شبكة قدس الإخبارية

“بئر هداج” .. إحدى قرى النقب التي تُحارب “ريغافيم” وجودها 

قرى النقب
فاطمة محمد أبو سبيتان

فلسطين المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: لا يقبلون بالظلم حتى لو رُفعت الأسلحة في وجوههم، هم أصحاب الحق والأرض الشرعيين، الذي يصمدون كل يوم أمام آلة الهدم الإسرائيلية، فتعلو أصواتهم بـ”كفى للظلم والاحتلال والهدم”.

قرية بير هداج (بئر هداج) هي قرية فلسطينية تقع إلى الجنوب من صحراء النقب في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، تقطنها آلاف العائلات الفلسطينية البدويّة، التي تعوّدت على الحياة البريّة ويعتاشون من خلال رعي الحيوانات.

يقول رئيس مجلس القرية سليم الدنفيري لـ”قدس الإخبارية” إن ما يقارب 7 آلاف عائلة فلسطينية تقطن في القرية التي تقدّر مساحتها بنحو 6500 متر مربع، حيث يعيشون في منشآت سكنية عبارة عن خيام أو بركسات.

ويُضيف أنه خلال السنوات القليلة الماضية بدأت آليات الاحتلال بهدم عدّة منازل في القرية بحجة “عدم الحصول على تراخيص بناء”، ضمن الحملة التي شنّتها سلطات الاحتلال بحق قرى النقب، حيث هدمت ما يقارب عشرة آلاف منشأة فيها خلال السنوات الخمس الماضية.

ويُشير إلى أن توجه الأنظار حول قرى النقب تزايد بفعل ما قامت به جمعية استيطانية تدعى جمعية “المحافظة على الأراضي الوطنية” والتي تُختصر تحت اسم “ريغافيم”، من خلال تصوير منشآت الفلسطينيين وجمع معلومات حول مبانيهم في قرى النقب.

هذه الجمعية التي تأسست عام 2006 هي إحدى المنظمات اليمينية المتطرفة في دولة الاحتلال والتي تموّل من قبل الحكومة الإسرائيلية ويتم رصد ملايين الشواقل لها من الأموال العامة من خلال المجالس الإقليمية الاستيطانية بالضفة المحتلة، بحسب ما نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية قبل عامين. 

أحد مؤسسي تلك الجمعية هو بتسلئيل سموتريتش الذي ينشط بملاحقة ورصد البناء العربي في الضفة والجليل والنقب، بحجة عدم حصول الفلسطينيين على تراخيص بناء، وبات من المعروف أن سلطات الاحتلال لا تُعطي أي فلسطيني ترخيص لبناء إنشاءات جديدة، وفيما لو أعطتهم فتكون نسبتهم ضئيلة جداً.

في هذه القرية وبحسب الدنفيري فإن هناك مسجد وأربعة مدارس تعلّم من الروضة وحتى الثانوية العامة وبعض الحوانيت لخدمة أهلها، وهي قرية تم الاعتراف بها من قبل دولة الاحتلال عام 2003-2004، لكن منذ تولّي المتطرف “يائير معيان” منصب مدير ما تسمى بـ”سلطة تطوير وتوطين النقب” شنّ الحرب على قرى النقب. 

ويقول الدنفيري لـ"قدس": “إن معيان و”ريغافيم” الجمعية العنصرية والمدعومة من الحكومة تقدّم تقارير كاذبة ومضلّلة وتُلاحقنا عبر المحاكم الإسرائيلية لتهجيرنا من قرانا التي عشنا فيها وعاش أجدادنا قبلنا، فكيف يُمكن لنا أن نرحل من أرضنا، هؤلاء المتطرفون يقولون لنا احملوا أنفسكم وحلالكم (أي المواشي) وارحلوا من هنا، لكننا هنا صامدون فنحن أصحاب الحق، نحن الذين تعوّدنا على حياة البرّ والحلال”.

ويؤكد أيضًا أن فلسطينيين تلقّوا إخطارات بهدم منازلهم فقاموا بهدمها ذاتياً بسبب الغرامات التي تُفرض من قبل آليات “سلطة تطوير وتوطين النقب”، ويوضّح: “أن شرطة الاحتلال عندما تحضر بآلياتها وتهدم منازلنا تحصل مشادات ما بين الطرفين إلى جانب استخدام القوّة من قبل الشرطة، وذلك نلجأ لهدم منازلنا منعاً للمواجهات وترويع النساء والأطفال”.

قبل أيام، قامت شرطة الاحتلال باقتحام القرية، وسلّمت إخطارات هدم لعدد من المنازل، فحصلت مشادات كلامية ما بين سكان القرية وعناصر الشرطة، تبعها اعتداء “وحشي” من قبل الأخيرة على الفلسطينيين.

وقف شرطي إسرائيلي وأطلق النار في الهواء في محاولة لإبعاد الشبان عن عناصر شرطة الاحتلال، وانسحابهم من المكان، كما أُصيب فلسطيني خلال تلك الأحداث ما استدعى حضور الإسعاف لنقله للمشفى.