شبكة قدس الإخبارية

الحية: استراتيجتنا تقوم بسبعة محاور.. وهذه أسباب زيارتنا للخارج وعلاقاتنا بالدول

94

غزة- قُدس الإخبارية: قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية أن حماس تعمل وفق استراتيجية من سبعة محاور لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، متمنيًا أن تحقق فيها الحركة إنجازات مع الكل الوطني الفلسطيني.

وأوضح أن المحاور تتمثل في "تثبيت وتعزيز صمود الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، لافتًا إلى أن حماس تطرق كل الأبواب لجلب الدعم السياسي والمادي والمعنوي لتثبيت ودعم صمود الفلسطيني، وثانيًا العمل على تثبيت وتعزيز صمود المقدسيين في القدس، وثالثًا تعزيز علاقتها السياسية مع الدول العربية والإسلامية، ورابعًا تحقيق الوحدة الوطنية، وخامسًا تعزيز المقاومة الشاملة، وأحد أمثلتها مسيرات العودة، وسادسًا تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، وسابعًا العمل على تعزيز صمود أهلنا في المنافي ومخيمات اللجوء.

منفتحون على الجميع

وبيّن أن الحركة جاهزة لزيارة أي دولة في العالم وإقامة علاقات معها باستثناء الكيان الصهيوني، وذلك لحشد الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية، مضيفًا أنها لا تعلن القطيعة مع أي أحد، مشددًا على استعداد الحركة لزيارة أي دولة عربية، فمبدؤها قائم على التعامل مع كل مكونات الأمة.

وأوضح حرص الحركة على أن تصل إلى أي دولة في العالم، وستقبل زيارة أي دولة بلا تردد، فنحن محبون للجميع، ولا نخاصم ولا نعادي أحدًا سوى الاحتلال وأعوانه، داعيًا إلى عدم العتب على حركة حماس بسبب زيارتها إلى أي دولة، وتفهم حاجة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال إلى دعم الجميع، وهي منحازة للجميع ومحبة للجميع، شاكرًا كل الدول التي تقدم الدعم لها.

العلاقات السياسية

وأشار إلى أن العلاقات السياسية لحركة حماس مع الدول قائمة على التوازن والانفتاح لحشد الدعم والسعي لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على أنها قضية شعب تحت الاحتلال تحتاج دعم كل المناصرين والمؤمنين بالحق الفلسطيني، مضيفًا: نتحدث في كل زيارة عن همّ الشعب الفلسطيني وآفاق القضية الفلسطينية، وما هي أدوات الدعم المطلوبة من هذه الدولة أو هذه الجهة.

وعن سلسلة زيارات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لعدد من الدول، أوضح الحية أنها تأتي في سياق جلب الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني وإعادة القضية الفلسطينية إلى مكانتها الطبيعية، وتبصير الرؤساء بالمخاطر التي تحدق بالقضية خاصة صفقة القرن التي تحاول الإدارة الأمريكية فرضها بالعنجهية.

وانتقد الحية الهجوم الإعلامي للسلطة في رام الله على زيارات الحركة للخارج، مشيراً إلى أن تلك الزيارات ليست جديدة، وأن الحركة تسعى من خلالها إلى حشد الدعم والتأييد لشعبنا ومقاومته، مشددًا على أن تلك الأبواق التي تعيش في كنف التنسيق الأمني تسعى لخدمة الاحتلال، وتقدس الرواية الإسرائيلية، لافتًا إلى أن فريق أوسلو يهاجم كل فعل خير يسعى لدعم القضية الفلسطينية.

ونفى الحية أن تكون زيارة هنية إلى إيران على حساب أي دولة أخرى، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة ليست الأولى لقيادة حركة حماس إلى إيران.

العلاقة مع السعودية

ونفى الحية وجود أي عداوات بين حركة حماس والمملكة العربية السعودية، مضيفًا أن حماس لا تعلن أي عداوة لأي دولة عربية أو إسلامية، هؤلاء جميعًا هم أهلنا وعزوتنا وظهرنا، ونطالبهم بدعم شعبنا وصموده والوقوف إلى جانبنا، هكذا كانوا، وهكذا نريدهم اليوم.

وأضاف الحية: للأسف هناك حالة من الفتور، وربما القطيعة فرضها الإخوة في السعودية، هذا شأنهم، لكن نحن معنيون بعلاقة مع السعودية على قاعدة احتضان القضية الفلسطينية ودعمها، وعلى قاعدة إبقاء العلاقات مع جميع الدول.

