شبكة قدس الإخبارية

أجسادُهم خلف القُضبان .. وأرواحُهم معنا.. فهل يسرقون منّا صورَهم أيضًا؟

%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B92
فاطمة محمد أبو سبيتان

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية : لا يُمكن معرفة حجم التأثير الذي تبثُّه صورة الأسير مع ذويه داخل المعتقل الإسرائيلي، رغم أنها ليست صورة تذكارية للحظات سعيدة كغيرها من صور العائلة التي يتم الاحتفاظ بها في ألبوم صغير نفتَحُهُ يوماً ما لنُعيد تلك الذكرى إلى الأذهان ونضحك معاً.

لكنّ تلك الصورة تبثّ أملاً في قلوب ذوي الأسير، خاصة أولئك الذين حكمهم الاحتلال بقضاء سنوات عمرهم وشبابهم بين جدران السجون لا بين أحضان العائلة، مؤبد أو اثنان، أو لربّما عدّة سنوات لكنها لأم الأسير أو أبيه أو زوجته وأولاده تعد سنوات طويلة مُنهِكة ومتعِبة. 

اليوم، وعبر وسائل الإعلام العبرية، تم نشر خبر يفيد بأن مصلحة السجون الإسرائيلية أصدرت قراراً جديداً يقضي بمنع الأسرى الفلسطينيين “الأمنيين” من التقاط صور لهم مع ذويهم باستثناء من أثبتوا أنهم يعانون من مرض خطير، وذلك حسبما نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم”.

تقول فاطمة عدوين، وهي شقيقة الأسير محمد عدوين (من بيت لحم) الذي حُكم بالسجن لمدة 18 عاماً: “كيف يمنعون عنّا الحياة، إن هذه الصور التي تصلنا بعد الزيارة كنز ثمين بالنسبة لنا”.

وتُضيف لـ”قدس الإخبارية”: “خمس وأربعون دقيقة في غرفة الزيارة، نجلس معهم ونحاول حفظ ملامحهم كي لا ننساها، وكي تبقى في مخيلتنا”.

“جميع من خاض التجربة يعرف جيّداً ما معنى زيارة ذوي الأسير لابنهم داخل السجون، فهي صعبة للغاية، ما إن نتركهم حتى تُسوء النفسية، خاصة كبار السن والأطفال”، تقول عدوين.

وتبيّن أن العمر يجري بسرعة ويغيّر ملامح الأسرى وهذا ليس بالأمر السهل على ذويهم، لكن السعادة تغمر قلوبهم حال رؤية تلك الصور، يقومون بطباعتها ويوزعوها فيما بينهم، يضعونها في كل زاوية في البيت، كي يكون أسيرهم حاضراً بينهم في كل المناسبات.

وتُضيف أن عائلتها بالكامل “مرفوضة أمنيّاً” بمعنى أنهم لا يستطيعون زيارة شقيقها “محمد” ما عداها هيَ وابنه “قسام”، متسائلة: “لو هالصور مش موجودة، كيف رح يطّمنوا على محمد، الصور حياة إلهم وراحة واطمئنان”.

وختمت بالقول: “صح بتكون حسرة .. جسمه مش بالبيت .. بس صورته بتكون هي الروح للبيت”. 

ما قبل صدور هذا القرار من قبل مصلحة السجون، كان يُسمح للأسير بالتقاط صور له داخل المعتقل مع أفراد عائلته ممن يُسمح لهم بزيارته، وإرسالها لعائلته من أجل الحفاظ على نوع من التواصل.

لكن مصلحة السجون قالت إن سبب القرار هو ظهور الأسير عمر عبد الجليل الذي قتل ثلاثة مستوطنين من عائلة واحدة في مستوطنة “حلميش” المُقامة على أراضي فلسطينيين في رام الله قبل عامين، مع والديه خلال زيارته، ونشر تلك الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار الرأي العام الإسرائيلي.