شبكة قدس الإخبارية

التحقيق العسكري في سجون الاحتلال

71489440_2971001876305436_6867807269292081152_n
علاء الريماوي

نقل سريع يصاحبه ربط بالقيد البلاستيكي الى الخلف، وضع تحت الاقدام، ورفع للايدي المربوطة للخلف، ضراخ مع وضع فوهة البندقية منتصف الظهر، يصاحبه ضرب عنيف على الأطراف وصراخ متواصل وضابط من المخابرات يديم السؤال ما علاقتك بفلان، وأين كنت ليلة أمس؟

مروحية عسكرية تنقل الى مركز التحقيق، و مع الوصول الى المسكوبية، يحتشد 5 من الضباط وطبيب، يقوم بأسئلة عابرة عن الصحة والجسد، ثم يقول بالعبرية (متأيم) أي مناسب .

ربط بكرسي صغير للخلف، ثم الأقدام ثم قيد اخر يوصل الأيدي مع الأرجل، يبتدرك الميجر ( لقد اخذنا قرارا بتحقيق عسكري معك ) قبل البدء ستجيب عن عدة أسئلة في حال الاجابة ننهي قرار التحقيق(علاقتك بالقضية الفلانية، ما بحوزتك، الشركاء الذين معك؟ )

يعد الميجر 5 دقائق لقرار الاجابة، ثم تبدأ الحفلة، صراخ، مسك لضابط من الكتفين واخر يضع قدمه بين فخديك للضغط على الخصيتين، ثم ضرب عنيف على الوجه، حتى تقارب الاغماء، ثم يليه اسئلة سريعة من المحققين، حين الرفض تدخل في الموجة التالية من الهز العنيف، ونصل الاصابط يتداخل في اعلى الصدر وشعور بكسر الترقوة وانفكاك الرقبة عن الجسد، دوران في الرأس عدم تركيز، اغماء حين تجاوز المدة المقدرة ثم شعور الارتطام بالارض.

الطبيب متواجد في المكان بهدف ممارسة دور المعالج لاستمرار التحقيق.

تدخل الموجة الذروة يتم فكك من الكرسي، ويصحب ذلك كسر الظهر على كرسي بلا ظهر، من خلال عملية تقييد تأخذ الأيدي مع الأرجد بشكل الموزة.

ثم يصاحبه جلسة على الصدر أو وضع القدم، مع صراخ حول سؤال محدد تزداد عملية الشد والتقوس سحبا، في الأثناء يسمع صوتك في الأرجاء كلها، الما ووجعا أغماء ثم يواصل المحقق الجولات المتتالية .

في عملية الضرب يتم التركيز أيضا على العضالات من كعب القدم، أو مسطرة على الاصابع الكوع، المفصل.

يضاف الى ذلك ضرب على مقدمة الرأس، لكن الاصعب هو ممارسة الضرب والشبح ، مصحوبا بشبح الى الاعلى من خلال اعتماد الجسم على الأيدي في الوقوف يصاحبها الضغط على الكتفين(التعليق).

استمرار هذا التحقيق كان في سنوات التسعين دون حاسبة وبعد الالفين وثلاثة اصبحت الرقابة أشد، لكن رقابة تبقيك على قيد الحياة.

هذا التحقيق نقلته لكم من واقع المعايشة وشعور الموت في كل لحظة بل الوصول اليه، دون قدرة الدفاع عن النفس، ولا حتى التفكير بخيارات سوى الفكاك منه.

التحقيق مع الأسير سامر العربيد كان أسرع من ايقاع الكلمات التي أشرت اليها، ساحة من جهنم، تسمع فيها السعير و بعض من زقوم تذوقه حتى ترى في عين الخيال مالك تناديه يا رب شهادة تنجي من جحيم صب بعضه على الأرض.

أذكر أول تحقيق بهذه القسوة كان وعمري حينها 15 ونصف نقلت للعيادة فيها أكثر من 13 مرة، مع استخدام للاكسجين، ثم تحقيق استمر ل 120 يوما لا يوجد فيه نوم ولا راحة سوى سنة من نوم على الارض.

هذا الحديث جربته مرة ثانية العام 2000 في وتيرة اقل من الذي كان عام 1994 لكن وجدته على جسد أسرى في زنازين المسكوبية بشكل قربهم للشهادة.

حالة التحدي فيه، تصل الى حد حوار النفس، ومقاربة الحياة على الموت، معركة أقل الاضرار ومواجهة تحسب فيها الانتصار حين تحجب الكلمة عن المحقق بقصد التحدي كتمان السر.

مواجهة صعبة بكل المقاييس يستخدم فيها العنف والابتزاز، واستجلاب الاسرة وتفاصيل تتجاوز المعقول.

عدا عن مكنة من التفنن في الحرب النفسية التي يتجاوز ايقاعها الايذاء الجسدي إلى ساحة تدخل فيها الأسرة والزوجة والولد.

الصمود في هذه المعركة يشدك اليه يقين على الله وبعض من ايات الله تتمثلها، ومعركة تخال نفسك فيها تقاتل كقائد يحمل ترسه يدافع عن الناس والحصن والعرض.

سامر واجه المحقق بصلابة عالية وهزم جيش من المحققين لذلك قرروا قبل اعلان الفشل الوصول الى رواية يدفنها عجز المواجهة.

#الاحتلال #زنازين #المسكوبية