شبكة قدس الإخبارية

وهم المصالحة: عبث في مواجهة الموت

1020539873
زياد ابحيص

يصر بعض من النخبة الفلسطينية على العبثية حين يقدم "المصالحة وإنهاء الانقسام" باعتباره الحل لمجابهة كل التحديات، فهو الحل أمام الحروب والحصار وتهويد القدس وإعلان ترامب الاعتراف بها عاصمة للصهاينة

وهو الحل في مواجهة شطب عودة اللاجئين وشطب الأونروا ولمجابهة صفقة القرن وفي مواجهة التطبيع العربي ألا تكفي ١٣ عاماً من الدعوة البليدة المستمرة لنفس الحل لإدراك عقمها.

حتى لو كان الحل مثالياً ومناسباً من الناحية النظرية-وهو ليس كذلك في حالة المصالحة-هل يعقل أن يرهن شعبٌ يتعرض للتصفية الوجودية نفسه لنفس الحل ١٣ سنة متواصلة دون بدائل.

المصالحة وإنهاء الانقسام هي دعوة ميكانيكية تتصور أن الوحدة الوطنية هي وقوف الجميع في نفس المكان وإن اختلفت قلوبهم ومنطلقاتهم وتحالفاتهم وولاءاتهم؛ فأي نوع من الوحدة هذا.

المطلوب بات واضحاً وجلياً ويدركه معظم الناس من مواقعهم بعيداً عن تحجّر النخبة وتكلّسها المزمن:

المطلوب هو المقاومة بكل أشكالها الممكنة، وعلى رأسها الفعل الجماهيري لأنه يجمع بين الإمكانية والقدرة على التأثير وتحقيق الإنجازات.

الوحدة المطلوبة هي على أساس المقاومة، وكل فصيل أو مجموعة أو فرد يقف على أرضية المقاومة فهو جزء من الصف الوطني المعتبر، وكل من لا ينطلق منها فلا مرحباً به، والمصالحة معه تيه وضياع وتفريغ لمشروع التحرر من معناه، والتعويل عليه عبث مجرب لم ينتج إلا عجزاً وتراجعاً بل ومساهمة ضمنية في حصار المقاومة وتجريدها من موقعها كقيمة مطلقة لشعب واقع تحت احتلال.

أكثر أشكال "المصالحة" تسامحاً مع من لا يرى في المقاومة منطلقاً هو أن يتنحى جانباً، وأن يبحث عن خلاصه الفردي وأن لا يتصدى لمصير هذا الشعب، وقيادة فصائل المقاومة مخطئة وواهمة إذ تظن أن ممارسة عبث المصالحة السياسية على غير قاعدة المقاومة ذكاء وفهلوة سياسية، فأي "فهلوة" هذه التي يدوم بها حصارك ٢٠ عاماً؟!