شبكة قدس الإخبارية

ماذا تعني عودة البالونات المتفجرة للانطلاق من غزة؟

ek4e13rjf5b2
هيئة التحرير

غزة – خاص قدس الإخبارية: بوتيرة متسارعة وكميات كبيرة، عادت البالونات الحارقة والمتفجرة للانطلاق من قطاع غزة صوب مستوطنات غلاف غزة على نحو مفاجئ بعد مرور أكثر من 3 شهور على توقفها بشكل كلي ضمن التفاهمات التي جرت بواسطة مصرية وقطرية.

وشهدت الأيام الثلاثة الماضية انطلاقاً متصاعداً في كميات البالونات والطائرات الورقية الحارقة المنطلقة من القطاع كان أبرزها سقوط بالون حارق في مدينة أسدود المحتلة عام 1948 والتي تبعد عن غزة أكثر من 40 كيلو متراً، في وقت رد الاحتلال بقصف صاروخي طال مواقعاً وأهدافاً تابعة للمقاومة بغزة.

ووفقاً لمعلومات فصائلية متواترة تحدثت لـ "قدس" فإن إطلاق البالونات الحارقة يأتي في ظل تعثر تفاهمات التهدئة وحالة المماطلة في تنفيذ الاتفاق وعدم مقدرة الوسطاء سواء المصريين أو حتى الأمم المتحدة على إجبار حكومة بنيامين نتنياهو على تنفيذ ما جرى التوصل له.

في الوقت ذاته، رجحت هذه المصادر أن تعود وحدات الإرباك الليلي للعمل من جديد في حال واصل الاحتلال تنكره لتنفيذ التفاهمات ولم يقم بوقف اعتداءاته اليومية والتي كان آخرها إغراق المحاصيل الزراعية للمرة الثالثة على التوالي شرق القطاع.

وحاولت "شبكة قدس" الحصول على تعقيبات رسمية من الفصائل الفلسطينية والهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى إلا أن هذه المحاولات لم تنجح نظراً لتحفظ الفصائل عن الحديث الإعلامي، في الوقت الذي أكد بعضهم أن التصور الكامل للمشهد سيكون الإثنين المقبل في أعقاب الاجتماع الدوري للهيئة.

من جانبه، ربط الباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة بين عودة البالونات الحارقة للانطلاق من غزة تجاه الأراضي المحتلة وبين فشل تفاهمات التهدئة ومحاولة الإسرائيليين شراء الوقت خشية من المزايدات الحزبية في ظل التحضير للانتخابات الثالثة.

وقال أبو زبيدة لـ "شبكة قدس" إن فصائل المقاومة ملت من محاولات الاحتلال التهرب من تنفيذ التفاهمات والمحاولة المستمرة لشراء الوقت، وأعادت البالونات الحارقة للمشهد تحت هذا التهرب وعجز الوسطاء الأمميين والقطرين والمصرين إجباره تنفيذه.

وواصل الباحث في الشأن العسكري قائلاً: "فشل الاحتلال والأحزاب المختلفة في تنفيذ تفاهمات التهدئة دفع بنتنياهو للتهرب من تنفيذ التفاهمات وخلال الفترة التي تسبق جولة الانتخابات يتهرب الاحتلال من تنفيذ هذه التفاهمات كما جرى في المرات السابقة".

وبحسب أبو زبيدة فإن الفصائل الفلسطينية ومن خلال إعادة النظر والتقييم الذي جرى للمسيرات اتجهت نحو سيناريو تقليل الثمن البشري وتعزيز التواجد للأدوات الخشنة مثل البالونات الحارقة المتفجرة وإطلاقها تجاه مستوطنات غلاف غزة.

وبين أن ما يجري من فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة حالياً هو تعزيز للضغط على الجبهة الإسرائيلية الداخلية في ظل المماطلة ووجود رغبة بعدم إبقاء هذه الجبهة هادئة للضغط على القيادة السياسية الإسرائيلية لتنفيذ ما تم التوصل لاتفاق بشأنه.