شبكة قدس الإخبارية

بفعل حفريّات الاحتلال ..

تصدّعات خطيرة وتفاوض على إصلاح البنية التحتية مقابل السكوت عن الجريمة

2987f203-aff6-4064-a464-76cefefb8fc5

القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: عادت الطفلة يارا من مدرستها إلى منزلها في حارة “النيرسات” بباب السلسلة في البلدة القديمة في القدس، لتجد أن غرفتها امتلاًت بالماء والتصدّعات والتشقّقات بفعل حفريات بلدية الاحتلال وشركة المياه الإسرائيلية "جيحون" المتواصلة، لتحمل  ما يُمكن لها من ألعاب وملابس خشية أن تغرق بالمياه أو لربّما يقع سقف المنزل عليها.

تقول يارا لـ”قدس الإخبارية”: “كنت أعيش أنا وأمي وإخوتي في هذه الغرفة، لكن منذ أن وجدنا الحائط سينهال علينا من كثرة التشققات، أصابنا الخوف وخرجنا منها”.

وتبيّن والدتها “أم أحمد” سليمة أنها قضت أيام الشتاء عند أهلها في مدينة الخليل، حيث يصعب العيش في هذا المنزل الذي كان جنّة بالنسبة لهم، لكنّها اليوم تعيش في رعب خشية أن ينهار فوق رؤوس أبنائها الصغار”.

وتُضيف لـ”قدس” أن الاحتلال لا يكفّ عن الحفريات، فمنذ نحو أسبوعين واصل عمال البلدية وشركة “جيحون” في الحفر طوال ساعات الليل، وفي السرّ، حتى تفاجأنا بمنازلنا قد امتلأت بالتصدّعات المُخيفة”.

وتُؤكد أن المنزل لم يعد آمناً أبداً، ولا يُمكن العيش فيه وهو بهذه الحالة، فالمياه تنزل من كل مكان، حتى وصلت الكهرباء، وتقول: “هل أبقى هنا حتى أرى أحد أطفالي تحت الأنقاض أو أحدهم تكرهب نتيجة تسرّب الماء!”.

وناشدت “أم أحمد” جميع الجهات المعنية بإجاد حلّ لتلك الحفريّات، فمنزلها تم ترميمه قبل نحو عامين، لكن بفعل الحفريّات كأنه عاد كما كان، كل أعمال الترميم ذهبت هباءً “. 

تقول السيدة “أم أحمد” إنها تعيش وعشرة أفراد آخرين في هذا المنزل، وتقول: “أنا ابنة الخليل، لكني عشت في القدس والبلدة القديمة منذ أكثر من 25 عامًا، ولا يُمكن أن أفرّط في منزلي بسبب الاحتلال وما يقوم به من إجراءات، فهذه الغرفة الصغيرة لا أبدّلها بقصور العالم”.

“خفافيش الليل”

أما الفلسطيني سامر أبو جودة، فيقول لـ”قدس” إنه كان في مدينة الخليل لزيارة الأهل والأقرباء لنحو شهر، وعندما عاد إلى محله (في الحي ذاته) وجده يغرق بالماء بفعل الحفريات التي بدأت بها شركة المياه الإسرائيلية “جيحون”.

ويُضيف أن موظفي البلدية يقومون بالعمل ما بعد الساعة التاسعة مساء حتى ساعات الفجر، من "باب السلسلة" أحد أبواب المسجد الأقصى وحتى “باب الخليل”.

ويُشير إلى أن العمال أبلغوا أصحاب المحال التجارية أن هناك مياه تنزل من أنفاق الاحتلال تحت الأرض، لذلك بدأوا بالعمل والصيانة من أجل حل المشكلة، مؤكداً أن أصحاب عشرات المنازل والمحال لاحظوا تشققات وتصدّعات عديدة في منشآتهم جرّاء هذا الحفر.

تفاوض من أجل إخفاء الجريمة

يقول رشيد زاهدة لـ"قدس" إن الاحتلال يُحاول إخفاء الجريمة التي ألّمت بمنازلنا ومحلاتنا في “باب السلسلة” مقابل تصليح البنية التحتية، وعدم تحمّلهم مسؤولية تلك التشققات.

ويضيف أنهم قالوا للسكان علناً إنهم لا يقومون بالتصليح من أجل السكان، وإنما من أجل المياه التي تنزل على الأنفاق خاصة جهة حائط البراق.

ويؤكد أن عاملاً تحدّث مع أحد جيرانه وتفاوض معه على أن تقوم البلدية و”جيحون” بتصليح جميع المواسير والبنية التحتية المتضرّرة مقابل توقيع جميع سكان الحي على ورقة بعدم مسؤولية الاحتلال عن التشققات.

وقال إن حفريات الاحتلال خطر ليس فقط على الحي وحده، وإنما على جميع المنشآت والأبنية في البلدة القديمة في القدس، ولا بدّ من تدخّل عاجل لإنقاذنا وإنقاذ أولادنا من هذه الجريمة.