شبكة قدس الإخبارية

يلهثون خلف سراب

05118031625214025747802063786313
جهاد رجب

لم يمضي شهر  على كشف  كتائب القسام  لتفاصيل عملية "حد السيف" الذي بث على قناة الجزيزة  لتطل علينا كتائب القسام بإنجاز أمني واستخباراتي كان بمثابة صفعة جديدة توجها الكتائب  للأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تدعي بأنها  تتمتع بقدر عالي من الاحترافية  في المجال الأمني، وذلك على الرغم من فارق الإمكانيات الكبير الذي تتمتع به الأجهزة الإسرائيلية، فقد استطاعت استخبارات القسام تسجيل نصر جديد على الاحتلال والتلاعب بقيادات الشاباك  وهز الثقة بينهم وبين العملاء من خلال عملية سراب الأمنية.

الفيلم الذي كشف عن عمل أمني كبير ومعقد يتمثل في إدارة عميل مزدوج وتحريكه وفق المخططات القسامية  والتلاعب في ضباط الشباك الإسرائيلي، كما عكس الفيلم القدرات العملية العالية لطاقم التشغيل لدى المقاومة ونجاحهم في تضليل المشغل الإسرائيلي من خلال الإدارة الذكية للمصدر.

إن ما نشر في الفيلم يعد جزءاً مما سمحت القسام بنشره، بمعنى أن حجم المعلومات والعمل الأمني الذي نجحت به المقاومة كبير وهذه العملية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لتفتح الباب واسعاً في مقارعة الاحتلال في كافة المجالات والأصعدة المختلفة.

وسلط الفيلم الذي يعد ثمرة عمل أمني دام لعامين بين المقاومة وأجهزة الاحتلال الأمنية على حجم التقدم الأمني والاستخباري الذي وصلت إليه المقاومة ويحمل رسائل عدة أهمها:

  • الرسالة الأولى :  للجبهة الداخلية الفلسطينية أن يكون على قدر عالي من الوعي بالمخاطر والكواثر وقوعه في وحل العمالية وأن المقاومة لديها أجهزتها الأمنية القادرة على كشف مخططات العدو وتضليله،  وأن الأجهزة الأمنية دورها ليس مقتصر على حماية الجبهة الداخلية فقط بل دورها يتعدى ذلك ويصل إلى قيادة صراع خفي ومستمر مع العدو.
  • الرسالة الثانية: للعملاء  لتسليم أنفسهم والتخلص من وحل العمالة وأن ضباط المخابرات الإسرائيليين ليسوا الحامي لهم بل أبناء شعبهم ومقاومتهم هم سندهم  لمن يسلم نفسه ، أما الذي يصر على المضي في وحل العمالة  مصيرهم الوقوع في يد المقاومة والأجهزة الأمنية فساعتها لا ينفع الندم.
  • أما الرسالة الثالثة: للعدو الصهيوني أن عليه ألا يستهين بقدرات المقاومة في صراع الأدمغة والعمل الأمني والاستخباري، فقد تم حرق أساليب وطريق اختيار النقاط الميتة، وأن التباهي بسرية الاتصال والتواصل  والأمان ما بين العميل ومشغله ما هي إلا مجرد  أوهام زائفة ولن تحقق للعميل الأمان والحماية من يد المقاومة عنده وقوعه بيدها.

الاحتلال لن يتوقف عن ابتكار أساليب جديدة في اسقاط العملاء وتشغليهم بعد كشف أساليبهم بشكل علني وفاضح على رؤوس الأشهاد في المقابل لن تتوقف المقاومة أيضاً على تطوير أساليبها وطرقها في اختراق ضباط المخابرات والأجهزة الأمنية الإسرائيلية فالأمر أصبح  بشكل علني وتحدي صريح فالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تستطع حتى اللحظة من الاستيقاظ من الصفعة الأولى التي تلقتها من القسام في عملية حد السيف ليأتي جديد ويضرب العمل الأمني  ويرعيه لدى جبهته الداخلية مظهراً الفشل الأمني في التعامل والثقة بين العميل ومشغله .