وبيّن الحية أن حركة حماس لا تقبل أن يُفرض عليها إقامة علاقة مع دولة مقابل مقاطعة الدولة الأخرى، وهو ما لم يقبله الشعب الفلسطيني أيضًا على مدار التاريخ

زيارة عُمان

وعن زيارة رئيس المكتب السياسي الأخيرة لسلطنة عُمان للتعزية بوفاة السلطان قابوس وتهنئة السلطان الجديدة هيثم بن طارق قال الحية إن حماس حريصة على أن تصل إلى كل ساحة ورئيس وشخصية عربية أو إسلامية أو دولية من أجل حشد الدعم والتأييد لشعبنا، مؤكداً أن الحركة زارت دولًا غير عربية وإسلامية كروسيا وجنوب أفريقيا في سبيل ذلك، مشددًا على أن حماس تربط بينها وبين سلطنة عُمان علاقات قديمة ومهمة.

قمة كوالالمبور

وعن مشاركة حركة حماس في قمة كوالالمبور أوضح الحية أن الحركة تسعى إلى الدخول في أي مكون ورافعة يمكن أن توحد الأمة، مبينًا أن وحدة الأمة داعم كبير ومهم للقضية الفلسطينية.

وأوضح الحية أنه جرى دعوة حركة حماس لحضور القمة، كما دُعي الكثير من مكونات الأمة، مشيراً إلى أنها تمثل نواة لوحدة إسلامية كبيرة تصب في خدمة القضية الفلسطينية.

وبيّن الحية أن قمة كوالالمبور ناقشت قضايا وحدة الأمة وتعمل على تكريس دعائم وحدتها، متمنيًا النجاح لمنظمة التعاون الإسلامي التي ترعى هذا الدور، وأن يتم ضم الجهود لوحدة الأمة بشكل حقيقي لمواجهة محاولة استنزافها وبث الفرقة فيها.

الأسرى

وفي قضية الأسرى، أكد الحية أن قضية تحريرهم أكثر ما يشغل بال الحركة، وهي مسألة واجب تسعى له ليل نهار، مبينًا أن الاحتلال هو الذي يعيق إنجاز صفقة تبادل، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يكذب ويزور على شعبه، ولا يريد أن يدفع الثمن، وغير مستعد له، وأن الصفقة ستنجز يوم أن يكون جادًا في إبرامها.

وشدد على أن حماس وطواقمها جاهزة لإبرام صفقة مشرفة، لكن على الاحتلال أن يكون جاهزًا لها، وأن يتراجع عن سياسة تزييف الحقائق أمام العالم، موجهًا التحية لأسرانا البواسل الذين يقاومون خلف القضبان بصمودهم وثباتهم، ويعاندون السجان بأمعائهم الخاوية، واصفًا الأسرى بالأسطورة من أساطير الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والطغيان.

الانتخابات

ودعا الحية السلطة إلى استكمال مشوار الوحدة الوطنية، والذهاب للانتخابات، والاتفاق على استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال، وأن تبتعد عن جلد أبناء شعبنا.

وأشار إلى أن الاستيطان اليوم يأكل الأخضر واليابس بسبب كبح جماح المقاومة بالضفة، مبينًا أن يد المقاومة لو كانت مطلقة ومرفوع عنها يد التنسيق الأمني والسلطة لأحجم الاحتلال عن كل جرائمه في القدس والأقصى والمستوطنات.

ونبه الحية إلى أن من استراتيجيات حماس في التعامل مع المشهد الفلسطيني هو تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الديمقراطية، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يحقق أهدافه بدون وحدة حقيقية قائمة على الشراكة وعدم التفرد.

وقال الحية: نحن جاهزون للوصول إلى حالات توافق وطني في كل المجالات لمواجهة ما يعتري القضية الفلسطينية، وما يخطط لها من مساوئ، وعلى رأسها صفقة القرن، مشددًا على أن الوحدة الوطنية واجبة وضرورة، مطالبًا كل مكونات شعبنا الفلسطيني وخاصة الإخوة في حركة فتح بالوحدة الوطنية لأنها أساس وعنوان وقوة لنا جميعا.

وطالب الحية السلطة بعدم الارتهان لموافقة الاحتلال على إجراء الانتخابات في القدس، وخوض معركة سياسية معه على كل صندوق اقتراع.

وشدد على أن حماس لا توافق على إجراء الانتخابات العامة بدون القدس؛ لأن القدس عاصمتنا الأبدية، ولن نقبل بما فعلته أمريكا والاحتلال، لكن لا يمكن استجداء الانتخابات بالقدس من الاحتلال، وأن نرهن انتخاباتنا وقضايانا الوطنية للاحتلال، الفيتو الإسرائيلي هو الذي يمنع، ونريد أن نواجه هذا الفيتو في القدس.

واعتبر أنه ليس من الحكمة والعقلانية أن ننتظر موافقة الاحتلال على إجراء الانتخابات بالقدس، بل جعل الانتخابات بالقدس معركة مع الاحتلال حتى نجريها، لا أن نتراجع.