شبكة قدس الإخبارية

الأسير طارق مطر يواجه "ثلاثة ألوان من العذاب"

5s1j6ef8dti2

رام الله - خاص قُدس الإخبارية: إلى قاعة محكمة الاحتلال في "عوفر"، أحضر السجانون طارق يجرونه والقيود بقدميه، لكن والدته التي حضرت، منذ الصباح، كي تحظى بفرصة رؤيته ولو لدقائق، لم تعرفه، بعد أن تغيرت ملامح وجهه، جراء التعذيب الذي لاقاه خلال التحقيق.

اعتقلت قوات الاحتلال الأسير طارق مطر، كما يوضح والده ناصر مطر "لقُدس الإخبارية"، على حاجز زعترة جنوب نابلس، في شهر أكتوبر الماضي.

ويبين مطر أن، مخابرات الاحتلال حوَلت طارق للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور، قبل أن تنقله للتحقيق في مركز "المسكوبية"، وهناك "واجه أياماً قاسية من التعذيب الوحشي".

تنوعت أساليب التعذيب التي تعرض لها طارق، في "المسكوبية"، يقول والده، بين شبح "الموزة"، والضرب على جميع أنحاء جسده.

ويؤكد والده "لقُدس الإخبارية"، أن "أكثر من محقق كانوا يجتمعون على ضرب طارق وشبحه، الأمر الذي انعكس سلباً على وضعه الصحي، وسط إهمال طبي متعمد".

ويضيف مطر: "طارق يعاني من أوجاع في الظهر والتهابات في المفاصل والأقدام، وخلال محكمته قال للقاضي أن الطبيب كان يحضر إلى الزنزانة ولا يقدم له أي علاج، رغم معاناته من الأوجاع بشكل دائم ومتكرر".

وكان طارق قد تعرض سابقاً، لخمس اعتقالات، أمضى فيها أكثر من 5 سنوات معظمها بالاعتقال الإداري.

قبل شهور من اعتقاله، يقول والده، توجه طارق للسفر لسويسرا حيث حصل على منحة لدراسة الدكتوراة بعلم النفس، لكن الاحتلال منعه من السفر.

ويشير والده إلى أن، "طارق الذي جرب المعاناة في سجون الاحتلال، لسنوات طويلة، كانت رسالة الماجستير التي أنهاها في جامعة بيرزيت، عن "الأبعاد النفسية و الإجتماعية للمواجهة في زنازين التحقيق".

يعمل طارق مرشداً نفسياً في المدارس، وجاء الاعتقال ليبعده عن طلابه الذين تعلقوا به كثيراً، يضيف والده.

وأشار إلى أن "كثيراً من عائلات الطلاب الذين كانوا طارق يدرسهم، يتصلون بنا للاطمئنان عليه، وبعض الأطفال يطلب زيارته لشدة تعلقهم به وتأثرهم بأسلوبه في التعامل معهم".

لم يكتف الاحتلال باعتقال طارق وتعذيبه، بل أضاف لذلك منعه العائلة من زيارته حيث يحتجز حالياً في معتقل "عوفر"، الأمر الذي يضاعف من قلقها على وضعه، يبين والده.

يؤكد ناصر مطر "لقُدس الإخبارية"، إن "التعذيب الوحشي الذي لاقاه طارق ورفاقه، يجب أن يكون دافعاً للمؤسسات الحقوقية والإنسانية، لفضح جرائم الاحتلال، وللحكومة أن تتقدم بملفاتهم إلى محكمة الجنايات الدولية، بهدف ملاحقة الجناة والجلادين ومحاسبتهم".