شبكة قدس الإخبارية

مصالح فيسبوك مع الاحتلال ترفع وتيرة محاربة المحتوى الفلسطيني

IMG_2219

فلسطين المحتلة – قدس الإخباريةيواصل موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك محاربة المحتوى الفلسطيني بوتيرة متزايدة بات يلاحظها كل المستخدمين الذين يهتمون بعرض الرواية الفلسطينية عبر هذا الفضاء الإلكتروني.

وخلال السنوات الأخيرة، ضاعفت إدارة الموقع من انتهاكاتها ضد المحتوى الفلسطيني، حيث تعرض مئات الصحفيين والنشطاء خلال سنوات لاجراءات غير مبررة من إدارة الموقع، ولاحظ الفلسطينيون انتهاكات الموقع وانحيازه الكامل للاحتلال بشكل واضح خلال مطاردة الاحتلال للمقاوم الفلسطيني أحمد نصر جرار، حيث وصلت انتهاكات الموقع وتحيزه لدرجة حذف كل منشور يتضمن صورته، لكن الانتهاكات اليوم باتت أشد وأكبر حتى باتت تهدد باجتثاث الرواية الفلسطينية بشكل كامل عبر الموقع من خلال حذف مئات الحسابات لنشطاء وصحفيين وصفحات إخبارية وحذف عدد هائل من المنشورات.

في الوقت ذاته، تتغاضى إدارة موقع "فيسبوك" عن آلاف التعليقات عبر الحسابات والصفحات الإسرائلية المحرضة ضد الفلسطينيين منها صفحات تحوي على العديد من المواد التحريضية والتي تدعو لاعتقال وقتل الأطفال الفلسطينيين.

تطور مخيف

لم تكتف إدارة الموقع بحذف مئات الحسابات والصفحات والمنشورات بل تطورت حدة مهاجمتها للمحتوى الفلسطيني إلى درجة بناء خوارزمية تحذف بناءً عليها عدد كبير من منشورات الفلسطينيين إن شملت على مصطلحات معينة دون النظر حتى إلى السياق الذي ترد به هذه المصطلحات.

وقال مركز صدى سوشال المختص في رصد الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ فيسبوك يحظر المنشورات والصور والبث المباشر لعشرات النشطاء لفترات متفاوتة، كما كشف المركز عن قيام إدارة الفيسبوك بتطوير خوارزميات جديدة وإضافة مصطلحات فلسطينية لقائمة الحظر والانتهاكات بدعوى انتهاك معايير الموقع.

وقال المركز في بيان صحافي أصدره أن إدارة الموقع حذفت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من المنشورات بسبب كلمات فلسطينية، وبعض هذه المنشورات يعود لأعوام ماضية، وعن المصطلحات التي تضمنتها قائمة الحظر، ذكر المركز في بيانه أن هذه الكلمات هي: "حماس \ الجهاد \ شهيد\ القسام\ السرايا" وغيرها.

مصالح مع الاحتلال

كشفت مؤسسة بحثية دولية بأن دولة الاحتلال توظف علاقاتها مع شركة فيسبوك وتستغلها في محاربة المحتوى الفلسطيني في الفضاء الإلكتروني لموقع الشركة.

وفي تقرير لها ربطت مؤسسة "إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان" بين الشكاوى الفلسطينية من اجراءات موقع الشركة على المحتوى الفلسطيني وبين وجود ارتباط مصالح اقتصادية بينها وبين إسرائيل.

وأشارت المديرة التنفيذية للمؤسسة مها الحسيني إلى تكرار زيارات كبار مسؤولي فيسبوك وإسرائيل وإبرام اتفاقيات بينهما بدعوى محاربة التحريض، مما أسفر عن تقييد شديد للمحتوى الفلسطيني في وقت نادرًا ما تم التعامل مع "الإسرائيلي" الذي يدعو لنشر الكراهية والدعاية ضد الفلسطينيين.

وشددت مؤسسة إمباكت الدولية على أنه يتعين على الشركات متعددة الجنسيات مثل فيسبوك "الالتزام بالضوابط الأخلاقية الخاصة بها والتي تدعو لتعزيز حرية التعبير ورفض الكراهية والعنف واحترام كرامة الإنسان وحياته".

