شبكة قدس الإخبارية

مختص عسكري لـ "قدس": التصعيد سيستمر في غزة والمقاومة تناور لإضعاف نتنياهو

5208d093ad7c359649a2694122143ef7
هيئة التحرير

غزة – خاص قدس الإخبارية: مع استمرار التصعيد الإسرائيلي على غزة لليوم الثالث على التوالي يبدو المشهد مختلفاً هذه المرة عن باقي جولات التصعيد التي شهدها قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال مع تواصل القصف المتبادل بين المقاومة والاحتلال.

وتبدو المقاومة هذه المرة وقد غيرت من استراتيجية العمل الميداني والتكتيك المتبع في كل الجولات السابقة عبر إداراتها لطبيعة الرد وحجم إطلاق الصواريخ الذي تجاوز 300 قذيفة وصاروخ منذ بداية الجولة التي انطلقت بعد اغتيال بهاء أبو العطا القيادي البارز في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.

ويرى الكثيرون أن المشهد هذه المرة يصعب قراءاته وتحليله في ظل محاولة الاحتلال اللعب على وتر الخلافات بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي وهو ما تنفيه الحركتين، خصوصاً بعد بيان غرفة العمليات المشتركة الذي أكد استمرار الرد وفقاً لسياسة واستراتيجية متبعة.

وقال الباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة لـ "شبكة قدس" إن جولة التصعيد الحالية من المحتمل أن تتواصل لأيام أخرى في ضوء المعطيات القائمة حالياً ورفض المقاومة الفلسطينية محاولة الاحتلال فرض معادلة جديدة بغزة بعد عملية الاغتيال.

وأوضح أبو زبيدة أنه من المستبعد أن تنتهي هذه الجولة خلال الساعات المقبلة خصوصاً في ظل البيانات الصادرة عن المقاومة الفلسطينية والأذرع العسكرية وغرفة العمليات المشتركة، معتبراً أن المقاومة تتعامل مع الحدث باعتباره أمراً كبيراً.

وأضاف الباحث في الشأن العسكري: "نتنياهو والطغمة الحاكمة في إسرائيل أرادو الخروج من أزماتهم بعملية اغتيال من أجل استخدامها لأغراض سياسية وانتخابية غير أن المقاومة الآن باستمرار عمليات القصف المركزة تريد ألا تسمح له بذلك".

وأشار إلى أن المقاومة تتعامل مع الحدث باعتباره أمراً كبيراً وأنه تجاوز لكل الخطوط الحمر بسبب تجاوز عمق غزة واغتيال شخصية قيادية للمقاومة، مردفاً: "المقاومة تناور حالياً في عملية الرد حتى تضعف نتنياهو ولا تعطيه فرص لاستثمار هذا العمل من خلال عملية الاغتيال والاستفادة منه داخلياً وتتعامل مع الحدث عبر رشقات صاروخية متوازنة الهدف منها إنتاج الخوف والرعب في المجتمع الإسرائيلي وتعطل الحياة وتشكل حالة ضاغطة وتطيل أمد إطلاق الصواريخ لأيام أخرى".

وبين أن من بين تكتيكات المقاومة هي منع جيش الاحتلال من الاستقرار على حدود غزة عبر إطلاق قذائف هاون مركزة، ثم قد تنطلق المقاومة بعد ذلك لمفاجئة الاحتلال في تنفيذ بعض العمليات النوعية حتى تستثمر المواجهة في خاتمتها بضربة تحسب لها تمنع تكرار ما جرى من قبل الاحتلال.

وبشأن الحديث عن الاستفراد بفصيل دون الأخرى علق الباحث في الشأن العسكري قائلاً: "الاحتلال حاول أن يقوم بذلك لكن من الواضح أن رؤية الفصائل والبيانات التي صدرت تؤكد أن هناك تكتيكات متفق عليها بشأن من يرد وحجم إطلاق النار ومن يساعده وكل شيء محسوب بقدر، من أجل الخروج بنتائج تهز الكيان وتضمن عدم استثمار ما جرى سياسياً من قبل اليمين الإسرائيلي ونتنياهو وعدم تكرار ما جرى".