شبكة قدس الإخبارية

يزن .. طفلٌ حُرم من التعليم والحريّة ودفء العائلة

mczah9rkb7wn
فاطمة محمد أبو سبيتان

فلسطين المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: كانت تلحقُ به وهم يجّرونه مكبّلاً من يديه ورجليه، بين أروقة المحكمة، تُحاول أن تُشبع نظرها منه، فهي لا تستطيع احتضانه، وهو كذلك يبعث لها “قُبلات على الهواء” متمنيّاً لو أن هذا القيد الذي يشدّ يده لم يكن.

“أم نادر” فروخ هي جدّة الأسير يزن التي حُرمت من حفيدها وكذلك ابنها محمد (والد يزن)، فالاحتلال يحتجزه أيضًا في سجونه بادّعاء مشاركته وآخرين في إحراق مركبة للمستوطنين في حي عين اللوزة ببلدة سلوان جنوبي القدس المحتلة. 

وفي إحدى جلسات محاكمة ابنها، طلبت المحكمة بإنزال عقوبة السجن لمدة 24 عامًا على محمد رغم أن عملية إحراق مركبة المستوطنين لم تُسفر عن أي إصابات أو قتلى.

أما يزن فهو طفل يبلغ من العمر 16 عامًا، عانى الأمرّين من الاحتلال الإسرائيلي الذي حرمه من والده ووالدته ودراسته، واستمرّ بسياسته تلك وحرمه من الحريّة أيضًا، فبعد أن ذاق مرارة الحبس المنزلي لسنوات، حوّله الاحتلال اليوم الخميس للحبس الفعلي لمدة 26 شهراً.

يزن تعرّض للضرب والتنكيل والتعذيب على يد محققي الاحتلال في مركز “المسكوبية” غرب القدس، بعدما اعتُقل لأول مرة عندما كان دون سن الـ13 عامًا، حيث تم تحويله للحبس المنزلي الذي استمر لثلاث سنوات ونصف، بحسب جدّته “أم نادر” .

وتُضيف في حديثها لـ”قدس الإخبارية”: “لم يسمح الاحتلال ليزن أن يذهب لمدرسته ويُكمل دراسته، وحبسه في المنزل لثلاث سنوات ونصف، وبلّغنا أنه في حال اضطررنا لإخراجه من المنزل لأمر طارئ فقط، يجب أن نحصل على تقرير موقّع من الشرطة بالموافقة”.

وتُشير إلى أن حالة يزن النفسية كانت تزداد في كل مرّة يتم فيها تمديد اعتقاله “منزلياً”، وتم اعتقاله خلال فترة الإقامة الجبرية ثلاث مرات، حيث كان يتعرّض خلاله للضرب والتعذيب في المسكوبية، ثم يُفرجون عنه”.

خلال شهر رمضان الماضي، وبالتحديد في التاسع عشر من شهر أيار/ مايو 2019 اعتقلته قوات الاحتلال وتم تمديد اعتقاله وتحويله للمحاكمة بتهمة رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على بؤرة استيطانية في حارة “مراغة” في سلوان.

وتُشير “أم نادر” لـ”قدس” إلى أن قاضي المحكمة قرر اليوم سجن يزن لمدة 26 شهراً، وتساءلت: “ألم يكن بإمكانهم سجنه سابقاً بدلاً من قضائه سنوات طويلة في الحبس المنزلي الجائر الذي لا يُحسب أبداً ضمن العقوبة”.

وحول ما جرى في المحكمة، قالت جدّة يزن، إنه ذُهل من هذا الحُكم، وبعدما أخرجوه من قاعة المحكمة بقيت تلحق به بين أروقة المحكمة، وتنظر إليه وتدعو له وتشجعه على الثبات وعدم الخوف، وعندما أنزلوه على السلالم بقيت تنظر إليه، وقبل أن يخرج من الباب، تقول “أم نادر”: “رفع راسه وصار يبوسني عالهواء، وحكيتله الله يعينك يا حبيبي”.  

يزن حُرم من إكمال دراسته كغيره من أبناء جيله، وحُرم من والده بزجّه في السجن، وكذلك من زيارة والدته التي تحمل هوية فلسطينية ولا يُسمح لها برؤيته إلا بتصريح، ومنذ اعتقاله لم تره سوى مرتين أو ثلاث فقط.