شبكة قدس الإخبارية

هدى غالية.. حكاية صرخة البحر التي قادتها ليمين المحاماة

4xhlliwmpg9p
محمد سنونو

غزة – خاص قدس الإخبارية: أتذكرون تلك الطفلة التي كانت وعائلتها على شاطئ بحر غزة، حينما باغتهم الموت على شكل طائرة حاقدة ناقمة، أنزلت سُمّها على الرّمال، فقتلت والدها وعدداً من إخوانها وبقيت هدى شاهدة على جُرم الاحتلال الإسرائيلي، لكنّها لم تستسلم لذلك، بل خلقت الواقعة منها شابة قويّة طموحة أصرّت على دراسة المحاماة حتى تُحاكم قاتِل ذويها.

ولم يدُر في خلد الشابة غالية من قطاع غزة أن تدفعها المجزرة الإسرائيلية بحق عائلتها خلال نزهة بحرية عام 2006 للتوجه نحو دراسة القانون.

وفي أعقاب المجزرة التي تعرضت لها عائلتها قررت غالية آنذاك مواصلة الدراسة المدرسية حيث لم يكن عمرها يتجاوز 12 عاماً، حتى الوصول للمرحلة الجامعية ودراسة القانون من أجل ملاحقة قادة الاحتلال وتقديمهم للعدالة على مستوى المحاكم الدولية.

قالت غالية لـ "شبكة قدس" إنها قررت دراسة القانون في أعقاب المجزرة التي تعرضت لها عائلتها بدمٍ بارد من قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 2006، والتي أسهمت في تغيير ملامح الفتاة الفلسطينية وغيرت معها الطموحات والأحلام التي رسمتها بعد فقدانها لوالدها.

وأضافت: "دراستي للقانون كانت الهدف الذي رسمته لنفسي وكان يكبر معي عاماً بعد آخر، وها هو تحقق لكني ما زلت في بداية المشوار، وما يزال لدي الكثير من العمل حتى أنجز طموحي الذي يكبر معي منذ أن بدأت الدراسة".

ورأت غالية أن حلف اليمين القانوني لمزاولة مهنة المحاماة قبل أيام هي ضمن خطواتها المتواصلة لمزاولة مهنة المحاماة والعمل ضمن مؤسسات حقوق الإنسان المختلفة من أجل توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي وملاحقة قادته المسؤولين عنها.

وأردفت قائلة: "لدي الكثير من العمل الآن على طريق الوصول للهدف الذي وضعته لنفسي منذ أن فقدت عائلتي وانعكس ذلك سلباً على الناجين من عائلتي مثل والدتي وشقيقتي وشقيقي الذين تعرضوا لإصابات متفاوتة فيما كنت أنا الوحيدة السليمة بينهم".

ولا تخفي الشابة الفلسطينية أنها بحاجة لمساعدة الجهات الرسمية والجهات الحقوقية وصولاً لتحقيق حملها بالدفاع عن العائلات التي تعرضت لجرائم من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتم تصفية أفرادها بدمٍ بارد، حيث تشير إلى أنها لم تكن الحالة الوحيدة في القطاع ولن تكون الأخيرة بفعل جُرم الاحتلال.

وشددت غالية على أنها ستكثف عملها واكتساب المهارات والخبرات اللازمة للوصول إلى أعلى الجهات القضائية والدولية لملاحقة ومقاضاة قادة الاحتلال.