شبكة قدس الإخبارية

ماذا يمتلك الفلسطينيون من وسائل للتعامل مع صفقة القرن؟

jhoixoplet8s
محمد سنونو

رام الله – خاص قدس الإخبارية: ينتظر الفلسطينيون هذه الأيام إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته تفاصيل صفقة القرن بعد دعوة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وزعيم حزب أبيض أزرق بيني غانتس تمهيداً لنشرها بصورة رسمية.

ومع حالة الانتظار يطفو على السطح هذه الأيام عدة أسئلة أبرزها الأدوات والوسائل التي يمتلكها الفلسطينيون لمواجهة الصفقة وسبل التصدي لها في ظل الحالة السياسية القائمة في فلسطين نتيجة لاستمرار الانقسام الداخلي.

وأجمع محللون لـ "شبكة قدس" على أن الفلسطينيين لا يمتلكون خيارات عديدة للتصدي للإعلان الأمريكي بشأن صفقة القرن في ظل الظروف الراهنة حالياً، وبقاء الانقسام الداخلي ووجود مشروعين سياسيين للسلطة الفلسطينية وحركة حماس.

في الوقت ذاته رأى مختص سياسي أن الفصائل والشعب الفلسطيني يمتلكون الكثير من الخيارات على وجه التحديد السلطة الفلسطينية والتي باستطاعتها الوقوف في وجه إدارة ترامب عبر سلسلة من الخطوات والقرارات وتنفيذه بصورة عملية.

خيار المواجهة

في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو إنه لا توجد خيارات عديدة لدى الشعب الفلسطيني للتصدي لصفقة القرن، معتبراً أن القرار الوحيد الذي يمتلكه الشعب الفلسطيني يتمثل في المواجهة فقط كونه الخيار الوحيد القادر على قلب الموازين.

وأضاف عبدو لـ "شبكة قدس": "غياب قرار المواجهة هو من أسهم في وصول الوضع الفلسطيني لهذه الطريقة، وعزز من الاستيطان في الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتين ودفع بالاحتلال للحديث عن ضم الضفة كلياً".

وواصل قائلاً: "لا نملك نحن كفلسطينيين خيارات عديدة لوقف هذا الهجوم الكاسح الذي يتشكل من النظام العالمي والذي تقوده الإدارة الأمريكية من أجل مصادرة كل الأراضي الفلسطينية على وجه التحديد في الضفة والقدس".

وأشار إلى أن الاحتلال لا توجد له أطماع جغرافية تتعلق بقطاع غزة فكل الأطماع تطبق على الأرض لضم حقيقي للضفة المحتلة كونها جزء من "إسرائيل" في العقيدة التوراتية لدى الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب تغيير وصف القدس باعتبارها عاصمة للاحتلال.

ولم يستبعد عبدو أن يتم حل السلطة ضمن خطوات الاحتلال والإدارة الأمريكية الخاصة بصفقة القرن خصوصاً أن السلطة فقدت دورها السياسي الذي قامت من أجله وتحولت اليوم إلى وظيفة إدارية إلى جانب العمل الأمني.

لا خيارات

في السياق ذاته، شدد الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن الفلسطينيين على الصعيد الرسمي سيما حماس والسلطة لا يمتلكون خيارات حقيقة، حيث حركة حماس لن تكون في وارد الدخول في حرب جديدة مع الاحتلال إلى جانب أن السلطة لن تفتح ساحة مواجهة مع الإسرائيليين.

وقال عرابي لـ "شبكة قدس": "تم نقل السفارة للقدس المحتلة واعترف ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال، ولم تفعل السلطة الفلسطينية أي من وسائلها السياسية للتصدي للموقف الأمريكي وخطة ترامب بل اقتصر الأمر على التهديد الكلامي والخطابي".

وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أن السلطة لم تستخدم وسائل المقاومة الشعبية حتى للتصعيد رفضاً للقرارات الأمريكية ولم تنفذ أي من توصيات المجلس المركزي لمنظمة التحرير أو حتى اللجنة التنفيذية وظل الارتباط قائماً مع الاحتلال.

وعن ردة فعل حماس بغزة، استبعد عرابي أن يحصل شيء في ظل الظروف الحالية التي تعيشها فصائل المقاومة وعلى وجه التحديد حماس التي تعيش أزمات عديدة، أما السلطة فهي كممثل سياسي قام الاحتلال بإنهائها منذ فترة عبر الإدارات المدنية والتعامل المباشر مع الفلسطينيين في الضفة والقدس المحتلتين.

وينوه إلى أن الضفة الغربية والقدس المحتلة مهيأة لحصول انفجارات شعبية، مردفاً: "يجب ألا ننسى أنه ومنذ منتصف 2014 حصلت العديد من الهبات والحركات لمواجهة الاحتلال في الضفة ووارد أن يحصل انفجار شعبي".

ماذا يمتلك الفلسطينيون؟

من جانبه، ذكر الكاتب والمختص السياسي أحمد رفيق عوض أن هناك الكثير من الإمكانيات والوسائل التي يمتلكها الفلسطينيين من أجل الرفض الكامل للصفقة ومنع أي طرف عربي من التعاون معها ونزع الغطاء الشرعي عنه.

وقال عوض لـ "شبكة قدس" إن وصف ما يريد ترامب بطرحه بصفقة أمر خاطئ خصوصاً أن ما يطرح هو استفراد بالشعب الفلسطيني وإعادة انتاج للاحتلال بصورة جديدة ودون ثمن حقيقي يحصل عليه الشعب الفلسطيني.

وأضاف قائلاً: "السلطة الفلسطينية عليها أن تقوم بإعادة علاقتها بالذات مع إسرائيل لأن ما يجري هو فشل شديد ويضع السلطة في موقف محرج"، مردفاً: "على السلطة أن تعيد النظر في الأشياء لمربعها الأول وأن تعود لمنظمة التحرير".

وعن خيارات السلطة رأى عوض أنها بعد الإعلان عن الصفقة بصورة رسمية عليها أن تجيب عن مبررات وجودها كونه سيسبب الحرج لها، وستضطر إلى اتخاذ خطوات مثل إعلان العودة لجسم المنظمة أو تشكيل حكومة منفى أو حل نفسها والعودة للفصائل.