شبكة قدس الإخبارية

ماذا نمتلك لمواجهة الصفقة؟

108636304
عبيدة سامي

سيخرج دونالد ترامب من داخل قصره الأبيض في واشنطن كاشفاً تفاصيل صفقته المزعومة بشأن فلسطين والاحتلال الإسرائيلي، وسط أجواء احتفالية يتحضر لها رئيس وزراء الاحتلال بنامين نتنياهو لهذا "الإنجاز" الذي يصفه بأنه صناعة للتاريخ.

"فماذا نمتلك لمواجهة الصفقة؟".. أولاً كسلطة فلسطينية فهي قادرة على قلب الموازين وتطبيق كل القرارات الصادرة عن المجلس المركزي والوطني الفلسطيني وإرباك المشهد بطريقة لا تخطر على بال، لكن هل هناك إرادة وجدوى سياسية من ذلك.

إن أول الخطوات التي تستطيع السلطة القيام بها وقف التنسيق الأمني وتطبيق سياسة المقاطعة والسماح بالمقاومة الشعبية وتعزيزها بطريقة تصل لمرحلة الانتفاضة بحيث نكون قادرين في مرحلة متقدمة من تحقيق نتائج ذلك.

ثاني الخطوات هو التوجه نحو غزة وتحقيق المصالحة على أسس وطنية عبر الالتقاء مع الجميع ببرنامج عمل وطني مشترك وفقاً لضوابط تتوافق مع الجميع وتحقق طموحات الشعب الفلسطيني.

ثانياً: حركة حماس هي الأخرى مطالبة بالتوجه نحو الاستمرار في مشروع المقاومة بعيداً عن محاولات التهدئة التي لم تعد تجدي نفعاً الآن في ظل ما تتعرض له القضية الوطنية، ففكرة التهدئة كان قائمة في فترات تسبق الوضع السياسي الراهن الذي وصلت إليه القضية الفلسطيني وبات تعزيز الاشتباك اليومي شعبياً وعسكرياً وسياسياً هو الحل الأمثل.

ثالثاً: الفصائل الوطنية: على هذه الفصائل جميعاً أن تحدد ضوابط وعمل مشتركة تعيد من خلاله ثقة الشارع الفلسطيني بها وتساهم في تعزيز الحضور الشعبي من أجل خلق حالة جماهيرية تتدحرج باتجاه الانتفاضة كسلاح استراتيجي.

أما شعبياً وهو الأهم فالفلسطينيين مطالبين قبل أي وقتٍ مضى بالتوجه نحو خيار الانتفاضة كخطوة استراتيجية أولى إلى جانب الكفاح المسلح المقاوم على أن تكون هذه متوازية في كافة المدن الفلسطينية وأن تتركز أكثر في الضفة والقدس المحتلة إلى جانب القطاع دون أن السماح للاحتلال بالاستفراد بمنطقة.

أما من دون إيجاد خطة عمل واضحة الملامح، فإننا قد نكون على أبواب مشهد متكرر مما حصل يوم نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة إسرائيلية، عبر خطابات وبيانات ومؤتمرات وقرارات بقية حبراً على ورق لم ينفذ أي منها للآن وبقية وسيلة للتلويح والتهديد بين فترة وأخرى.