شبكة قدس الإخبارية

“فجريات” .. دعوات حاشدة تُغيظ الاحتلال 

thumb-1.php

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: في الوقت الذي لاقت فيه حملة الفجر العظيم للصلاة في المسجد الأقصى ومساجد فلسطين المركزية، تفاعلاً لافتًا ومبادرات فردية تشجع على شدّ الرحال لها وأداء صلاة الفجر بها، حتى بدأت تصل هواتف الفلسطينيين في القدس والداخل رسائل نصية يُحاول الاحتلال من خلالها امتصاص الغضب الشعبي.

حمَلَت تلك الرسالة هذه الكلمات: “دولة إسرائيل ترحب بكم بوصولكم إلى المسجد الأقصى لقيام صلاة الجمعة .. الرجاء منكم الحفاظ على النظام .. من يخالف القانون سيعاقب”، حيث تلقاها الفلسطينيون بسخرية عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وأوضح المحامي خالد زبارقة أن العشرات من الشبان استفسروا حول هذه الرسالة من الناحية القانونية، وقال: “لا يوجد لها أي اعتبار قانوني وهي غير ملزمة قانونياً ولا يترتب عليها أي إجراء قانوني”.

وأضاف أن هدف الرسالة هو “زرع الخوف في نفوس الشباب وردعهم عن المشاركة في صلاة الفجر في الأقصى”.

وأشار إلى أن “دولة إسرائيل عليها أن تمنع الشرطة من استفزاز الشبان، وأن تأمر كل أفرادها بالخروج من المسجد الأقصى، وأن تكف عن التدخل في أموره؛ هذا هو الضمان لسلامة الجمهور والأمن العام في القدس”.

أمّا الباحث الفلسطيني زياد ابحيص فقال إنها رسالة “تزيد الغضب غضباً”، وأضاف أن الاحتلال “يحاول امتصاص الغضبة الجماهيرية ليظهر نفسه راعياً للمقدسات والشعائر، ويخاطب المقدسيين والفلسطينيين وكأنه هو من يملك الأقصى وهم الضيوف عليه”.

منذ شهر كانون ثاني/ يناير الجاري والاحتلال يُبعد شيوخ وأئمة المسجد الأقصى والشبان الفلسطينيين والنشطاء في القدس عن المسجد الأقصى لفترات متفاوتة، مُحاولاً تفريغ المسجد الأقصى من روّاده، حتى وصل عدد قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى نحو 55 قراراً منذ بداية العام الجاري بحسب رصد “قدس”.

لكنّ هذا الأمر قوبل بمزيد من الاحتشاد والدعوات لشد الرحال للمسجد الأقصى، حيث بدأت مبادرات فردية من ضواحي مدينة القدس بالتجمع في نقاط معينة لنقل المصلين من بلداتهم وقراهم للمسجد الأقصى في المدينة، وتمت كذلك دعوة جميع المُبعدين عن المسجد الأقصى بالصلاة عند أبوابه. 

لم تقتصر الدعوات على المسجد الأقصى والإبراهيمي فحسب، بل انتشرت الدعوات لـ“حملة الفجر” في عدة مساجد في الضفة المحتلة وقطاع غزة، المركزية منها، كونهم لا يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى بسبب الاحتلال وحواجزه.

ويقول ابحيص في ذلك “إن الفجر العظيم يسري روحاً في الأمة من المسجد الإبراهيمي في الخليل، من حيث ظن المحتل أنه حسم المعركة سرَت تلك الروح إلى الأقصى، ومنه إلى مساجد غزة، وها هي اليوم تنتقل إلى الشتات الفلسطيني في عين الحلوة في مسجد النور، وإلى الكويت في مسجد طلحة الأنصاري وإلى اسطنبول في جامع الفاتح وتمضي حتى جاكرتا في مجمع نور الأمانة”.

في الجمعة الماضية اعتدى الاحتلال على المصلين بالهراوات والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية في المسجد الأقصى، مُصيباً 15 فلسطينياً على الأقل، فكيف سيُقابل هذه الجمعة التي اعتذر فيها العديد من أئمة المساجد في القرى والبلدات الفلسطينية عن الخطابة من أجل أن يكونوا في صف المرابطين والمصلين في المسجد الأقصى.