شبكة قدس الإخبارية

خالد عليان .. خرج يبحث عن بصيص أمل فلم يجد “قيس”

84063706_480555492838129_620235445531312128_n
فاطمة محمد أبو سبيتان

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: “سمعتُ بأن طفلاً من القدس قد اختُطف أو ضاع منذ ساعات العصر، ولم يعد لمنزله حتى ساعات المساء، وبدأتْ عمليات البحث عنه دون جدوى”، يقول الشاب خالد عليان.

ويُضيف الأسير المحرر عليان لـ”قدس الإخبارية” أنه خرج ومجموعة من الشبان من بلدة جبل المكبر جنوبي القدس، عند التاسعة مساء باتجاه الشمال نحو بلدة بيت حنينا، حيث تجمع مئات الفلسطينيين في محاولة لإيجاد خطّة للبحث عن الطفل المفقود قيس أبو رميلة.

ويُشير إلى أنه بعد ساعات من البحث المتواصل تقرّر أن يتم شفط عبّارة مياه في البلدة من خلال آلية تابعة لوحدة الإنقاذ الإسرائيلية، وفي الوقت ذاته تم إبلاغ الشبان أن هناك عبّارة أخرى قريبة من المكان، حيث هرعوا إليها بحثًا عن “قيس”.

ويُلفت إلى أن شرطة الاحتلال رافقتهم إلى المكان ولم تتعاون معهم ولم تقدّم لهم حتى الإنارة الكافية لمساعدتهم في عملية البحث، كما أن أحد عمّال الإنقاذ الإسرائليين رفض النزول إلى العبارة متحججاً بأن “المياه باردة”.

درجة الحرارة قاربت على الصفر مع ساعات مساء أمس، ويقول عليان لـ”قدس”: “لم نفكّر أبداً بالنزول إلى المياه رغم الأجواء الباردة، نزعت ملابسي، ولمدة نصف ساعة تقريباً بحثت أنا وشباناً آخرين عن الطفل المفقود، ولم نجد أحداً فيها”.

ويُضيف أنه والشبان خرجوا من المياه، وقام آخرون بتدفئتهم، وبعد ساعة تقريباً شعروا بالتعب نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم، ما استدعى تدخلاً طبياً.

طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نقلت ثلاثة شبان إلى مشفى المقاصد في جبل الزيتون (شرقاً) لمتابعة وضعهم الصحي بعد انخفاض درجة حرارة أجسادهم بشكل كبير.

ويؤكد عليان أن شرطة الاحتلال لم تتعاون مع الشبان الفلسطينيين، ولم يعرف ما السبب وراء عملية القمع واستخدام القوّة خلال عملية البحث عن “قيس”، مشيراً إلى استخدام القنابل الصوتية والسامّة والرصاص المطاطي والهراوات وكأنهم في “مواجهات” لا في مهمة إنقاذ طفل مفقود منذ ساعات طويلة.

بعدما هبّ الشبان الفلسطينيون من كافة بلدات وقرى القدس، وبعد عمليات بحث طويلة لعدّة ساعات في كل مكان في بلدة بيت حنينا، تم إيجاد الطفل “قيس” في العبّارة، ونُقل للمشفى في محاولة لإنعاشه، لكنه “رحل” وترك للقدس وجعاً أصاب القلب وتغلغل في ثنايا الرّوح.