شبكة قدس الإخبارية

مأمون نصار.. الدماء والعرق يصمدان أمام غطرسة مستوطني يتسهار

%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9
مجاهد قط

نابلس- خاص قُدس الإخبارية: حكاية مأمون في هذا المحيط، جلسات محاكمته لدى الاحتلال التي يقاطعها مستمرة، دفع فاتورة بدمه وجهده تحت تهمة الوجود في محيط أكثر المستوطنات تطرفًا في الضفة، ُضرب وأُطلق النار على شقيقه واُعتقل شقيقه الآخر وضُربت والدته وشقيقاته واُعتقل هو كذلك، يمنعه الاحتلال من التواجد في أرضه ويلاحقه تحت هذا البند، ولا تزال فصول الحكاية مستمرة.

الراعي مأمون نصار 47عامًا، يقطن قرية مادما جنوب نابلس القريبة من بؤرة يتسهار التي يقطنها المستوطنون بالضفة المحتلة.

يقول نصار لـ "شبكة قدس" إنّ الجيش أعطاه قرارًا يمنعه من التواجد في محيط مستوطنة يتسهار وفي أرضه الجنوبية، وهدده بالاعتقال في حال اخترق القرار، فيما يقوم حارس المستوطنة بمنعه وإعاقته في المكان ويعمل على ملاحقته أثناء قيامه برعي الأغنام في المنطقة.

ويضيف "الأمر لا يتوقف فقط على الملاحقة بل يتم الاعتداء من قبل المستوطنين تحت حماية وتدخل الجيش، "آخر مرة تم الاعتداء فيها علي هاجمني أكثر من عشرين مستوطن وضربوني بالحجارة، الجيش ترك المستوطنين يهاجمونني، ضربوني بالحجارة على رأسي وسال الدم مني حتى حضر الناس وقدموا لي مساعدة وأسعفوني، أكثر من عشرين رصاصة مطاط وجدت في جسدي حينما عُرضت على الارتباط، وبعدها قاموا بنشر صور تبين أنهم تدخلوا لإنقاذي، هم يتبادلون الاعتداء علينا".

ويقاطع مأمون المحاكم المتتالية للاحتلال، حيث قدم المستوطنون شكاوى ضده لمحاكم الاحتلال، وتعرض للاعتقال لدى قوات الاحتلال وحكم عليه 18 شهرًا.

وطالب نصار المؤسسات الحقوقية والدولية والحكومية بتوفير الحماية، وتشكيل اللجان لمحاسبة المستوطنين على تماديهم، كما أكد أنّه لم يصله دعم حكومي رغم أنّ قضيته أُثيرت على الاعلام العديد من المرات، مضيفًا أنّ مجلس قروي بلدته أبدى استعداده لتوفير ما يحتاجه لتثبيت صموده في ارضه.

وعن الشكاوى بحقه، قال إن المستوطنين يرفعون القضايا علينا ويتم النظر فيها من قبل محاكم الاحتلال، لكننا نقوم نحن برفع القضايا بلا فائدة، "يسمعون لهم ولا يسمعون لنا".

"احنا فتحنا الطرق عشانك، عشان نصل في السيارة لعندك ونطردك" قال له حارس مستوطنة يتسهار مرة، وينوّه نصار "المستوطنون يحرقون الأرض تحت عين جيش الاحتلال لكي يحرموننا من المساحات الخضراء التي نستغلها لرعاية الأغنام ".

 ويذكر مأمون أنه مستمر في حقه في الوصول إلى أرضه رغم كل المعيقات التي وضعها الاحتلال ومستوطنوه.

والدة مأمون أم ايمن نصار حذرت من أن الجيش يستقصد شبابها في محيط المستوطنة وفي أرضهم من أجل اخلاء المنطقة من التواجد الفلسطيني، وتحدثت أن عائلتها تكبدت خسائر كبيرة جراء استمرار الاعتداءات عليهم، كما طالبت وسائل الاعلام بنقل معاناة العائلة للعالم.

المستشار القانوني لمركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان وائل القط يؤكد لـ "شبكة قدس" أهمية رفع الشكاوى على المستوطنين لمحاكم الاحتلال حتى ولو لم تؤدي إلى نتائج إيجابية.

 وطالب المحامي القط الفلسطينيين برفع القضايا على المستوطنين لشرطة الاحتلال حيث يساهم هذا الضغط في جعل الشرطة غير قادرة على تجاهل شكاوى الناس.

وأضاف: "تقديم الشكاوى له جانب توثيق مهني لاعتداءات المستوطنين هو بالضرورة مهم لفضح الاحتلال والمستوطنين وتواطؤ الجيش تجاه هذه الظاهرة التي تبدو منظمة وليست مجرد إعمال فردية؛ سبب آخر لتقديم الشكاوى هو متعلق باستخدام أدوات القانون الدولي وآليات حماية حقوق الانسان الدولية والتي لا يمكننا القيام بها دون استنفاذ طرق الطعن والتظلم المحلية".

مدير دائرة العلاقات الدولية والاعلام في هيئة مكافحة الاستيطان يونس عرار شدد على أهمية العمل الشعبي وتكاتف الأهالي في مجابهة هجمات المستوطنين خاصة في البؤر التي تشهد اعتداءات مستمرة على السكان.

واستشهد عرار في حديثه لـ "قدس الإخبارية بنماذج عدة من أبرزها الخان الأحمر وكيف استطاع الناس أن يحموا أرضهم أمام التهجير القصري، لافتاً إلى أن هناك دائرة قانونية في الهيئة لخدمة السكان مهمتها متابعة الشكاوى الواردة.

وتحدث حول دعم الهيئة للسكان في محيط يتسهار، حيث تم تشييك العديد من المنازل، وتشكيل لجان حراسة ليلية، ونصب كشافات وإنارة المنازل المتطرفة، داعياً الأهالي لاتخاذ مبدأ العمل الشعبي مع التحرك القانوني، بحيث يكون هناك ضغط شعبي على الأرض بالتوازي مع التحرك القانوني

يذكر أنّ مستوطنة يتسهار تتصدر قائمة الاعتداءات في الضفة، ويقطنها غلاة المستوطنين أبرزهم مؤسس كتاب توراه الملك المتطرف اتسحاق شابيرا، وتتربع على قمة جبل سلمان الفارسي الذي تعود ملكيته لسكان قرية مادما وعصيرة القبلية وبورين وعوريف وعينابوس وحوارة.

ويشير مركز المعلومات الوطني الفلسطيني إلى أن غالبية سكان المستوطنة ينتمون إلى التيار الديني المتطرف وتحديدا لجماعة أمناء الهيكل وكذلك مجموعة تدفيع الثمن المعروفة بإرهابها، كما يوجد في المستوطنة مدرسة دينية لتعليم التوراة.