمستوطنات الأغوار.

هدير محركات جرافات الاحتلال لم يهدأ، فوق أراض زراعية خصبة يحرم أصحابها من الوصول إلى بعضها.

في العام 1967 طرح "يغئال ألون"، وزير العمل في حكومة الاحتلال، خطة حملت اسمه؛ تهدف الى تقطيع أوصال الضفة الغربية وتعزيز سياسة الفصل، وربط المستوطنات من "أرائيل" حتى مستوطنات "عيليه"، و"شيلو" والبؤر الاستيطانية المحيطة بها، بشبكة طرق كبرى مخصصة فقط للمستوطنين، تصل حتى مشارف نهر الاردن.

 شق الطريق في اراضي قرى دوما وقريوت وتلفيت والمغير جنوب نابلس، يبدأ من معسكر "جبعيت"، مرورا بأراضي عين الرشاش، وأم الحجر، وجورة الرسم، ورغبان، والزمارة، وام سويعدة، وصولا الى اراضي قرية فصايل بالأغوار الوسطى، حسب ما أكد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس.

وقال دغلس لمراسل وكالة "وفا"، إن الطريق الذي تعمل الجرافات به حاليا يصل طوله الى نحو 8 كيلومترات، ويمر من أراض زراعية خصبة تقع غالبيتها في قرية دوما، ويأتي ضمن مشروع ربط مستوطنتي "عيليه" و"شيلو" جنوب نابلس مع مستوطنات الاغوار.

وأضاف: ان الاحتلال ماض في تنفيذ خطة يغئال ألون، وزير العمل في الحكومة الإسرائيلية في العام 1967؛ التي تهدف الى تقطيع اوصال الضفة الغربية وتحويلها الى "كنتونات".

وبين أن عددا من الطرق التي اقرتها حكومة الاحتلال تم الانتهاء من بعضها كما حدث في النبي الياس بمحافظة قلقيلية، وطرح مشروع طريق التفافي حوارة من قبل حكومة الاحتلال؛ وذلك ضمن مخطط ضخم اقرته حكومة الاحتلال عام 2014 لشق عشرات الطرقات والشوارع الالتفافية لمستوطنات الضفة الغربية تمتد على طول 300 كم، والاستيلاء على عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، لتعزيز سيطرتها على مناطق واسعة في الضفة الغربية بما فيها القدس.

واكد دغلس أن مشروع شق الطرق من أخطر المشاريع التي تقوم حكومة الاحتلال بتنفيذها، من حيث المساحة والاستيلاء على المزيد من الاراضي وتقييد حركة المواطنين الفلسطينيين.

صفقة القرن التي طرحها الرئيس الاميركي دونالد ترمب بشكل رسمي، أعطت الضوء الاخضر لحكومة الاحتلال لشرعنة الاستيلاء على المزيد من الاراضي وتقسيم الضفة الغربية، والامعان بالمصادقة على المزيد من الوحدات الاستيطانية، وضم الاغوار التي يتغنى به رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع كل حملة انتخابية.

على الأرض، الواقع شق الطرق والبناء المتسارع في المستوطنات، موجود فعليا حتى قبل الاعلان عن صفقة القرن.

بشار القريوتي الناشط في مواجهة الاستيطان في قرى جنوب نابلس، قال "إن شق الطريق الاستيطاني شرعت به حكومة الاحتلال على حساب اراضي المواطنين في قرى تلفيت والمغير وقريوت ودوما، بعد فترة وجيزة من العمل على تسجيل هذه الاراضي ومشروع التسوية فيها."

وأكد القريوتي أن هناك تسارعًا ملحوظًا في عملية البناء في مستوطنتي "شيلو" و"عيليه"، والبؤرة الاستيطانية "شفوت راحيل"، مشيرا الى شق الطريق يهدف الى ربط هذه المستوطنات جنوب نابلس، بمستوطنات الاغوار.

وأضاف "أن شق الطريق من شأنه ابتلاع آلاف الدونمات من أراضي القرى سالفة الذكر، ذات الطبيعة الخصبة، والتي باشرت حكومة الاحتلال العمل بها دون سابق انذار او إخطار من أجل حق الاعتراض؛ بذريعة انها اراضي دولة او املاك غائب، مع العلم أنها ملكية للأهالي".

ويأتي مشروع الطرق الالتفافية الاستيطانية ضمن "خطة درج" التي تشمل 44 مخططا، أقرّ منها أكثر من 24، فيما لا يزال المتبقي قيد الدراسة، وبالمجمل يدور الحديث عن 300 كم من الطرقات يتطلب شقها الاستيلاء على حوالي 25 ألف دونم.

عبد السلام دوابشة رئيس مجلس قروي دوما، أكد أن الأراضي المستهدفة من القرية كانت مصنفة كمحمية طبيعية من قبل حكومة الاحتلال منذ العام 1987، والتي تقدر مساحتها بنحو 10 آلاف دونم، واليوم أصبحت مستهدفة لإقامة مشاريع استيطانية.

وبين أن العمل بشق الطريق بدأ في ساعات الظلام، ودون سابق إنذار عقب حرمان المواطنين من الوصول إلى هذه الاراضي واستهداف كل من يحاول الوصول إليها، مع العلم ان المستوطنين يتجولون فيها كما يرعون اغنامهم.

وقال إن شق الطريق يعني فصل بلدة دوما عن محافظتي رام الله ونابلس وعزلها تمامًا عن المحيط، مشيرًا إلى تخوفات من إقامة المزيد من البؤر الاستيطانية والتشجيع على البناء الاستيطاني بمحاذاة هذه الطريق.

وأضاف دوابشة، أن تنفيذ الطريق يعني الاستيلاء على المزيد من الأراضي والسيطرة على ينابيع المياه العذبة خاصة في منطقة فصايل التي توجد فيها عين ماء عذب.

المصدر: وفا: بسام أبو الرب