شبكة قدس الإخبارية

شاهد | قرية شوشحلة .. صامدةٌ كالصّخر أمام الاستيطان

شوشحلة

فلسطين المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: وُلدت سيدرا في هذه القرية وتجذّرت فيها حتى باتت تزرعها وتفلحها وكأنّها جزءاً من روحِها، وذلك ليس غريباً عنها فهي ابنة أبيها الذي ما كفّ يومًا عن حب أرضه وأرض أجداده، ولم يفرّط بذرّة تراب منها.

قرية شوشحلة القديمة والتاريخية التي تتوسّط مدينتي بيت لحم والخليل، والمطلّة على بلدة الخضر (جنوبي بيت لحم) يعيش فيها ثلاثة أفراد فقط هم؛ مهنّد صلاح وزوجته وابنته الصغيرة سيدرا (15 عامًا).

كان في هذه القرية ما يقارب عشرين منزلاً فلسطينياً، هجّر الاحتلال ساكنيها في سبعينيات القرن الماضي جرّاء سياساته التي تهدف لإحلال المستوطنين في كل مكان في الأراضي الفلسطينية، لكنّ صلاح لم يقبل بأن تكون أرض أجداده مكانًا للاستيطان مهما كلّفه الأمر ذلك.

يقول صلاح لـ”قدس الإخبارية”: “إن الاحتلال يدّعي بأنه أحيى قرية فلسطينية قديمة أنشئت عام 1878 في العهد العثماني، وهنا بعض الآثار القديمة في المكان والتي تدلّل على أن القرية إسلامية”.

ويُضيف أنه يعيش هنا منذ أكثر من عشرين عاماً رغم أن ظروف الحياة صعبة، لا كهرباء ولا ماء، فالاحتلال لا يُريد أن يمدّ المنطقة بأي مقومات للحياة، ورضيَ أن يعيش في تلك الظروف مع زوجته وابنته مقابل أن تعود الأرض لأصحابها الشرعيين.

كان يوجد في هذه القرية مسجد قديم ومقبرة إسلامية، أعاد صلاح ترميمها، ومعاصر عنب قديمة إضافة إلى المنازل، لكنّ معالمها تغيّرت بسبب اعتداءات المستوطنين، فمنذ أن بدأ صلاح بترميم المنازل القديمة تعمّد المستوطنون الذين يُحيطون بقرية شوشحلة الاعتداء عليها من خلال كسر الحجارة واقتلاعها.    

القرية تتوسّط أربع مستوطنات هي؛ دانيال، أليعازر، سيدي بوعز، وأفرات، حيث يواجه صلاح مستوطني تلك البؤر واعتداءاتهم المتواصلة من سرقة أو قطع الأشجار، والشتم ورشق الحجارة، وانتهاكات جيش الاحتلال من إغلاق الطريق الموصلة إلى القرية، أو تفتيش المركبات الداخلة إليها.

يقول مهنّد صلاح لـ”قدس ” إن الاحتلال يحاول أن يُزيل اسم القرية ويُخفي معالمها فهي حجر عثرة أمام الاستيطان، لكن لو بنموت بنطلعش منها”.