وفي يونيو/حزيران من العام الماضي، كشفت وزارة القضاء في دولة الاحتلال أن إدارة موقع فيسبوك استجابت عام 2017 لما يقرب من 85% من طلبات الاحتلال لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطيني على موقع التواصل.

وفي أبريل/نيسان الماضي، نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية عن استثمار كبير لفيسبوك في عمليات الذكاء الاصطناعي بإسرائيل من خلال مركز جديد للبحث والتطوير مصمم لمساعدة عمل المهندسين والمبرمجين بالشركة الأميركية وخارجها.

المحاضر في كلية الإعلام في جامعة النجاح د.فريد أبو ظهير قال في حديثٍ سابق لقدس الإخبارية إن الاحتلال يقوم بكل ما يستطيع لمحاصرة وسائل الاتصال في العالم لكي يفرض روايته، وهذا شيء طبيعي، وقد طور الاحتلال إجراءاته لكي تواكب تطور وسائل الاتصال، واستطاع التسلل إلى مواقع صنع القرار داخل هذه المؤسسات، ومنها فيس بوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، ويضيف أبو ظهير بأنّه حتى جوجل، استطاع الاحتلال أن يؤثر فيه.

ويرى أبو ظهير بأن ما يجري هو انتهاك لحرية التعبير، خاصة وأن الاحتلال استطاع أن يُقنع القائمين على هذه المواقع بأن مثل عبارات حماس والقسام هي أمور محظورة، وهذا برأيه يدل إلى حد كبير على ضحالة المعرفة لدى القائمين على تلك المواقع، إن لم يكن تواطؤهم أصلا.

المواجهة

بدوره وجه مركز صدى سوشال المختص في رصد الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة شديدة اللهجة إلى مديرة قسم السياسات العامة في فيسبوك بالشرق الأوسط نشوى حسين، احتجاجًا على التضييق الذي ارتفعت وتيرته مؤخرًا تجاه المحتوى الفلسطيني.

وبين مدير مركز صدى سوشال إياد الرفاعي أن إدارة فيسبوك أصبحت تحاسب مستخدمي الموقع على منشوراتهم بأثر رجعي، بحيث تفرض عقوبات على حسابات وصفحات استخدمت كلمات في منشوراتها قبل سنوات، وعندما حظر الموقع استخدام هذه الكلمات، أصبح الموقع يفرض عقوبات بأثر رجعي على ناشري هذه الكلمات.

وطالب المركز إدارة قسم السياسات بالنظر بعين الموضوعية للحالة الفلسطينية، والأخذ بعين الاعتبار أن من حق الفلسطينيين استخدام فيسبوك للتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم كما يفعل مستخدمو هذا الموقع حول العالم.

وأشار المركز أنه ورغم اعتراضه وتحفظه على حظر كلمات معينة، إلا أنه أيضًا يرى من غير العدل سن سياسات جديدة وحظر كلمات معينة ومحاسبة مستخدميها بأثر رجعي، فالعديد من المستخدمين لم يكن لديه العلم بأن مثل هذه الكلمات من شأنها تعريض بياناتهم وحساباتهم الشخصية والعملية لخطر الضياع.

وكان مسؤول الحملة إياد الرفاعي قد أكد في حديثٍ لقدس الإخبارية وجود مناقشات مستمرة مع إدارة فيسبوك للحصول على أجواء إيجابية لتعبير الفلسطينيين عن آرائهم بشكل صحي وللدفاع عن حقوقهم المشروعة التي كفلتها كافة القوانين الدولية.

وأضاف "نحن الان بصدد دراسة خطوات عملية على ارض الواقع من شأنها الضغط على فيسبوك للعدول عن التضييق الكبير الذي يرتكبه ضد المحتوى الفلسطيني".

وضمن الخطوات التي تم الإعلان عنها لرفض انتهاكات إدارة الموقع، تم الإعلان عن انطلاق حملة #fbblockspalestine رفضاً لسياسات فيسبوك تجاه المحتوى الفلسطيني، وأول الخطوات في التعريف بالحملة وأهدافها وما يتعرض له المحتوى الفلسطيني من تضييق سيكون من خلال التغريد عبر الوسم غدًا الأربعاء الساعة 8مساءً.

#الاحتلال #فيسبوك #نشطاء